استطاعت النجمة " نيلي كريم " أن تغزو عالم السينما برشاقة جسدها كراقصة باليه محترفة في الأوبرا والتي من خلالها شاركت في عدة أفلام ، لم يلتفت إليها الجمهور ومنذ بداية دخولها لعالم المسلسلات التليفزيونية القت الضوء عليها بداية من مسلسل "ذات " الذي جذب انظار عديدة كممثلة لها ادائها المتميز ، حتى حفرت اسمها في عالم التمثيل بمسلسل "سجن النسا " المسلسل مسرحية " فتحية العسال " سيناريو وحوار " مريم ناعوم " أخراج " كاملة أبو ذكرى " .
 
 
 
 
 
"سجن النسا " هو حصان طروادة بين مسلسلات رمضان ، استطاعت " نيلي كريم " أن تجسد شخصية " غالية " السجينة والسجانة في وقت واحد بأداء مختلف جذاب راقي ، أمام الممثل ذو الوجه الجديد " صابر" والذي يجسده " أحمد داوود " بعد أن اعطت له خيطاً جديدا ًفي التمثيل يظهر من خلاله ، بصورة بسيطة واضحة صريحة غير متكلفة أو منمقة ، بداية الحلقة الأولى تجذبك المشاهد بأحداثها لتتسائل ماذا سيحدث بعد ، لم يخل المسلسل من إسقاطات جنسية تخدم المشهد ، والتي اثارت جدلاً واسعا ً بين المشاهدين الذين طالبوا بوقف عرض المسلسل خلال شهر رمضان الكريم .
 
 
 
 
 
قدمت " نيلي كريم " شخصية غالية التي تعمل في السجن وتشرف على السجينات لتقع في حب " صابر" سائق ميكروباص ، ومن شدة جودة السيناريو لقبته بـ صابر " الواطي" بعد أن أخذ اموالاً منها ليتزوج بواحدة أخرى ويتركها عارية على جسر من الأحزان ، وبعد أن توفت زوجته رزق بطفل ، إلا أن مشاعره عادت من جديد تجاه " غالية " وتزوجها ، وبالفعل وافقت على " صابر" وتصاعدت الاحداث لتقع "غالية  " وتتورط في قتل " حمى صابر" وهو " راضي" بعد أن قام " صابر" بطعنه وقر هارباً ، حتى قامت " نوارة " بصيحات عالية " غالية قتلت " وتم القبض على غالية ، وتقع " نوارة " في حب " صابر" أعز صديقة لغالية ، تتشابك الاحداث وتظهر الفنانة " روبي" في الاحداث التي ستعلن عن شخصيتها بعد .
 
 
 
 
 
استطاعت المخرجة " كاملة أبو ذكرى " أن تختار شخصيات مناسبة للمسلسل وللدور الذي تجسدها الشخصية أن تجمع توليفة جيدة من الممثلين ، كذلك التصوير بسجن " القناطر" فهو عودة للزمن الجميل لم تقدم من خلاله مايحدث من اعتداءات داخل السجون أو قصص السجينات بشكل زائد عن الحد بل دخلنا في عالم موازي للسجن وخارجه ، ما يحدث فيه ومايحدث بالخارج ايضاً ، كذلك استطاعت المخرجة أن توفق في اختيار الأماكن الخاصة بالتصوير ، واختيار الديكورات المناسبة للعمل ، والجودة في اختيار الملابس التي تناسبت جيدا ً مع كل شخصية  ، كذلك فكرة "النقاب " والحجاب " التي ظهرت به " درة " و "نوارة " في المسلسل جسدت التناقضات التي مر بها المجتمع المصري .
 
 
 
 
 
 
لم تقف "نيلي كريم " إلا ويقف معها المشاهد في كل حركة وكل تصرف تقوم به ليتأثر تأثر كبير ، غالية تستحق العطق والشفقة لما حدث لها ، كذلك أثبتت " درة " صدق تمثيلها ، وتغيير جلدها بعد أن تركت ادوارها التقليدية التي لم تترك بها علامة في السينما لتخوض هذا المسلسل وتترك بصمة كبيرة فيه بدور فتاة غانية تعمل في احدى الكباريهات  ، كذلك اختيار "سلوى خطاب " و" نهى العمروسي" اختيار جيد جداً تناسب مع كل شخصية ادت دورها ببراعة. 
 
 
 
 
 
يستطيع المشاهد أن يترك جميع المسلسلات الرمضانية ويقف كثيراً عند دور "غالية " و" صابر" في المسلسل  ، بل يقف عند المسلسل بأكمله بداية من الحلقة الأولى وحتى باقي الحلقات ، فيبقى لنا اداء وسيناريو وشخصيات تستحق جوائز عالمية ، لواقعية ليس لها مثيل ، واقعية المسلسل لم تكن متكلفة ، لنتتهج "كاملة أبو ذكرى " مدرسة الواقعية الحقيقية تسير فيها على خطى " نجيب محفوظ" نعود فيها لأيام الأدب الواقعي بجمالياته الفنية والأدبية .