رمضان في البرازيل هذا العام له مذاق مختلف، حيث مونديال البرازيل لكرة القدم والكثير يتسآل عن التعاليم الإسلامية وكيفية الصيام، وماذا يفعل لاعبوا كرة القدم خصوصا بعد تأهل فريقي الجزائر ونيجيريا ووجود الكثير من اللاعبين المسلمين في الفرق المختلفة فى بلد المونديال.

غرائب

وقال الشيخ خالد تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في البرازيل إن دولة البرازيل عرفت صيام رمضان منذ أن وصل إليها العبيد الذين ساقهم البرتغاليون لاستصلاح الأراضي البرازيلية، وإن كانوا يؤدون صيامهم في الخفاء حتى لا يتعرضوا للجلد والعقاب .

وأضاف في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية “محيط” أنه حينما وصل الشيخ عبد الرحمن البغدادي1886 لمدينة ريو دي جانيرو، اكتشف أن يهوديا ادعى الإسلام وزعم أنه شيخا، وجعل وخلط أمور الدين على المسلمين وجعلهم يصومون في شعبان وصيامهم كان 15 يوما وقد أفتاهم بذلك تخفيفا عليهم من شدة الحرارة، وقد أقام الشيخ عبد الرحمن البغدادي أول صلاة جماعية للتراويح في البرازيل عام 1867 م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها، عشر ركعات تخفيفا على المسلمين في ذلك الوقت .

وأوضح أنه بعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ احتفاءاً بهذا الشهر الكريم، وكل مهاجر حمل بين جنباته ذكريات وصور كثيرة عن رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان يتلون بكافة الثقافات والتي توضح التمازج بين شعوب مختلفة التى استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين .

وأشار إلى أن رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الإيمانيات التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في كثير من المظاهر الإسلامية المختلفة.

موائد الإفطار

وعن مواد الإفطار قال الشيخ خالد تقي الدين إن الكثير من المؤسسات والمساجد تحرص على إقامة موائد الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع، وتجمع هذه الإفطارات كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم وهي فرصة لتبرع الميسورين من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين، مشيرا إلى أن الإفطار لقاء اجتماعي يضم كافة طبقات الجالية المسلمة وهو فرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد، وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لتلك المؤسسات .

صلاة التراويح

وعن صلاة التراويح قال إن الناس تجتمع في المساجد لصلاة التراويح وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملا، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف المصرية تتعهد سنويا بإرسال عدد كبير من قراء القرآن الكريم لتغطية هذه المساجد وتزيينها بالأصوات الندية وإقامة صلاة التراويح وقيام الليل .

وأكد أن المساجد تتنافس في البرازيل لإحياء ليلة القدر حيث تكتظ المساجد بأبناء المسلمين، وتحرص العائلات على قضاء الليلة بأكملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال الشيوخ والشباب للمشاركة في هذا الأجر، وتقام صلاة قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والسحور الذي يضم جميع أبناء الجالية ويمتد هذا النشاط إلى صلاة الفجر ويكون فرصة للكثيرين للتوبة والعودة إلى الله .

ولفت إلى أن بعض المؤسسات الإسلامية تقوم بالتواصل مع المجتمع البرازيلي لتعريفه على أخلاق الإسلام وصفاته النبيلة، من خلال إقامة بعض الأنشطة الاجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويقام النشاط في الأحياء الفقيرة ولمدة يوم كامل نهاية كل أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدم الرعاية الصحية والتي تشمل الفحوصات المجانية للنظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال وتقدم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطرق للدعوة إلى سماحة الإسلام .

مسابقات دينية

وقال شيخ مشايخ البرازيل إن الكثير من المساجد تحرص على إقامة المسابقات الثقافية والدينية بين أبناء الجالية وترصد لها جوائز قيمة مثل العمرة أو تذاكر سفر للبلاد الإسلامية وهي فرصة للتنافس وزيادة المعرفة بين أبناء الجالية المسلمة .

وأضاف أن المراكز الإسلامية تقوم بتكريم المشايخ والعلماء خلال هذا الشهر الكريم وخصوصا القراء الذين يفدون من البلدان الإسلامية، وتعد هذه الاحتفالات فرصة طيبة للتواصل وتبادل الخبرات بين الدعاة والمشايخ وكذلك زيادة التآلف والمحبة فيما بينهم .

الفول في البرازيل

وتتلون الموائد بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي دليلا على تمازج الثقافات في البرازيل، فتوجد الأكلات الشامية نظرا لأن أكبر عدد ممن هاجروا كانوا من هذه البلاد، والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا على موائد الطعام وهي الأكلات المفضلة لمن ولد من أبناء المسلمين في هذه البلاد، ويعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في بعض الموائد، ويحرص الكثير من المسلمين أن يفطروا على التمر تحقيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنتشر الحلوى الشامية بكافة أشكالها وألوانها، والحرص على هذه التقاليد والعادات من الأمور الأساسية التي تربط المسلم بذكرياته وحنينه لبلاد المسلمين .

الإباحية والصيام

وأوضح أن المسلمون في البرازيل يسألون إخوانهم في العالم الإسلامي الدعاء المستمر لهم أن يثبتهم الله على دينه وسنة نبيه، لأن بلاد تنتشر فيها الإباحية وتكثر الوسائل المادية التي تستهوي قلوب الشباب فيقعون في المعاصي والمخالفات الشرعية .

الجدير بالذكر أن عدد المسلمون في البرازيل يبلغ مليون ونصف نسمة،وهم خليط من أعراق مختلفة ” أفارقة وعرب وبرازيليون ” ويمثلون نسبة تقل عن 1% من مجموع عدد سكان دولة البرازيل البالغ 180 مليون نسمة، ويتوزعون في كل الولايات البرازيلية، ويوجد حوالى 100 مسجد ومصلى موزعة على كل مناطق البرازيل، إضافة لحوالي 47 شيخا وداعية حسب إحصاء المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل .