رغم التقليدية التى اتسمت بها المشاهد الأولى من مشاهد مسلسل "أغلى من حياتى" للفنان محمد فؤاد، سواء فيما يتعلق بالسيناريو العادى الذى تدور أحداثه حول أسرة سعيدة يتحمل فيها الأب عبء أولاده بعد رحيل زوجته، وشعور كل طفل من أطفاله بالمسئولية والحب الشديد تجاه أشقائه، ثم رحيل الأب فجأة إثر حادث، ما يُحمل أكبر أولاده، وهو البطل بالطبع، مسئولية إخوته، ومن هنا تبدأ الأحداث..، إلا أن هذه الأحداث التقليدية والكتابة التى ابتعدت عن السخونة المتوقعة لتشويق المشاهد لم تقف حائلا أمام الموهبة التمثيلية الجادة لطفل مازال يتحسس خطواته فى عالم التمثيل.. حديثى هنا عن عبد الرحمن محمد فؤاد، الطفل الذى عارض والده الفنان محمد فؤاد فكرة تمثيله بعد أن خانه التوفيق فى أولى تجاربه السينمائية التى خاضها بجانب والده أيضا "غاوى حب"، إلا أن الولد، ورغم صغر سنه حيث لم يتعد 14 ربيعا، بذل من الجهد وأظهر من الحس التمثيلى ما يدفع من شاهده فى الحلقة الأولى والثانية للتنبؤ له بمستقبل أفضل من أبيه. وبعيدا عن الابن وقريبا من الأب، فإن الفنان محمد فؤاد وعلى مدار الحلقات الماضية مازال قادرا على تفعيل وعده الذى أطلقه لوسائل الإعلام قبل عرض المسلسل بأنه سيعتزل التمثيل فى حال فشل المسلسل، حيث حافظ على روح الحية للشاب "المفحوت" فى العمل من أجل شقيقاته وأخيه الصغير، إضافة إلى ابتسامة التى تتحول أحيانا إلى دموع لحظية صادقة لا تفارق شفتيه طوال ظهوره على الشاشة، وهو ما ساعد المشاهد على تحمل الأحداث التقليدية، والتى يمكن لأى طفل أن يتوقعها قبل رؤيتها على الشاشة بدقائق طويلة. النجمة حنان مطاوع، ورغم المشاهد الكثيفة التى ظهرت بها خلال الحلقات الماضية، إلا أنها حتى الآن بعيدة عن النقد أو الرصد، حيث لم تقدم جديدا كما لم تقتبس قديما، وهو ما إذا استمر سيعنى أن المسلسل يفتقر إلى البطولة النسائية الجادة والجديرة بالوقوف أمام فنان بقدر وقيمة محمد فؤاد، وتحتمل خوضه أولى تجاربه الدرامية، والتى لم تتحدد ملامحها حتى الآن.