تعيش الفنانة يسرا هذه الأيام مرحلة هامة في حياتها كفنانة وإنسانة, مرحلة قانونها النضج, وفلسفتها الوعي, ويسرا فنانة من طراز خاص احترمت فنها فاحترمها جمهورها.
واحتفظت طوال مشوارها بكبرياءوعظمة الفنان فظلت صورتها جميلة ومضيئة, وهي حالة خاصة جدا بين الفنانات, فهي تملك تألق النجوم وإشعاعهم,لا يستطيع أحد مقاومة تلقائيتها وبشاشة وجهها التي تستقبلك بها, حتي لو كانت مرهقة تواصل الليل بالنهار, بهذا الوجه البشوش والابتسامة المضيئة استقبلتنا يسرا بملابس الدكتورة فاطمة الشخصية التي تجسدها,, في استوديو أحمس حيث تسارع الوقت للانتهاء من تصوير مسلسلها بالشمع الأحمر, وفي ديكور منزلها, تحدثت لنا عن غرامها بهذه الشخصية ورهانها علي القضايا التي تناقشها في المسلسل وتؤكد أن دراما العمل جديدة تماما علي الدراما المصرية والعربية, وفي حوارها مع فنون كشفت الكثير عن مسلسلها.
تجسدين لأول مرة دور طبيبة شرعية ما الذي جذبك للدور؟ولماذا تصرين علي دور الطبيبة في مسلسلاتك التي قدمتيها مؤخرا؟
ضاحكة بصراحة منذ صغري كنت أتمني أن أصبح دكتورة لذلك أحب تجسيد دور الطبيبة, وشخصية الدكتورة فاطمةالتي أجسدها حاليا في مسلسل بالشمع الأحمر هي شخصية جديدة تماما علي الدراما المصرية خصوصا أننا لم نتطرق أبدا إلي أطباء الطب الشرعي ولم يحدث أن شاهدنا دراما مصرية أو عربية تدخل في عمق وتفاصيل عملهم فهم جنود يعملون طيلة الوقت لصالح المجتمع والعدالة.
* نعرف أن المسلسل تمت كتابته بطريقة الورشة فهل إخترت فكرة الطب الشرعي من بين عدة أفكار أم ماذا؟
** هذا حدث بالفعل, حيث إلتقيت المؤلفة الشابة مريم ناعوم في سوريا أثناء مشاركتي في مهرجان دمشق العام الماضي وكان يعرض لها فيلم واحد صفر, وطلبت منها أن تكتب لي فكرة مسلسل, لكن بشرط أن تكون جديدة, و عندما عدنا إلي مصر, وإلتقينا مرة ثانية عرضت علي عدة أفكار من بينها الطب الشرعي فقلت لها هي دي الفكرة اللي هقدمها في رمضان.
لكن مريم خشيت علي من تجسيدي الشخصية لأن الشخصية صعبة وتعاني من مرض السكر, و مطلقة وغير مهتمة بنفسها بشكل كبير, لكن ضحكت يومها وأكدت لها أنني طوال مشواري الفني كنت حريصة علي التنوع في الأدوار التي أقدمها حيث قدمت الموظفة والبنت الفقيرة والصحفية وفتاة الليل وغيرها وكل ما يعنيني هو الدور وكيفية صياغته دراميا والجديد الذي يطرح من خلاله.
وأضافت يسرا وبالفعل بدأت مريم ناعوم وورشتها المكونة من نادين شمس ومحمد فريد ونجلاء الحديني في العمل علي الموضوع ثم عقدوا جلسات عمل كثيرة مع الدكتور أحمد السباعي أستاذ الطب الشرعي الذي قدم لنا كل الدعم الممكن في هذا المسلسل, كما إستعنا بملفات لقضايا حقيقية وتم تجهيل الأسماء وتغيير بعض المعلومات حتي لا نحرج أحدا ولكن معظمها قضايا أغلقت إضافة إلي أننا إستبعدنا قضايا أخري لأنها تفوق الخيال وإذا قدمناها لم يكن يصدقنا أحد.
وأراهن علي أن بالشمع الأحمر سيكون تجربة مختلفة لأن أحداثه تقوم علي الحركة والإثارة والأهم هو عالم الطب الشرعي الذي ندخله بكل تفاصيله ومن خلال المسلسل سنتعرف علي شكل الجريمة, كما أن هؤلاء الأشخاص يعملون طول الوقت حتي يضعوا المجتمع في أمان.
*المسلسل حتي الآن ممتع وجذاب هل سيلقي الضوء في الأيام القادمة علي مهنة الطب الشرعي؟
** المسلسل ليس هدفه إلقاء الضوء علي الطب الشرعي ومشاكل المهنة, لكنه ببساطة يكشف مشاكل الناس من خلال الجرائم المتنوعة والمتعددة التي تحدث, إضافة إلي حواديت وحكايات الناس المحيطين بالدكتورة فاطمة, سواء من أسرتها أوأصدقائها, كما أن العمل يلقي الضوء في جزء كبير منه علي علاقة فاطمة بإبنها الذي يجسد دوره الفنان الشاب محمد إمام.
