قتل أكثر من‏39‏ شخصا وأصيب‏19‏ آخرون خلال تجدد القتال بين قبيلتي المسيرية والزريقات العربيتين بولاية جنوب دارفور‏,‏ وقد أرسلت الحكومة السودانية تعزيزات عسكرية لوقف القتال‏. بعد أن تحولت المنطقة الي فوضي‏.‏ يأتي ذلك في وقت أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الدكتور حسن الترابي مقاطعتهما للاجتماع التشاوري الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير اليوم‏,‏ حول قضية استفتاء جنوب السودان‏.‏ وقال ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية‏,‏ إن المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير لم يستجب لمطالب القوي السياسية في التحضير المشترك للاجتماع وإضافة قضايا التحول الديمقراطي ودارفور لجدول الاجتماع‏,‏ وأن تختار القوي السياسية من يمثلها‏.‏ ومن جانبه‏,‏ أكد كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي عدم مشاركة حزبه في الاجتماع‏,‏ وقال إن حزبه لن يتحمل أخطاء المؤتمر الوطني في تنفيذ اتفاقية السلام‏,‏ ودعا الوطني لتحمل مسئوليته وحده‏,‏ ووصف الملتقي بأنه ملتقي للعلاقات العامة‏,‏ لايمكن أن يؤدي الي اتفاق بشأن الوحدة‏,‏ وقال إن البلاد مأزومة في مفوضية الاستفتاء والحدود والحريات‏,‏ وأكد أن الطريق الوحيد لحل الأزمة هو مؤتمر القوي السياسية‏,‏ ودعا المؤتمر الوطني للانضمام إليه‏,‏ وأشار الي أن موقف القوي السياسية هي المقاطعة للاجتماع‏.‏ ومن جهته‏,‏ قال محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي‏,‏ إن موقف حزبه من المشاركة في الاجتماع سيحدد استنادا الي الأجندة المطروحة في الملتقي‏,‏ وفي السياق ذاته أوضح أحمد علي أبوبكر القيادي بالحزب أن حزبه سيحدد موقفه من المشاركة‏.‏ ومن ناحية أخري‏,‏ أعلنت مصادر الحركة الشعبية أنها قررت في اجتماع مكتبها السياسي الذي عقده أخيرا في مدينة جوبا‏,‏ استمرار المشاورات التي تقوم بها محليا وإقليميا ودوليا من أجل تسريع جهود إكمال تنفيذ ما تبقي من اتفاقية السلام‏,‏ وتنفيذ استفتاء تقرير المصير في التاسع من يناير المقبل‏,‏ والتشاور مع القوي السياسية الأخري بالسودان بشأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء‏.‏ وقالت المصادر إن المكتب السياسي للحركة أكد أن خيار الحركة المفضل الذي ظلت تدعو له ربع قرن من الزمان هو قيام سودان ديمقراطي وعلماني موحد‏,‏ غير أن رغبة حزب المؤتمر الوطني في التمكين لنظام ديني لا ديمقراطي لا يضمن أدني حقوق المواطنة أصبحت عائقا في سبيل تحقيق الوحدة‏.‏ وأكد المكتب السياسي للحركة في ختام اجتماعاته‏,‏ أنه لن يكون هناك أي تراجع عن قيام الاستفتاء في موعده‏,‏ وضرورة ضمان الحرية الكاملة للداعين لأي من الخيارين الوحدة أو الانفصال دون ترهيب أو ترغيب‏.‏ وقالت الحركة انها ستنقل قراراتها بشأن مفوضية الاستفتاء‏,‏ وأشار إلي أن المؤتمر الوطني يركز علي مناقشة المستحقات التي تترتب علي خيار الانفصال دون دفع مستحقاته لتحقيق الوحدة الطوعية علي أسس جديدة وعادلة‏,‏ وأضافت أنها وضعت حزمة من المقترحات لمعالجة مأساة أبيي للنقاش حولها مع حزب المؤتمر الوطني‏.‏