وسط تسريبات عن تفاصيل العمل العسكرى الأمريكى المحتمل ضد تنظيم ما يسمى بــ «الدولة الإسلامية» فى العراق وسوريا، أعلن جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن توجيه ضربات جوية محتملة لمواقع داخل سوريا.

وقال المتحدث إن الضربات الجوية ليست السيناريو الوحيد قيد الدراسة حاليا، مشيرا إلى أن الرئيس مصمم على الرد على التهديد الذى تشكلة الدولة الإسلامية، لذا أمر بتوجيه ضربات جوية فى العراق، ومع ذلك فإنه من المهم التشديد على أن الخيار العسكرى ليس الوسيلة الوحيدة المتاحة.

وردا على تصريحات وزير الخارجية السورى وليد المعلم بشأن ضرورة التنسيق مع دمشق أولا قبل توجيه أى ضربات، أكد البيت الأبيض أنه يحتفط بإمكانية التحرك من جانب واحد دفاعا عن المصالح الأمريكية.

وأضاف أن الرئيس أكد أنه سوف يستخدم القوة لحماية الأمريكيين بغض النظر عن الحدود، وألمح إلى الغارة التى قتلت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فى مايو 2011، حيث لم تطلب واشنطن وقتها موافقة إسلام آباد. وتأكيدا لقرب هذه الضربات ، كشفت صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية بالفعل عن أن أوباما وافق على إرسال طائرات تجسس وطائرات بدون طيار فوق سوريا لرصد مقاتلى تنظيم »الدولة الإسلامية« والتمهيد لشن ضربات جوية محتملة ضدهم ، وقال مسئولون أمريكيون إن التخطيط لعمليات الاستطلاع جار بالفعل ، وقد بدأ منذ أسابيع. ولم توضح المصادر المختلفة النقطة أو الدولة التى تنطلق منها هذه العمليات، إلا أن بريان كاتوليس خبير الأمن الوطنى فى مركز «أميريكان بروجريس» للدراسات القريب الصلة بالبيت الأبيض أكد أن الإدارة الأمريكية تفضل أن تعمل ذلك من خلال بناء تحالف قوى مع حلفائها فى المنطقة مثل الأردن وتركيا والسعودية ضد داعش.

تأتى التحركات الأمريكية فى الوقت الذى كشفت فيه أستراليا عن إجراءات لمكافحة الإرهاب لمنع الشباب من التطرف والذهاب للقتال فى مناطق صراعات خارجية مثل العراق وسوريا ، بعد أن انضم عشرات الأستراليين للجماعات التكفيرية فى الآونة الأخيرة، وقال رئيس الوزراء الأسترالى تونى أبوت إن 60 أستراليا على الأقل يقاتلون فى العراق وسوريا بدعم مالى من حوالى 100 شخص فى أستراليا.

وأوضح أبوت أنه سينفق 630 مليون دولار أسترالى أى ما يوازى - 585 مليون دولار أمريكى - على إجراءات تشمل تعزيز برامج مشاركة المجتمعات المحلية فى أستراليا، مع التركيز على جهود منع الشبان الأستراليين من التورط مع جماعات متطرفة.

وتقود أستراليا حملة بجانب الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة لاعتماد معايير دولية للتعامل مع الأعداد المتزايدة للمقاتلين الأجانب فى صراعات الشرق الأوسط والتهديد الذى قد يمثلونه لدى عودتهم إلى بلادهم. ويقول محللون أمنيون إن عدد المقاتلين الأجانب فى العراق وسوريا الذين يسافرون من مختلف البلدان بالآلاف. وفى سياق آخر متعلق بالحرب الأمريكية ضد الإرهاب، أدانت هيئة محلفين اتحادية فى مانهاتن سليمان أبو غيث ـ 48 عاما ـ زوج ابنة أسامة بن لادن بالتآمر لقتل أمريكيين وتقديم دعم مادى للإرهابيين.

وقال الادعاء الأمريكى إن أبو غيث كان ذراعا قوية للقاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ، وأنه كان يسجل شرائط فيديو نارية لتجنيد أعضاء جدد فى التنظيم. وأضاف الادعاء أن المتهم لم يشعر بأى ذنب تجاه فعله، بل إنه كذب خلال المحاكمة، ومن المقرر صدور الحكم فى 23 سبتمبر المقبل.