والصراع بينهما فالأم ترغب في حمايته وتخشي عليه طوال الوقت, وهو يحاول التملص من سلطاتها خصوصا أنها إمرأة مطلقة وكل همها أن تضمن الأمان والاستقرار,لأبنها المتمرد.
*تبدو الشخصية شديدة الصعوبة وجديدة علي يسرا بالفعل في بنائها الدرامي وإنفعالاتها هل تتفقين مع هذا الرأي؟
** بالفعل الشخصية جديدة علي تماما, خصوصا أننا في جزء كبير من الأحداث نراها في المعمل والمشرحة وتنطق بمصطلحات طبية, وكيفية إمساك المشرط والأدوات التي في المعمل, وبصراحة كنت أخشي من الشخصية تماما ولكنني عندما شاهدت الحلقة الأولي من المسلسل إتخضيت,لم أكن أتخيل أنني أمسكت بتفاصيل شخصية فاطمة لهذه الدرجة.
فمشيتي متغيرة وتعبيرات وجهي تجسد تماما حالة فاطمة الطبيبة المنهمكة في عملها والمنهمكة أيضا في تربية إبنها.
*هل توجد نماذج صادفتيها في حياتك تشبه فاطمة؟
** صادفت نماذج لنساء كثيرات يشبهن فاطمة, ولكن صعوبة المسلسل أنني شخصيا كانت لدي تساؤلات تتعلق بأطباء الطب الشرعي, وكثيرا ما كنت أطرح علي نفسي تساؤلات كيف لهؤلاء الناس الذين يقضون معظم وقتهم ما بين الجثث في المشرحة أو في المعامل أن يكونوا في حياتهم العادية.
تبتسم طبعا ضحكوا علي عندما سألتهم كيف تمارسون حياتكم بشكل طبيعي بعد قيامكم بتشريح الجثث؟ وبعد ذلك هل تأكلون وتشربون وتعيشون بشكل طبيعي ؟! فابتسموا وقالوا,بالتأكيد لنا حياتنا الطبيعية وهنا تكمن التفاصيل الصغيرة في الشخصية,فاستغربت! لأنني اتذكر عندما دخلت سجن الإستئناف لتجسيد مشهد الإعدام في فيلم إمرأة آيلة للسقوط ظلت رائحة الموت في حلقي لمدة أسبوع وعندما دخلت مصلحة الطب الشرعي لأننا في التصوير يجب أن نستعين بهذا المكان عانيت بشدة.
*هل فقط كون المسلسل يقتحم مجال الطب الشرعي هو ما يجعلك تراهنين علي إختلافه؟
** ليس ذلك السبب فقط ولكن للقضايا الكثيرة التي يتناولها المسلسل من خلال نوعية الجرائم التي نناقشها.
*هل هناك جرائم سياسية سنشاهدها خلال الأيام القادمة في المسلسل أم أن أغلبها جرائم إجتماعية؟
** لا توجد جرائم سياسية في المسلسل بل جرائم إجتماعية مثل الرجل الذي حرق منزله وبداخله زوجته وأبناؤه لأنه كان يعلم أنهم سيقتلون علي يد عصابة فقرر قتلهم بنفسه وبصراحة الجرائم التي نناقشها تخوف وترعب وتعكس لنا حال المجتمع المصري.
*وكيف تري يسرا حال المجتمع المصري؟
** تصمت وبعد تفكير تقول: للأسف هناك الكثير من الأشياء الجميلة التي إختفت من حياتنا وأصبح المجتمع في حاجة إلي دراسات إجتماعية جديدة ترصد حجم التغير الهائل الذي بتنا نشهده يوما بعد الآخر
وأذكر أننا في السبعينات كنا بنقول الأتوبيس مايل من الزحمة دلوقتي الشارع نفسه أصبح مائلا من الزحمة,كل شئ ضاق علينا وتشعرين طوال الوقت أن راحتك مسروقة منك كإنسان, وتلك الضغوط المرعبة هي التي تؤدي إلي إختلاف شكل الجريمة وما نقرأه في صفحات الحوادث كل يوم خير دليل علي ذلك.
