تسطر ساحة صفاة الغنم في الجهراء فضيحة مزادات يومياً على 100 رأس أغنام موبوءة (جرباء وعرجاء ومريضة بـ«نزف الرئة») وبسعر الدينارين للرأس أو أكثر، وذلك على وقع شعار «يا عم ما فيش لحمة تترمي للزبالة والناس تاكل إزاي وسعر الخروف 140 دينارا؟».«الراي» اقتنصت إفادات «شريطية» الصفاة، بكاميرا «خفية» سجلت ورصدت والبقية على جهات الرقابة التي من المفترض أن تكون مدركة لما يحصل أو متعامية عن ذلك .يقول بعض «الشريطية» ان هناك تنافساً شديداً على جمع الاغنام العربية المريضة من أهل الحلال الذين كانوا يتخلصون من النعاج المريضة برميها في الخلاء، لكن في السنوات الاخيرة راجت تجارة هذه الاغنام التي يباع منها يوميا زهاء 100 رأس، معظمها مصابة بالجرب وأخرى عرجاء وبعضها يعاني «نزف الرئة» ما دفع مربي الماشية الى بيع ما لديهم بدلاً من رميها.وتذبح الأغنام الموبوءة بطرق غير مشروعة، وفي أماكن سرية، منها في جواخير الجهراء والجليب والشويخ، ومن ثم توزع «لحما ملغوما» على بعض الجزارين وبعض المطاعم التي اعتادت على تتبيلها لتكون في النهاية (سيخ شاورما) تضحك له المعدة الجائعة أو سيخ كباب متبلًا ومشوياً على «اللهب»!«الراي» وعلى مدى ثلاثة ايام متواصلة رصدت «ما لا يصدقه العقل»، ووثقت بعدستها صفقات البيع والشراء ومواقع الذبح والتوزيع، فكانت المفاجأة... مفاجآت مثيرة للاشمئزاز والقلق ايضا والاستهتار بصحة المواطنين والمقيمين في غياب تام للجهات الرقابية المعنية في وزارة التجارة والبلدية والداخلية.يبدأ المزاد اليومي في صفاة الاغنام في السابعة صباحاً وينتهي في الثامنة صباحاً، ساعة واحدة هي الفاصلة بين العرض والطلب، اذ يقوم اصحاب الحلال «المضروب» بعرض بضاعتهم لمن يرغب في الشراء.أما مزاد الأغنام المضروبة والمتعارف عليه بـ«مزاد (ف) و(ع)» فيشتري النعاج المتهالكة سريعا مقابل 7 دنانير في اعلى بيعة ومن ثم يتم التوجه الى «مسالخ» غير شرعية، مكانها إما في الجواخير او في الجليب، ليقوم بعدها بعملية التكييس وبيعها «قطعا متفرقة» على زبائن محددين وهم بعض الجزارين والمطاعم الذين يستخدمونها في أسياخ الشاورما والكباب العربي، في حين ان بعض من يشتري هذه النعاج الهالكة يذبحها ويبيعها بالكيلو، على العوائل الوافدة في العمارات السكنية وتحديدا في الفروانية، وسعر الكيلو بدينارين ونصف الدينار.(ع) وهو «بطل المزادات» الذي فاجأته «الراي» بسؤال «ماذا تفعل وانت تجمع هذه النعاج المريضة؟»أجاب سريعاً وبابتسامة صفراء «اعالجها»، وبتكرار السؤال رد قائلا «ياعم مفيش لحمة تترمي للزبالة ازاي تاكل الناس اللحمة وسعر الخروف بـ«140دينارا» كما لو انه يعطي لنفسه مبررا شرعياً واخلاقياً لما يفعل ثم مضى في طريقه ولسان حاله يقول «وانت مالك».ويؤكد احد الدلالين في السوق لـ«الراي» ان بيع الاغنام المريضة ووصولها الى محال بيع اللحوم وبعض المطاعم «بات أمراً طبيعياً في ظل هذا السوق اليومي الذي يشهد مبيعات كبيرة وضخمة من تلك الاغنام، بعضها ينفق ويذبح في الوقت نفسه».تلك مشكلة موجودة في الكويت... ورمضان على الأبواب والمطلوب صحوة للجهات الرقابية حرصاً على صحة الناس.