"قتلت ابنتى بدم بارد بعد أن ضاق بى الحال ولم أستطع تحمل العيش مع والدها فوجدنى أتخلص منها لانهاء إى شى يربط بينا وأرحمها من أن تنشأ وتكبر برفقة هذا الحقير, لقد جعلنى أرى الموت كل يوم بعينى, فقدت الأمل بالعيش فى هذه الحياة بعد الزواج منه رأيت الحجيم من أول يوم, كرهته وكرهت نفسى وتحولت إلى إنسانة قاسية لا يفرق معها أحد, وأخيرا تجرد من كل المشاعر الإنسانية وقتلت ابنتى بدم بارد "هذه الكلمات أبرز اعترافات الأم" عفاف.م ع" البالغة من العمر 23عاما أمام محكمة جنايات الجيزة بعد قتلها طفلتها الرضيعة "نور.م.ع" عمدا فى القضية التى حملت رقم 17865لسنة 2013 جنايات العياط.

وتابعت "عفاف "تزوجت وأنا بسن 16 عاما ولم يكن لى اختيار فى قرارى, بعد أن تركت التعليم بسبب ظروفنا المعشية أجبرونى أهلى على الزواج بالرغم من سنى الصغيرة وتزوجت بـ"فهد.م" ولكن كان يكبرنى بعدة سنوات وكان لا يعرف التعامل الإنسانى فكان حيوانا ناطقا جعلنى أكره الزواج والرجال، وأتمنى أن أموت كل يوم.

وأكملت عفاف: "كونى أنثى سبب لى منذ الطفولة عقد كثيرة جعلتنى أكره نفسى فقد عاقبنى أبى فى كل لحظة على هذه الجريمة التى ليس لى بها ذنب، فأنا لم أختر أن أخلق بنتا فى مجتمع لا يتقبل الإناث، ويعتبرهم عارا".

واستكملت أقوالها "صغر سنى جعلنى لا أفهم ماذا يريد فقد كان يوم الزواج الأول لا يصدق، مر على كأنه دهر كنت خائفة وهو كان حيوانا وبعدها مرت الأيام، وأصيبت بالقرف من كثرة إهانتى واستخدامى بطرق غير إنسانية لكى أرضيه، ولكن لا حياة لمن تنادى فهو دائما يضربنى ويبنى بالألفاظ البذيئة حتى أدركت أننى سأحيا هكذا طوال عمرى".

واستطردت عفاف: "كنت آخذ حبوبا منع الحمل دون علمه، لكى لا أنجب منه وحاولت بشتى الطرق الخلاص منه ولكن أهلى رفضوا أن أحمل لقب مطلقة خوفا من المجتمع مرة أخرى ووجدنى أستمر بالعيش معه غصبا عنى ومرت السنوات وبشاعة تصرفاته على حالها إلى أن علم أننى لا أريد الإنجاب منه فاتهمنى بأننى على علاقة بغيره وأننى خائنة وضربنى حتى أنى دخلت المستشفى بعد كسور فى يدى وقدمى وأجبرنى بعدها أن أمتنع عن أخذها وللأسف حدث ما كنت أخشاه وحملت منه بطفلة صغيرة".

وقالت المتهمة عفاف عن يوم علمها بنوع المولودة "كانت الصدمة التى زلزلتنى, والتى جعلتنى أتمنى أن تموت قبل أن تأتى إلى هذه الحياة, ليس لأننى لا أحب البنات ولكن بسبب أنى لا أريد نسخة منى مرة أخرى خوفا عليها والله العظيم من البشاعة التى عشتها".

وتابعت "أنجبتها وحاولت بشتى الطرق تقبل حياتى وتحمل والداتها ولسانه السليط وتعامله معى ولكنى فاض بى الكيل وحاولت والله العظيم الهرب معها ولكنه منعنى فى كل مرة حتى أهلى رفضوا أن يستضيفونى وابنتى وكل مرة أذهب إلى هناك يتصلوا بزوجى ليأتى ليأخذنى بسبب أن البنت لا يصح أن تربى إلا فى منزل والدها فاسودت الدنيا فى عينى فكرت فى أن أنتحر وأخلص من الحياة، ولكنى لم أفعلها بسبب ابنتى فلو قمت بذلك سيحكم عليها العيش مع هذا الأب البغيض دون ظهر يحميها فقررت قتلها لأرحمها من العذاب وبالفعل فعلتها".

ووصفت عفاف يوم ارتكاب جريمتها البشعة: "كانت بين يدى أرضعها وبعدها نظرت فى عينى كأنها تدرى أننى سأتخلص منها وأخذت تضحك تارة وتعبث بملامحها الصغيرة تارة أخرى وأنا أبكى كالطفلة الصغيرة إلى أن خنقتها بيدى نعم قتلتها لنرتاح نحن الاثنين من العيش فى هذه الحياة، ولست نادمة فالمجتمع وزوجى وأهلى هم من حولنى لهذا المخلوق الذى يقتل ضناه".

فيما قضت المحكمة بعد اعترافات الأم وسماع الشهود وتقرير الطب الشرعى بإحالة أوراقها إلى فضيلة المفتى بعد التأكد من ارتكابها الجريمة.