حشدت روسيا قواتها مجددا على الحدود الأوكرانية، وأكدت مصادر بوزارة الدفاع الروسية أمس، انتشار الجنود فى المناطق الحدودية المتاخمة لأوكرانيا، إلا أنها أوضحت فى الوقت نفسه أن العدد الذى أعلنته المصادر الأوكرانية «مبالغ فيه» على حد تعبيرها.
وأضافت المصادر الروسية أنها لا تستبعد زيادة تعداد القوات الروسية لتأمين الحدود الروسية، فى وقت اعترفت برفع المقاتلات والمروحيات العسكرية لدرجة استعدادها فى الفترة الأخيرة.
وكان أندريه باروبى سكرتير مجلس الأمن القومى الأوكراني، قد أكد أن تعداد القوات الروسية يبلغ 16 ألف جندى فى شرق أوكرانيا، إضافة إلى 22 ألفا موجودين فى شبه جزيرة القرم، و3500 فى منطقة ما وراء الدنيستر المتاخمة لمولدوفا.
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية، أكدت روسيا فرار أكثر من 100 ألف شخص عبر حدودها بسبب العنف فى شرق أوكرانيا، وألمحت إلى تقديمها مساعدات إنسانية إلى المنطقة دون موافقة كييف. وقال فيتالى تشوركين السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، إن موسكو توصلت إلى «سبل ووسائل» لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا، وأضاف: »حاولت روسيا العمل مع السلطات الأوكرانية، فيما يتعلق بتوصيل المساعدات لكنهم رفضوا الاقتراح.
وفى تطور آخر، أكد سيرجى كيسلياك السفير الروسى لدى واشنطن، أن أى جهد أمريكي، يستهدف عزل روسيا محكوم عليه بالفشل لذلك يتعين على القوتين التعاون فيما بينهما.
ووصف كيسلياك ـ فى كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوى لمنتدى روسيا العالمي ـ العقوبات الأمريكية الحالية بأنها محبطة للغاية، داعيا البلدين إلى التركيز على ما يمكنهما تحقيقه معا وليس على خلافاتهما بشأن قضايا مثل أوكرانيا والطاقة.
واستبعد السفير الروسى فكرة وجود حرب باردة تلوح فى الأفق رغم اعترافه بأن حكومة بوتين تختلف مع واشنطن بشأن عدة قضايا.
جاء ذلك فى وقت أدان فيه مجلس الدوما الروسى «تجاوزات» أندريه ديشيتسا وزير الخارجية الأوكرانية بحق روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين خلال المظاهرات التى داهمت مقر السفارة الروسية فى كييف. ووصف وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف سلوك «ديشيتسا»، وما تلفظ به من «شتائم»، بأنها «تجاوزت حدود الأدب»، فيما توعد بعض أعضاء «الدوما» بمعاقبة الوزير الأوكرانى الذى اتهموا الدوائر الغربية والأمريكية بالوقوف وراء «سلوكه المشين».
وفى سياق متصل، رصدت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، فشل أوكرانيا فى إقناع روسيا خلال مباحثات اللحظة الأخيرة، بعدم قطع الغاز عنها بسبب تأخرها فى تسديد قيمته، مرجحة تضرر أوروبا بالكامل فى حالة وصول المفاوضات بينهما إلى طريق المسدود.