*تعودين إلي التعاون مع المخر ج سمير سيف بعد غياب عشر سنوات, ماذا عن تجربتك معه في بالشمع الأحمر؟
**سمير سيف من أحب المخرجين إلي قلبي وبالفعل منذ أن قدمنا أوان الورد لم نلتق وكنا ننتظر الورق الجيد الذي يجمعنا سويا وقد تحقق هذا في مسلسل بالشمع الأحمر الذي جاء موضوعه بما يحمله من إثارة وتشويق قريبا جدا من نوعية الموضوعات التي يحبها سمير سيف ولا أخفيكم سرا سمير وقع في غرام الموضوع وذهب إلي دكتور السباعي وجمعتهم لقاءات أشبه بورشة عمل إستمرت لمدة شهرين ليكون ملما بكل التفاصيل علي المستويين البصري والدرامي ويبذل مجهودا ضخما في التصوير فهناك مشاهد يتم تصويرها وان شوت ومشاهد أخري تكون مليئة بالتفاصيل يصورها في نصف يوم أحيانا.
*هل ذلك بسبب تعدد وتنوع الجرائم؟
** ليس ذلك فقط ولكن الجريمة يتم تصويرها كما حدثت من وجهة نظر الدكتورة فاطمة إضافة إلي تفاصيل كل قضية والمتعلقة بالأحراز وغيرها من التفاصيل الصغيرة والتي سيفاجأ بها المشاهد, لذلك فالمسلسل أخذ منا مجهودا كبيرا في التصوير.
*سمعنا أن الدكتورة فاطمة ستتحول إلي متهمة في المسلسل؟
** تضحك لن أجاوب علي هذا السؤال أنتوا عاوزين تحرقوا المسلسل,وخلال الأيام القادمة سيتضح كل شيئ, عموما فاطمة ستقع في مشاكل كثيرة وتحاول إصلاحها.
* تحرصين في كل عمل لك علي تقديم مجموعة من الوجوه الجديدة, من الذي تراهنين عليه في مسلسلك؟
**العمل بالفعل يضم الكثير من العناصر الشابة من الموهوبين ومنهم ــ لأنني لا أتذكر كل الأسماءــ محمد عادل إمام الذي سيكون مفاجأة هذا المسلسل ويكفي مشهد الخناقة الذي قدمه في المسلسل حيث فوجئنا بعد التصوير ومن شدة تقمصه للدور أصيب في قدمه وظل يعرج يومين وهناك أيضا إيمي سمير غانم ورشا مهدي وإنجي إضافة إلي النجوم ضيوف الشرف مثل درة التونسية وأشرف مصيلحي وصفاء الطوخي والذين جسدوا أدوارا متفرقة في الجرائم التي نقدمها في الأحداث.
*وماهي أصعب المشاهد التي جسدتيها في المسلسل من وجهة نظرك؟
**بدون مبالغة المسلسل مليء بالمشاهد الصعبة ومنها مشهد إصابتي بغيبوبة سكر, ومشهد طرد شيرين من منزلها التي تجسد زوجة هشام عبد الحميد زميلي في العمل وعشرة عمري
ومشهد ضربي لإبني في المسلسل من أكثر المشاهد التي آلمتني خصوصا وأنني كممثلة أتوتر جدا من مشاهد الضرب.
* يبدو أن المسلسل بهذا المعني يحمل تشريحا؟
**لا أحب تضخيم الأمر ولكن بالفعل المسلسل يلقي الضوء علي العديد من الأزمات الحياتية والمشاكل الإجتماعية الكثيرة.
* تتحدثين كثيرا عن أزمات المجتمع ومشاكله والشارع الذي أصبح مائلا علي حد تعبيرك ماالذي يضايق يسرا أيضا غير الزحام؟
**للأسف فقدنا الحس الجمالي تماما في حياتنا والذوق, فقد أصبحت أعيننا مجروحة طوال الوقت وأذاننا.
*مالذي تقصدينه من أعيننا مجروحة؟
**أنظروا إلي الشارع والطرز المعمارية والالوان التي تدهن بها البيوت, ــ وتلتقط أنفاسها من الإنفعال قائلة ــ زمان كانت شوارع مصر تغسل بالمياه والصابون!, لذلك أتساءل معكم ما الذي حدث لنا كشعب هل هو الفقر؟!أبدا طوال الوقت هناك فقراء والفقر ليس له علاقة بالنظافة, الإسلام يحثنا علي النظافة ولكن لا أعرف لماذا إفتقدنا إلي كل هذه المعاني الجميلة؟! يا جماعة العين يجب أن تكون مرتاحة, وأتساءل هل يستطيع أحد فيكم أن يرتدي في مصر ملابس بيضاء ليومين؟! والإجابة لا طبعا وعن نفسي أعرف ناس فقيرة لكن زي الفل للأسف تركيبة الجمال إختلفت واختلت!.
* هل يعود ذلك لحالة الإحباط التي باتت تسيطر علي الناس بسبب ما يشاهدونه من أزمات ومشاكل تصدرها برامج التوك شو بالفضائيات طول الوقت ؟
**الإحباط لا يعني أن نترك أنفسنا مهملين فالإهمال ينعكس علي كل تفاصيل الحياة, ويزيد الناس إحباطا, كما ان ما تعرضه الفضائيات يحمل جزءا كبيرا من الحقيقة ولا نستطيع أن ننكره, ولكن عليهم أيضا أن يقدموا الإنجازات التي تحدث في حياتنا بعيدا عن السواد المطلق.
