بدأ المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل أمس‏,‏ جولة مباحثات جديدة لدفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الي الدخول في مفاوضات مباشرة‏. تزامنت مع تصريحات أبدي خلالها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس استعداده لبدء مفاوضات مباشرة اذا دعت إليها اللجنة الرباعية‏.‏والتقي ميتشل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو‏,‏ ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله‏,‏ ظهر أمس قبيل عودته الي واشنطن المقررة اليوم‏.‏ ومن جانبه‏,‏ أكد الرئيس عباس أن القيادة الفلسطينية ستذهب الي المفاوضات المباشرة بعد تحقيق مسألتي تحديد مرجعيات المفاوضات ووقف الاستيطان‏.‏ وأشار عباس‏,‏ في حديث مع صحفيين برام الله مساء أمس الأول‏,‏ الي أن هذه ليست شروطا فلسطينية وإنما هي متطلبات لنجاح المفاوضات‏,‏ وهي مذكورة في خطة خارطة الطريق التي أصبحت قرارا أمميا‏,‏ موضحا أن هناك اتفاقا ثنائيا فلسطينيا ـ إسرائيليا يقضي بعدم إجراء أي خطوات أحادية الجانب تمس قضايا الوضع النهائي أو تعمل علي تغيير الوضع القائم علي الأرض‏.‏ وأضاف قائلا‏:‏ انه اذا دعت اللجنة الرباعية للذهاب الي مفاوضات مباشرة وفق قرارها الصادر في‏19‏ مارس الماضي‏,‏ فإننا مستعدون للذهاب مباشرة الي هذه المفاوضات‏,‏ وأوضح أنه سيقوم بالرجوع الي القيادة الفلسطينية لدراسة جميع الخيارات المتاحة‏.‏ وقال رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات‏,‏ انه لم تصلنا أي ردود أمريكية بعد ونستطيع الحديث عن الرد بعد لقاء ميتشل‏,‏ وأضاف عريقات ـ لإذاعة صوت فلسطين ـ أنه عندما تتحقق مرجعية عملية السلام وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان‏,‏ سيتم الدخول في مفاوضات مباشرة وضمن الجدول الزمني الذي حددته الإدارة الأمريكية بـ‏24‏ شهرا لإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي‏.‏ وفي القدس المحتلة‏,‏ أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي‏,‏ فجر أمس‏,‏ علي تجريف وهدم مئات القبور في مقبرة مأمن الله في مدينة القدس‏,‏ وسط حراسة شرطية مكثفة واعتداء علي طواقم الصحفيين والمصورين العرب لمحاولة منعهم من تصوير الجريمة الإسرائيلية‏.‏ كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية أيضا‏,‏ منازل جديدة في قرية العراقيب بصحراء النقب للمرة الثالثة خلال أسبوعين‏,‏ وتركت الأهالي في العراء يواجهون حرارة الشمس الحارقة بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية ممتلكاتهم‏.‏ وعلي صعيد التحقيقات التي تجريها لجنة‏(‏ تيركل‏)‏ الإسرائيلية في حادث الاعتداء علي أسطول الحرية‏,‏ أخذ وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك علي عاتقه كامل المسئولية عما حدث‏,‏ وقال باراك في شهادته أمام اللجنة‏,‏ إنه يتحمل المسئولية الكاملة عما يجري في الجيش الإسرائيلي‏,‏ وعن التعليمات التي أصدرها المستوي العسكري خلال الحادث‏,‏ وأضاف أن طريقة اتخاذ القرارات في هذا الموضوع كانت سليمة ومعقولة‏,‏ موضحا أن قرار المنتدي الوزاري السباعي باعتراض القافلة تم اعتماده بعد امعان دقيق‏.‏ وفي نيويورك‏,‏ بدأت أمس اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول الحادث أعمالها‏,‏ إلا أن نيتانياهو أكد أن إسرائيل لن تتعاون مع أي لجنة تطلب التحقيق مع جنود في الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بأحداث قافلة الحرية‏.‏