أثارت الأنباء حول توغل قوات روسية داخل الأقاليم الشرقية لأوكرانيا ردود فعل واسعة تزامنت مع لقاء الرئيسين الروسى والأوكرانى فى روسيا البيضاء. ففى واشنطن، حذرت الولايات المتحدة أمس من تصاعد خطير فى الأزمة الناشبة بين أوكرانيا وروسيا، إذ اتهمت سوزان رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى القوات الروسية بالتوغل العسكرى داخل الأراضى الأوكرانية باستخدام المدفعية ونظم الدفاع الجوى والدبابات والجنود، مما يمثل تصعيدا خطيرا فى الصراع ، بحسب تعبيرها.

وأكدت رايس من خلال موقع تويتر للتواصل الاجتماعى أن التوغلات الروسية المتوالية فى الأراضى الأوكرانية غير مقبولة وخطيرة وتزيد من تأزم الموقف.

يأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الحكومة الأوكرانية فى كييف القبض على جنود من سلاح المظلية الروسية فى قرية دزركالنى الأوكرانية الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب شرق مدينة دونيتسك معقل الانفصاليين بشرق أوكرانيا.

وأوضح جهاز الأمن الأوكرانى »يو بى إس« فى بيان أن الجنود العشرة الذين وقعوا قيد الأسر أمس الأول ينتمون للفرقة 98 بالقوات المحمولة جوا الروسية.

وعرضت السلطات الأوكرانية شريطا مسجلا للجنود الروس وهم يعترفون بدخول الأراضى الأوكرانية ، إلا أنه لم يتم التأكد من صحة التسجيل.

فى المقابل ، نقلت وكالات أنباء نوفوستى وإيتار تاس وإنترفاكس الروسية عن مصادر عسكرية لم تسمها قولها إن الجنود الذين اعتقلتهم كييف عبروا الحدود عن طريق الخطأ, وأضاف مصدر بوزارة الدفاع الروسية أن الجنود كانوا يقومون بحراسة إحدى المناطق الحدودية بين البلدين، وأنهم فى الأغلب عبروا الحدود عن طريق الخطأ، فى منطقة غابت بها العلامات والتجهيزات اللازمة ، بدليل أن الجنود لم يقاوموا القوات الأوكرانية لدى إلقاء القبض عليهم.

وأكد المصدر نفسه أن أكثر من 500 جندى أوكرانى عبروا الحدود إلى الأراضى الروسية فى أكثر من مرة أيضا، وفى بعض الأحيان بواسطة عربات عسكرية، لكن روسيا لم تثر ضجة كبيرة حول الأمر وقتها ، وسمحت لهم بالعودة مجددا إلى الأراضى الأوكرانية.

أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية فقد رفض التعليق على المعلومات من الأساس.

وكان سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية قد رفض ما تردد من أنباء بشأن التوغل العسكري الروسى فى أوكرانيا، قائلا إن التضليل زاد عن الحد.

وأضاف أن أوكرانيا أعلنت مؤخرا أن مدفعيتها دمرت قافلة مدرعات عبرت الحدود إلى أراضيها من روسيا، لافتا إلى أن كييف لم تقدم أى أدلة على صحة هذه المعلومات، كما أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تتمكن من تأكيد صحة المعلومات عن هذا الحادث، وشدد على أن روسيا تنظر إلى كافة هذه الأنباء باعتبارها مظاهر للحرب الإعلامية ضدها، وطالب لافروف كييف بالكف عن الانخراط فى «الألعاب العسكرية» والتخلى عن وهم إمكانية حل الأزمة الأوكرانية عبر تحقيق انتصارات فى الحرب ضد الشعب الأوكراني.

ودعا لافروف فى تصريحات للصحيفة »روسيسكايا جازيتا« الروسية أمس إلى حوار وطنى يضم جميع الأطياف والأقاليم.

فى ظل ذلك التوتر، عقد الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والأوكرانى بيترو بوروشينكو اجتماعا أمس فى مينسك عاصمة روسيا البيضاء على هامش لقاء بمشاركة قادة دول منطقة الاتحاد الجمركى الذى تقوده روسيا ، ومسئولين أوروبيين على رأسهم كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.