*هل لهذا السبب قدمتي تجربة برنامج بالعربي والذي ألقي الضوء علي الكثير من النماذج المشرفة من العرب؟
** بالفعل برنامج بالعربي إحتفل بالعديد من النماذج المشرفة, وسلطنا الضوء علي الكثيرين منهم وللأسف لم أستطع إستضافة كل العلماء العرب الذين يرفعون رؤسنا في الخارج,وأؤكد لكم أن البرنامج علمني ومنحني خبرة وتوسيع مدارك بقدر ما تعلمته في حياتي كلها.
هل تعرفون مثلا أن المنطقة من بداية الرأس إلي الفك ـ وأشارت بيدها ــ هي المسئولة عن ما يخرج من فمك من كلام.
قلنا لها لا ضحكت هذا ما تعلمته ولن أقول لكم من أعطاني هذه المعلومات وأيضا لم أصدق نفسي عندما دخلت حجرة العمليات مع الدكتور والعبقري مجدي يعقوب ومساعده المصري الذي لم يتخطي عمره30 عاما, ويعتبره مجدي معجزة جديدة في عالم الطب, وهي لحظة من لحظات حياتي لن أنساها حيث كنت أشعر أنني أقف وسط ملائكة يخدمون البشرية.
هل تتفقين مع الطرح الذي يؤكد أن المجتمع المصري في مرحلة غليان؟
**ببساطة نحن نمر بمرحلة حرجة للغاية وسنأخذ وقتا كبيرا لنتجاوز أزماتنا, ولكي يحدث هذا علينا أن نمتلك إرادة التغيير, إضافة إلي ضرورة الإهتمام بالتعليم لأن التعليم هو سبيل الأمم للنهوض.
وتضيف يسرا الدول العربية مثل الأردن ودول الخليج أصبحت أكثر وعيا بأهمية التعليم وباتوا يفتحون مشروعات مشتركة مع الجامعات العالمية, لذلك أتساءل أين نحن من كل ذلك خصوصا أنني كلما جلست إلي د.مجدي يعقوب ود.فاروق الباز وأسامة الباز
يؤكدون لي علي فخرهم بأنهم خريجو الجامعات المصرية, وتوضح يسرا علينا أن ننظر إلي الصين, فالحكومة هناك تتكفل بطفلين والطفل الثالث تتكفل به الأسرة ولكن هذا بالطبع صعب جدا تطبيقه في مصر لذلك علينا أن نعيد توظيف طاقاتنا وإيماننا بالعمل.
* هل تعتقدين أن هذا التراجع يعود إلي ثقافة الزحمة؟
** تصمت في إحدي المرات كنت أسأل المستشار رجائي عطية ما الذي تغير في سلوكياتنا؟! قال لي الزحمة وما يحدث هو ترجمة لثقافة الزحمة هذا الكلام قاله لي منذ10 سنوات, وقتها لم أفهمه ولكن حاليا مع التطورات التي يشهدها المجتمع وحالة التراجع, والتراكمات التي أعيشها يوميا جعلتني أستوعب تماما هذا التعبير.
*الزحام بات مسيطرا أيضا علي الفضائيات وكم المسلسلات المعروض ألا تتفقين معنا في ذلك ؟
** بالطبع اتفق تماما معكم كل حاجة بقيت كتير,والزائد أخو الناقص,ومع كثرة الفضائيات أصبحنا كفنانين متواجدين طوال الوقت سواء بأعمالنا الحديثة أو القديمة, ونظرية أن التليفزيون يحرق الممثل أصبحت قديمة, لذلك أحرص علي التواجد بعمل جديد ومميز علي الأقل, ليشعر الجمهور بحجم النضج والتطور الذي وصلت إليه كفنانة.
* بصراحة شديدة من هم زملاؤك الذين تحرصين علي متابعة أعمالهم في رمضان؟
** بدون مجاملة أتابع أي عمل جيد, ولكن منذ أن أصبحت أقدم عملا دراميا بشكل سنوي في رمضان, دائما ماأستمر في التصوير الي منتصف شهر رمضان, وهو ماسيحدث هذا العام أيضا,لأنني سأستمر في تصوير بالشمع الأحمر خلال الأيام القادمة, وعادة أشاهد مسلسلي بالعافية, إلا انني أفضل أن أشاهد المسلسلات
بعد رمضان, لانك وانت داخل السباق لاتستطيع التركيز سوي فيما تقدم, في حين أن نظرتك تكون أكثر وعيا وشمولية بعد انتهاء السباق.