هيمنت قضية تنظيم «داعش» وتهديداته لأمن واستقرار المنطقة بعد عملياته العسكرية في العراق، على الاجواء البرلمانية، وبدأ نواب تحركات للاطلاع على اجراءات واستعدادات الحكومة لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد وتأمين الحدود من أي زحف محتمل لعناصر التنظيم أو غيرهم، إضافة إلى حماية الوضع الداخلي من أي أطراف لها صلة أو تعاطف مع «داعش».
 
وكشفت مصادر برلمانية أن نواباً يسعون لتأمين عقد جلسة خاصة لمناقشة القضية والاطلاع من وزير الداخلية والوزارات الأخرى المعنية على خطة طوارئ لمواجهة أي احتمال لاستفحال العمليات العسكرية في العراق أو انتقالها إلى الكويت والمنطقة، إضافة إلى طبيعة الاتصالات التي أجرتها البلاد مع الدول الشقيقة والصديقة والقوى العالمية لاحتواء الخطر الداهم من العمليات العسكرية الجارية حاليا في العراق.
 
وأضافت المصادر أن النواب لا يمانعون في أن تعقد الجلسة سرية إن اقتضى الأمر، أو أن يتم عقد اجتماع موسع ومغلق في لجنة الداخلية والدفاع كي تطمئن الحكومة مجلس الأمة على سلامة وكفاية اجراءاتها لمواجهة أي تطورات داخلية أو خارجية تمس بأمن الكويت واستقرارها.
 
وألمحت المصادر النيابية إلى أن هناك معلومات شبه مؤكدة تشير إلى وجود «عناصر نائمة» داخل الكويت مقربة من «داعش» تتعاطف مع تحركاته وخطواته، وهو الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود واجراء تعبئة وتوعية والمزيد من اليقظة للأجهزة الأمنية وأركان الجيش وحرس الحدود والمباحث.
ومن جانبه، قال النائب فيصل الدويسان ان هناك أطرافاً كويتية تساهم في تمويل «داعش»، داعيا وزير الداخلية لتأمين الداخل من المخاطر.
 
وأضاف الدويسان أنه يبدو أن بعضاً من أبناء شعبنا لم يتعلم درساً من وقوف الكويتيين وراء المقبور صدام، مضيفا أن اليوم ينكشف لنا أن أطرافاً في الكويت تساهم بتمويل «داعش» والذي اعتبرته الجارة السعودية منظمة إرهابية.
 
وطالب الدويسان الحكومة بإعداد حملة إعلامية توعوية بخطر «داعش» على المنطقة عامة وعلى الكويت خاصة، داعيا وزير الداخلية ليبذل جهده وسعيه لتأمين الداخل من أي خطر قد يدهمنا دون سابق إندار.
 
وحذر الدويسان من أنه إذا لم تقم الحكومة بتوعية أبنائنا فإنه وخلال أقل من سنتين سيكون «داعش» في الكويت وهو خطر على جميع أهل الإسلام بضلاله وإرهابه.
 
ومن جانبه قال النائب د.يوسف الزلزلة ان ما يقوم به «البعض المريض» الذي اكل وشرب من خيرات ارض الكويت الطاهرة يأتي الآن ويطالب بأن ينال الارهاب من الكويتيين وحكامهم.
 
واضاف ان هؤلاء ليس فقط انكروا فضل الكويت وجميلها عليهم بل يطلبون تخريب الارض التي احتضنتهم بعد ان طردوا من اصقاع الارض لانهم غير اهل للعيش فيها، لافتا الى ان كل هذا يكشف سر وقوفهم المستمر لضرب مؤسسات الدولة وسلطاتها.
 
وقال الزلزلة انه يبقى العتب على اجهزة وزارة الداخلية وخصوصا امن الدولة الذين يرون ويسمعون كل هذا دون ان يكون لهم اي دور في لجم هذه الاصوات النشاز.
 
