رحب صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس ببيان للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط تدعوهم للانضمام إلي محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل الشهر المقبل‏.‏ وقال لوكالة رويترز للأنباء إن البيان الذي صدر في نيويورك باسم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة يحتوي علي العناصر اللازمة للتوصل إلي اتفاق سلام‏.‏ وأضاف عريقات انه يأمل ان تواصل اللجنة الرباعية الضغط علي إسرائيل لوقف البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة مثلما طالبت بذلك في بياناتها السابقة‏.‏ وأضاف عريقات ان الجانب الفلسطيني يأمل في ان تعمل الادارة الأمريكية والاعضاء الاخرون باللجنة الرباعية علي ان تمتنع إسرائيل عن القيام بأي أنشطة استيطانية وتحويل كلمات بيان الرباعية إلي أفعال‏.‏ وقال عن استئناف المحادثات انه بالامكان التوصل إلي اتفاق خلال أقل من عام‏.‏ وتابع ان الشيء الاهم الان هو ان تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن الانشطة الاستيطانية والتوغلات وسياسات الامر الواقع‏.‏ وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيانياهو إنه رحب بدعوة الولايات المتحدة إلي استئناف محادثات السلام المباشرة مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة‏.‏ واضاف أن نتيانياهو دعا إلي مفاوضات مباشرة خلال العام ونصف العام الماضيين وأن الزعيم الإسرائيلي سعيد بالتوضيح الأمريكي بأن المفاوضات ستكون بدون شروط مسبقة‏.‏ وقال البيان تريد إسرائيل إجراء محادثات جادة وشاملة مضيفا أن التوصل إلي اتفاق يشكل تحديا صعبا ولكنه ممكن‏.‏ وتابع ان إسرائيل سوف تأتي إلي المحادثات برغبة حقيقية في التوصل إلي اتفاق سلام بين الشعبين سيحمي مصالح الأمن القومي الإسرائيلي وعلي رأسها الأمن‏.‏ وقد دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلا من نتيانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي استئناف المحادثات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر المقبل بهدف التوصل إلي اتفاق سلام في غضون عام‏.‏ وقالت في بيان كانت هناك صعوبات في الماضي‏..‏ وستكون هناك صعوبات أمامنا‏.‏ أطالب الطرفين بالمثابرة ومواصلة المضي قدما حتي في الأوقات الصعبة ومواصلة العمل لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة‏.‏ وأضافت كلينتون ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما وجه الدعوة ايضا إلي الرئيس حسني مبارك وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني لحضور قمة واشنطن نظرا لدورهما الحيوي في الجهود السلمية‏.‏ وقالت كلينتون ان محادثات واشنطن ستهدف إلي حل جميع قضايا الوضع النهائي بين الجانبين ويجب ان تجري بدون شروط مسبقة‏.‏ وسيكون الهدف النهائي للمحادثات هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للبقاء تعيش جنبا الي جنب في سلام مع إسرائيل‏.‏ وقال المبعوث الأمريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل إن الولايات المتحدة تنتظر ردا رسميا من الجانبين‏.‏ وأضاف ميتشل كنا نتشاور مع الجانبين‏.‏ نتوقع ان نسمع منهما رداقريبا ولكن القرار سيكون لهما حول ما اذا كانا سيقبلان‏.‏ وقال ميتشل ان حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة الفلسطيني لن يكون لها دور في المحادثات‏.‏ وكرر نداءات الولايات المتحدة لإسرائيل بعدم استئناف البناء في المستوطنات الإسرائيلية المقامة بالضفة الغربية المحتلة‏.‏ وقال ميتشل موقفنا بشأن المستوطنات معروف تماما ويظل دون تغيير ونتوقع ان يسهم الجانبان في تهيئة اجواء تفضي إلي مفاوضات‏.‏ وقال ان الولايات المتحدة تعتقد ان من الممكن التوصل إلي اتفاق سلام خلال عام لكن الامر يرجع الي اسرائيل والفلسطينيين في معرفة كيفية تحقيق ذلك وان كان بمساعدة الولايات المتحدة‏.‏ كما دعت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في السلام بالشرق الأوسط إسرائيل والفلسطينيين أمس إلي استئناف المفاوضات المباشرة في الثاني من سبتمبرالمقبل في واشنطن بهدف إقامة دولة فلسطينية‏.‏ وقال بيان للجنة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تعبر اللجنة الرباعية عن إصرارها علي دعم الطرفين خلال المفاوضات التي يمكن إنجازها في غضون عام واحد وتنفيذ اتفاق‏.‏ وأضاف تدعو اللجنة الرباعية الطرفين مجددا إلي الحفاظ علي الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية وخطابة مهيجة‏.‏ وكانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية قد اتصلت أمس الاول بالرئيس حسني مبارك‏,‏ ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة‏,‏ ومبعوث اللجنة الرباعية الخاص توني بلير‏,‏ لإطلاعهم علي آخر تطورات الموقف‏,‏ في حين اتصلت ـ ايضا ـ برئيس الوزراء الفلسطيني لتأكيد دعم واشنطن للسلطة الفلسطينية وضمان توافر الموارد اللازمة لعملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المرتقبة‏.‏ وقالت المصادر الأمريكية إن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وافقا علي الدخول في هذه المفاوضات بناء علي تطمينات تلقياها من الإدارة الأمريكية‏.‏ ويعتقد أن إدارة أوباما قد حصلت علي تعهدات ضمنية من قبل الحكومة الإسرائيلية تقضي بأنه إذا وافق الفلسطينيون علي الدخول في مفاوضات مباشرة فإن إسرائيل ستمد العمل بقرار تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة المقرر انتهاء سريانه في‏26‏ سبتمبر القادم‏.‏