وسط حالة تأهب قصوى فى أوروبا لمواجهة خطر الإرهاب، انتهت المهلة التى حددها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى لتقديم المستندات الخاصة بملف التحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان فى بريطانيا.
وبحثا عن طوق نجاة فى الساعات الأخيرة لتفادى المحاكمة والملاحقة القضائية ، نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية إعلانا مدفوع الأجر لجماعة الإخوان يطالبون فيها كاميرون بإلغاء المراجعة التى أمر بإجرائها فى أنشطة الجماعة وفلسفتها. وقال الموقعون على العريضة: المراجعة تمثل خطرا على الحريات البريطانية وتدميرا لمعايير حقوق الإنسان، نحن قلقون من أن هذه المراجعة نتيجة لضغط مارسته بعض الدول على الحكومة البريطانية. وأشاروا إلى أن رئيس الوزراء يهدد بسابقة خطيرة. ووقع على العريضة عدد من قيادى جماعة «الإخوان» الإرهابية ومن بينهم أنس التكريتى رئيس مؤسسة قرطبة الإخوانية ومها عزام رئيسة جمعية ما يسمى بـ «مصريين من أجل الديمقراطية».
فى الوقت نفسه، تستعد بريطانيا لتعديل قانون مكافحة الإرهاب بحيث يمكن محاكمة البريطانيين حتى إذا شاركوا فى التحضير لأعمال إرهابية أثناء وجودهم بالخارج. وتأتى هذه الخطوة وسط قلق متزايد داخل الحكومة بشأن زعزعة الاستقرار على المجتمع البريطانى من قبل التكفيريين العائدين من سوريا، التى أصبحت وجهة المقاتلين المتشددين.
وكشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن أن الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ستكشف فى خطابها غدا الأربعاء عن خطط لاستهداف نحو 400 متطرف بريطانى سافروا إلى سوريا منذ بدء الصراع. وأوضحت الصحيفة أن عدداً من وزراء الحكومة البريطانية يشنون حملة جديدة قوية على «مقاتلين أجانب» يحملون الجنسية البريطانية، وكانوا قد سافروا للحرب فى سوريا وينشرون التعصب عند عودتهم الى بريطانيا.
وينص القانون البريطانى الحالى على تجريم الأنشطة الإرهابية التى تجرى فى المملكة المتحدة فقط، مما يعنى أن المواطنين البريطانيين الذين يستخدمون قاعدة أجنبية مثل سوريا للتخطيط لهجمات فى المملكة المتحدة يمكن أن ينجو من الملاحقة القضائية.
وفى باريس، اعتقلت الشرطة الفرنسية 4 أشخاص فى إطار حملة شرسة تقودها السلطات ضد الشبكات التكفيرية، بعد مرور 3 أيام على اعتقال فرنسى يشتبه فى أنه مطلق النار فى المتحف اليهودى ببروكسل فى 24 الشهر الماضي. يأتى ذك فى الوقت الذى يناقش فيه وزراء الداخلية الأوروبيين خلال اجتماعهم المقرر غداً ـ الأربعاء ـ وبعد غد ـ الخميس ـ فى لكسمبورج موضوع التكفيريين وبحث سبل مواجهتهم.