ووجه الزلزلة نصيحة لوزير الداخلية بأن يدخل اجهزته الامنية دورات تدريبية سريعة في حفظ امن البلد لأن ما هو قادم من الارهاب اكبر بكثير مما يراه اذا استمر صمت القبور للاجهزة الامنية.
 
من جانبه، نفى د.ناصر الصانع عضو مجلس الأمة الكويتي السابق أي علاقة له بتنظيم «داعش»، مضيفاً في تصريح صحافي «ما يتم تداوله في بعض وسائل الاعلام عن تقرير قيل انه سري ورد فيه بصورة اشارة الى أنني وشخصيات فاضلة كويتية لنا علاقة بالدعم المالي لتنظيم داعش غير صحيح وأنفيه جملة وتفصيلاً».
 
وقال الصانع في تصريحه «لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بالتنظيم المطلق عليه داعش ولم يسبق لي الالتقاء بأي من عناصره أو الاتصال بهم فضلا عن تمويلهم، بل أجد نفسي رافضا لممارسات هذا التنظيم التي أضرت بالثورة السورية والمجاهدين ضرراً بالغاً»، على حد تعبير الصانع.
وأشار الصانع الى ان «هذه تقارير مغرضة مجهولة المصدر، لا تظهر هويتها خوفاً من المساءلة القانونية، وكلي ثقة بأن هذه الأكاذيب وغيرها من التي اعتدنا على قراءتها بين الحين والآخر لا يمكن تصديقها من أبناء الشعب الكويتي وغيرهم، ونحتفظ بحقنا القانوني تجاه من يروج هذه الأكاذيب».
 
من جانب آخر، وداعيا الشباب الخليجي الى عدم الانخداع بما يردده حول اقامة الخلافة الاسلامية، وصف قائد حركة أحرار الشام في منطقة الساحل أبو معاذ السوري تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» بالظالم المستبيح لدماء المسلمين بالشبهة. وقال في تصريح هاتفي ان «داعش» مخترق ويخدم الأجندات الغربية. وأوضح ان ما يحدث في العراق جاء بتضافر جهود كافة المجاهدين والثوار بمختلف أطيافهم بمن فيهم العشائر وما تبقى من حزب البعث، مؤكدا ان الخاسر الأكبر من أحداث العراق هو ايران، حيث ان التطورات ستقطع مدد الميليشيات الايرانية للنظام السوري.
 
إلى ذلك، صرح وكيل المرجعيات الدينية في الكويت سماحة السيد المهري حول فتوى الإمام السيستاني بوجوب الجهاد بقوله: «ان فتوى سماحة المرجع الاعلى للمسلمين الامام السيد السيستاني بوجوب الجهاد وحمل السلاح كفاية على كل مواطن عراقي افقدت صواب وعقل الجماعات الارهابية واذنابهم داخل العراق وخارجه وهذه الفتوى الشرعية المقدسة قصمت ظهر تنظيم (داعش) والمتآمرين على العراق وجماعة عزة ابراهيم الدوري وجميع البعثيين في العراق وبهذه الفتوى الجهادية العملاقة اصبح لقب سماحة السيد السيستاني قائدا للثورة الاسلامية العراقية وتاجا مرصعا على رؤوس جميع العراقيين بل على رؤوس جميع المسلمين المعتدلين المسالمين الذين يحبون الخير والسلام والتعايش مع الآخرين، وهذه الفتوى انقذت الشعب العراقي من تنظيم (داعش) الارهابي ورفعت معنويات الجيش العراقي واحبطت المؤامرة على كيان الاسلام الاصيل».
 
واضاف: «نحن في الكويت نحس احساسا حقيقيا بخطورة هذه الجماعة على الكويت وخاصة مع وجود مؤيديهم واتباعهم في الكويت كما نلمس ذلك من خلال بعض التصريحات واذا لا سمح الله ارادوا الهجوم على الكويت فإنا أول من يحمل السلاح دفاعا عن الاسلام والوطن وعن الشرعية الدولية المتمثلة بأسرة آل الصباح الكرام».
 
