فى الوقت الذى تتصاعد فيه المخاوف من ظاهرة «الإرهابيين الأوروبيين» ، ووسط تحقيقات بريطانيا فى أنشطة جماعة الإخوان على أراضيها وفيما يعرف أيضا بقضية «حصان طروادة»، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أمس أن الشرطة فككت خلية من الإسلاميين تحاول تجنيد مقاتلين للانضمام إلى ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش».

وقالت الشرطة الإسبانية إنه تم اعتقال ثمانية مشتبه فيهم يتردد أن من بينهم زعيم هذه الخلية فى العملية ، وتبين أن قائد الخلية كان قد تم اعتقاله فى أفغانستان عام 2001 وأمضى وقتا فى معتقل جوانتانامو الذى كانت تديره الولايات المتحدة فى كوبا.

وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية على موقعها الإليكترونى أن المعتقلين من جنسيات مختلفة من بينها المغرب وإسبانيا والأرجنتين.

وتنضم إسبانيا بذلك إلى قائمة من الدول الأوروبية التى بدأت تتنبه لتزايد عدد المقاتلين من حاملى جنسياتها الذين يتم تجنيدهم للقتال فى الشرق الأوسط ، وبخاصة سوريا والعراق ، وسط مخاوف وتحذيرات من تنفيذهم هجمات إرهابية بعد عودتهم إلى دولهم.

فى لندن ، لا تزال قضية محاولة إسلاميين متطرفين السيطرة على المدارس البريطانية تثير جدلا كبيرا بين البريطانيين ، وهى القضية التى اشتهرت فى الإعلام البريطانى باسم «حصان طروادة».

وذكرت صحيفة «تلجراف» البريطانية أن مايكل ويلشو رئيس هيئة الرقابة على المدارس البريطانية قدم تقييما للموقف بشأن هذا المخطط ، وصفته بأنه «مدمر» ، إذ قال إنه توجد بالفعل «حملة منظمة» تستهدف المدارس فى برمنجهام لتقديم «أيديولوجية دينية ضيقة» ، مما أسفر عن بدء ظهور ما سماه بـ«ثقافة الخوف» فى الكثير من المدارس بالمنطقة ، بل وعن ترك العديد من كبار رجال التعليم المشهود بهم بالكفاءة لوظائفهم فى الفترة الماضية ، أو أن هؤلاء تم تهميشهم فى تلك المدارس.

وأضاف أنه حدثت حالة انهيار فى الثقة بين هؤلاء العاملين الأكفاء وبين المسئولين عن المدارس الذين سعوا إلى «إجراء تغييرات فى المناهج الدراسية بناء على معتقداتهم الشخصية» ، كما ظهرت حالات من عدم المساواة فى التعامل مع الذكور والإناث ، ووصل الأمر لدرجة أنه تم حذف الموسيقى من المنهج التعليمى لإحدى المدارس على عكس رغبة التلاميذ.

وكشف تقريران منفصلان نشرت التلجراف مقتطفات منهما النقاب عن أن أسوأ المدارس من حيث درجة التضرر من هذه المخططات هما مدرستا «أولدنو» و«بارك فيو» ، حيث تبين أن متطرفين ومتعاطفين مع تنظيم القاعدة تم توجيه الدعوة إليهم لحضور لقاءات مع التلاميذ ، كما تم تعديل المناهج الدراسية لتتمشى مع المعتقدات الدينية المتطرفة.

وكانت حركة يمينية بريطانية قد نظمت مظاهرة يوم السبت الماضى أمام مقر مكتب جماعة الإخوان فى شمال لندن.

وتجمع عشرات من أنصار حركة «تحالف ساوث إيست» فى محطة مترو كيلبورن شمال لندن فى الصباح الباكر قبل أن تبدأ المسيرة تحركها رافعة أعلام بريطانيا ، لتصل بعد ذلك إلى مقر مكتب الجماعة الإرهابية فى ضاحية «كريكل وود» فى شمال لندن ، ورددوا الهتافات المطالبة بطرد الإخوان من بريطانيا.وأكدت الحركة أن المسيرة سلمية ، مشددة على ضرورة عدم اللجوء إلى العنف ، وعدم الاستجابة لأى محاولات قد يتم اللجوء لها من جانب الإخوان وأنصارهم لاستفزاز المشاركين ، وانتهت المسيرة بالعودة إلى محطة كيلبورن التى بدأت منها ، حيث تفرق المتظاهرون مرة أخري.

وخلال المسيرة ، تواجدت قوات الشرطة البريطانية بكثافة فى المنطقة لتأمينها وتأمين المتظاهرين.

ولم تكن هذه هى المسيرة الوحيدة التى شهدتها لندن ضد وجود الإخوان ، حيث سبق لأبناء الجالية المصرية فى بريطانيا أن تظاهروا فى مارس الماضى ضد إرهاب الإخوان وضد وجود الجماعة فى لندن ، كما سبق لحزب يدعى «بريطانيا أولا» أن نظم فى يناير الماضى مظاهرة أمام مقر الإخوان للمطالبة بطرد الجماعة من كريكل وود.