توقع عاملون بسوق تجارة العملة المصري ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام الجنيه المصري ليصل إلى 7.50 قرش بالسوق السوداء بسبب الانخفاض المتوقع حدوثه على حجم الاحتياطي بالبنك المركزي بعد طلب الحكومة القطرية سحب وديعة 3 مليارات دولار الموجود بالبنك منذ عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.

 

مليار دولار أخرى بعد شهرين

قال أحمد آدم الخبير المصري إن قيام البنك المركزي المصري بسداد الوديعة القطرية البالغ حجمها ما يقرب من 3 مليارات دولار سيكون لها تأثير كبير على الاحتياطي النقدي لدى البنك، مشيرا إلى أن انخفاض الاحتياطي النقدي يؤثر بالسلب على سوق العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري.


 

وأضاف لمصر العربية أن الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي انخفض خلال الفترة الماضية بنحو 0.06 خاصة بعد قيام الحكومة المصرية بسداد القسط الثاني من ديون نادى باريس، لافتا إلى أن سداد الديون الديون يضع الاحتياطي النقدي في ورطة كنتيجة طبيعية لانخفاضه.


 

وتسدد مصر في يناير ويوليو من كل عام نحو 700 مليون دولار، قيمة قسط من المديونيات الخارجية المستحقة لدول "نادى باريس"، وهى أقساط تسددها "القاهرة" كل 6 أشهر لتلك الدول.. ويعد القسط الذي سددته مصر الشهر الماضي أول التزام من مصر تجاه العالم بالعملة الصعبة، وأول قسط مديونيات خارجية تسدده مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.


 

ويتكون تجمع "نادى باريس" من 19 دولة من الاقتصادات الكبرى في العالم، ويهدف إلى إيجاد حلول للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الدول المدينة في سداد ديونها، ويقوم صندوق النقد الدولي بتحديد أسماء تلك الدول، والتي تضم حاليًا الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا وألمانيا، وسويسرا، وأستراليا والنمسا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفنلندا وأيرلندا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وروسيا وإسبانيا، السويد.


 

وأشار آدم أن محافظ البنك المركزي سيقوم خلال الفترة المقبلة بطرح 4 مليارات دولار كسندات دولارية ومن المؤكد أن تقوم الحكومة المصرية بتسويق تلك السندات لصالح الحكومة الإماراتية حتى تستطيع التغلب على عمليات السحب التي تقوم بها دولة قطر من البنك المركزي.


 

وأردف أن سوق تجارة العملة في مصر خلال الفترة المقبلة يشهد عملية زيادة فى أسعار صرف العملات مقابل الجنية المصري، بسبب عمليات الانخفاض المتكرر في الاحتياطي النقدي بسبب عمليات سحب ودائع الدولة العربية من البنك المركزى، مشيرا إلى أنه خلال الفترة المقبلة ستكون الحكومة المصرية ملتزمة بسداد نحو مليار دولار أخرى بخلاف 3 مليارات دولار سيتم دفعها خلال الأسبوعين القادمين للحكومة القطرية .


 

وكانت الحكومة القطرية قد قامت بإيداع نحو 4 مليارات دولار في حساب البنك المركزي المصري على سبيل الوديعة فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى ، ومن المقرر أن تقوم الحكومة المصرية بدفع تلك الأقساط من الودائع وذلك في إطار تصريحات البنك المركزي بالتزام مصر بسداد مديونياتها في المواعيد المحددة.

 

ضعف العطاءات الدولارية تشعل السوق

وفى السياق نفسة أكد علي الحريري سكرتير شعبة شركات الصرافة أن انخفاض الاحتياطى النقدي لدى البنك المركزي يؤثر على أسعار صرف العملات سواء كانت بالسوق الرسمي أو الموازي، مشيرا إلى أن الانخفاض وضعف وقلة الطروحات الدولارية بالسوق أشعل سوق صرف العملة الأمر الذي ينذر أيضا بالخطر على الأسعار ..


 

وأضاف أنه هناك ضعف فى السوق سواء كانت من العطاءات الدولارية بالسوق من قبل البنك المركزى وبالتزامن مع كثر الطلب من جانب المستثمرين للحصول على الدولار لتنفيذ الصفقات الاستيرادية من الخارج الأمر الذي يؤدي أيضا لارتفاع أسعار العملات بالسوق.


 

وكانت الورقة الخضراء الارتفاع بالسوق السوداء، قد عاودت الارتفاع اليوم بنحو 3 قروش لقيمته أمام الجنيه مسجلا 7.42 جنيه للبيع، 7.40 جنيه للشراء، مقابل 7.39 جنيه للبيع ، 7.38 جنيه للشراء..


 

وأرجع الارتفاع الذي لحق بسعر الورقة الخضراء بالسوق الموازية يعود إلى تراجع المعروض للبيع منه بالسوق المحلية متوقعا تحسن أسعار الدولار بالسوق بمجرد تحسن حركة السياحة الوافدة سوف تتزايد موارد النقد الأجنبي وهو الأمر الذي سيساهم في القضاء على السوق الموازية تمامًا.


 

وأشار إلى أن مشروع قناة السويس سيساهم في عودة ثقة المستثمرين في البلاد مجددا، وزيادة الاستثمارات وبالتالي زيادة موارد النقد الأجنبي بالبلاد .


 

وتوقع سكرتير الشعبة ارتفاع أسعار صرف الدولار أما الجنيه المصري بالسوق السوداء ليصل إلى 7.50 قرش مقابل 7.42 قرش أمس كنتيجة لانخفاض الاحتياطي النقدي بعد قيام الحكومة القطرية بسحب وديعة بقيمة 3 مليارات جنيه .