من جانب آخر، قالت القوات العراقية أمس انها تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية في محافظة صلاح الدين بعد ساعات قليلة من طرد مسلحين متطرفين من ناحية مجاورة، في وقت اعلنت فيه السلطات الامنية في بغداد عن عمليات استباقية في العاصمة.
 
من جهة أخرى، قال الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده لا يمكنها ان تفكر في التعاون مع الولايات المتحدة لاعادة الأمن للعراق الا اذا تصدت واشنطن «لجماعات ارهابية في العراق وفي أماكن أخرى».
 
وقال روحاني ان ايران مستعدة لتقديم المساعدة -في اطار القانون الدولي- للحكومة العراقية في قتالها ضد مسلحين سنة، مضيفا أنه حتى الآن لم تطلب بغداد المساعدة. وقال روحاني في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الايراني على الهواء مباشرة «علينا كلنا مواجهة الجماعات الارهابية قولا وفعلا».
وأجاب ردا على سؤال حول ما اذا كان بالامكان ان تتعاون طهران مع خصمها القديم الولايات المتحدة في التعامل مع التقدم الذي يحرزه مسلحون سنة في العراق قائلا «يمكن ان نفكر في ذلك اذا بدأت أمريكا في مواجهة الجماعات الارهابية في العراق وفي أماكن أخرى». وصرح المسؤول الايراني بأن القيادات في ايران تناقش الفكرة، وقال مسؤولون ان ايران ستوفد في الوقت الحالي مستشارين وأسلحة لجارتها ولكن من غير المرجح ان ترسل قوات لمساندة بغداد.
 
في واشنطن قال مسؤولون امريكيون انه لا تجرى اتصالات مع ايران بشأن الأزمة في العراق.
 
الى ذلك دعا السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس أوباما الى اقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي على خلفية الأوضاع بالعراق.وحمل ماكين أوباما مسؤولية الفشل في توقيع اتفاق أمني مع العراق.
 
وطالب السيناتور ماكين الرئيس الأمريكي بتفويض ضربات جوية لوقف تقدم مسلحي «داعش».
 
من جهتها، امرت الولايات المتحدة بارسال حاملة الطائرات «يو اس اس جورج بوش» الى الخليج بسبب الازمة في العراق كما اعلنت وزارة الدفاع السبت.
وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي ان الامر الذي اصدره وزير الدفاع تشاك هيغل «سيعطي القائد الاعلى مرونة اكبر في حال تطلب الامر شن عملية عسكرية أمريكية لحماية ارواح أمريكيين ومواطنين ومصالحنا في العراق».
 
وتأتي هذه الخطوة وسط دعوات الى شن ضربات جوية لوقف هجوم مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الذين اصبحوا على مقربة من بغداد.
وتواكب حاملة الطائرات «يو اس اس جورج بوش» سفينتان حربيان اخريان «يو اس اس فيليبين سي» والمدمرة «يوس اس اس تراكستون» كما اضاف كيربي في بيان.
 
واضاف ان انتقال حاملة الطائرات الى الخليج من شمال بحر العرب يتوقع ان يستكمل بحلول مساء اليوم (أمس السبت).
وقال «ان الوجود البحري الأمريكي في الخليج لايزال يدعم التزاماتنا الطويلة الامد بامن واستقرار المنطقة».
 
من جهة أخرى حذر اللواء متقاعد مصطفى جمعة شعبان من طابور خامس، واصفاً إياه بأنه «لا دين له ولا وطن غير المال».
وأكد أن الكويت تبقى فوق كل التحركات سواء من ميليشيات وغيرها، مشيراً إلى عدم وجود أي تحركات على الحدود الكويتية- العراقية.
وأكد أن ما ينشر من فيديوهات هدفه ضرب الوحدة الوطنية واللحمة الكويتية.