نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر أمس, عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو, القول إنه سيدير المفاوضات شخصيا أمام الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة المقرر بدؤها مطلع الشهر المقبل في واشنطن
دون تشكيل فرق تفاوضية في المرحلة الأولي, بهدف التوصل الي اتفاق مبدئي للتسوية, مؤكدا رفضه البحث في حدود الدولة الفلسطينية قبل حسم الترتيبات الأمنية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت السلطة الفلسطينية توصلها لبعض التفاهمات مع الإدارة الأمريكية, بينما أعربت الجامعة العربية عن قلقها البالغ من التفسير الذي تدخل إسرائيل علي أساسه هذه المفاوضات.
ونقلت هاآرتس عن نيتانياهو قوله, خلال آخر لقاء بينه وبين هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية وجورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط, إن نجاح التفاوض سيكون مرهونا بالتفاهمات ما بين المفاوضين, مؤكدا أن إسرائيل تريد التوصل الي مباديء للاتفاق عليها مع الفلسطينيين دون الحاجة لمئات الاجتماعات وعشرات المفاوضين.
وأضاف نيتانياهو, نرغب في مناقشة القضايا الأمنية مع الفلسطينيين أولا, ثم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية, واذا أمكن التوصل الي اتفاق يضمن عدم سقوط قذائف صاروخية علي تل أبيب فإننا سنكون قريبين جدا من ترتيب الوضع الشامل. ونقلت هاآرتس عن مصادر مقربة من نيتانياهو قولها, إن التفاوض سيكون غالبا في إسرائيل أو في المنطقة, وليس علي أراضي الولايات المتحدة, وأن نيتانياهو سيطالب بدولة منزوعة السلاح وبمراقبة دولية علي الحدود.
ومن جانبها, أعلنت السلطة الفلسطينية عن التوصل الي بعض التفاهمات مع الإدارة الأمريكية بشأن المفاوضات, وقال ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, إن الإدارة الأمريكية وعدت بالقيام بدور فاعل خلال المفاوضات, وتقديم اقتراحات لجسر الهوة في المواقف.
وأضاف أنه كان هناك آراء متعددة حول قرار الذهاب الي المفاوضات, منها الرافض ومنها المتحفظ, ولكن القرار اتخذ بالإجماع, وهدد رأفت بأن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات اذا قررت إسرائيل استئناف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يأتي ذلك في وقت أعربت الجامعة العربية عن قلقها البالغ من التفسير الإسرائيلي الذي تدخل علي أساسه الي المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين المقررة مطلع الشهر المقبل في واشنطن.
وقالت في بيان لها أمس, إن من شأن ذلك أن يؤدي الي الدخول مرة أخري في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب.
ودعت جامعة الدول العربية وكل الدول المعنية إلي التنبه الي ذلك, وأشارت في هذا الصدد الي الرسالة التي وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية الي الرئيس أوباما, والتي طالبت بتحديد المرجعية والإطار الزمني وتهيئة المناخ اللازم لاستئناف المفاوضات.
وقال البيان إن الأمانة العامة للجامعة تدرك حجم الحركة الدولية في الدفع نحو المفاوضات المباشرة, وتعلم بحجم الضغوط التي مورست في هذا الإطار, وتقدر الجهود التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والتأكيدات الأمريكية علي جدية العزم علي التوصل الي اتفاق سلام يقوم علي الأسس التي فصلتها بيانات اللجنة الرباعية, وأن الأمانة العامة سوف تستمر في متابعة تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة, خاصة النشاط الاستيطاني والممارسات غير المشروعة في القدس المحتلة, حيث ان استمرارها يؤكد صحة المواقف المعترضة علي أخذ الموقف الإسرائيلي بجدية, كما سيكون مؤشرا علي مدي إمكان احراز المفاوضات النتائج المطلوبة.
وفي هذه الأثناء, توالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بقرار السلطة بالعودة الي المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, حيث أعلنت عدة فصائل معارضتها القرار, وعلقت حركة حماس اجتماعا كان مقررا عقده أمس مع قياديين من فتح.
وأشارت الجامعة الي أن عملية التفاوض أطلقت أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين ومنذ مؤتمر مدريد ولم تصل الي تحقيق السلام المنشود, بسبب المواقف والممارسات الإسرائيلية المعروفة, وأنه منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية لمسئولياتها وظهور الاهتمام الخاص للرئيس أوباما بتحقيق السلام في الشرق الأوسط, حرصت الجامعة العربية علي التجاوب مع هذا التوجه, والعمل علي أن يكون لاستئناف عملية التفاوض المقومات اللازمة للنجاح من خلال الاتفاق علي مرجعيتها والتأكد من عدم السماح بالاستمرار في تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة. وأضاف البيان أن الجامعة طالبت كسياسة ثابتة بوقف الاستيطان ووقف الممارسات غير المشروعة في القدس المحتلة, وأكدت الجامعة أن استمرار هذه السياسات ينزع الجدية عن أي عملية تفاوض.
وصرح السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية ـ في تصريحات خاصة لـالأهرام ـ بأن بيان الجامعة يستند الي قرارات القمة العربية, وبالتالي فهو يعكس موقف جميع الدول العربية التي شاركت في صياغة هذه القرارات.
ونفي موسي أن يكون بيان الجامعة قد صدر في وقت متأخر بعد الإعلان الأمريكي عن انطلاق المفاوضات, مشيرا الي أن الأمر كان يتطلب مراجعة جميع البيانات والتصريحات المصاحبة لهذا الإعلان لإعداد الرد المناسب.