شكك مسئولون أوكرانيون فى إمكانية إجراء الانتخابات الأوكرانية المقررة الأحد المقبل بسبب مشاكل الأمن واختباء مراقبى اللجان الانتخابية وعدم تحديد مراكز الاقتراع.

ومن جانبه، قال سيرجى تشاتشينكو أحد مسئولى اللجنة الانتخابية المكلف بمنطقة دونيتسك «لا يمكننى أن أضمن أبدا سلامة 3,5 مليون ناخب».

وتساءل حول كيفية تنظيم اقتراع يتمتع بمصداقية بينما «المراكز المفترض أن يتم التصويت فيها تحت سيطرة الميليشيات والمعدات تم تدميرها والمسئولون يتعرضون للتهديد».

وقال إن «أعضاء اللجنة الانتخابية المحلية فى خطر ، وهم خائفون جدا، وقد أرغموا على الاختباء».

وفى غضون ذلك ، استبعد ألكسندر بوروداى الذى تم تعيينه رئيسا لوزراء «جمهورية دونيتسك» أن تنظم أى انتخابات فى المدينة، ووصف أوكرانيا بأنها دولة فاشلة.

ولم يتم تحديد مواقع المراكز الانتخابية فى شرق البلاد، وحذرت اللجان الانتخابية المحلية من أنها عاجزة عن ضمان سلامتها ولا سلامة الناخبين.

وفى الإطار ذاته ، أعرب فولفجانج إشينجر الدبلوماسى الألمانى السابق وأحد منسقى المائدة المستديرة فى أوكرانيا عن تشككه إزاء إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية فى جميع أنحاء أوكرانيا.

وذكر إشينجر أنه من المتوقع أن تسير الانتخابات بصورة طبيعية فى أجزاء عريضة من البلاد، مضيفا فى المقابل أن الأجواء العادية للانتخابات ستكون بعيدة عن شرق أوكرانيا، وقال فى تصريحات لإذاعة ألمانيا : «لذلك يخشى فعلا من عدم إمكانية إجراء الانتخابات فى بعض المدن فى الشرق بصورة منتظمة مثلما نأملها».

وفى الوقت نفسه، أكد إشينجر أهمية الانتخابات الرئاسية المقبلة لأوكرانيا، وقال: «نتائج الاقتراع ستصعب كثيرا على الذين يعارضون كييف اعتبار الرئيس المنتخب غير شرعي».

ورغم توقع إشينجر عدم تخلى الانفصاليين فى شرق أوكرانيا عن السلاح ، يرى أن الانتخابات الرئاسية ستكون خطوة مهمة لحل الأزمة عبر الحوار.

وفى تطور مهم، أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أوامره بإعادة القوات التى كانت تشارك فى مناورات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية مطالبا كييف بسحب قواتها «فورا» من شرق البلاد.

وأعلن الكرملين أن بوتين أعطى الأمر إلى وزير الدفاع بسحب القوات إلى ثكناتها بسبب إنتهاء التدريبات التى تطلبت نشرها فى مناطق روستوف وبيلجورود وبريانسك المجاورة لأوكرانيا.

وأشار إلى أن روسيا تدعو أوكرانيا إلى وضع حد فورا لعملية القمع وأعمال العنف وإلى سحب القوات، وتسوية كل المشكلات القائمة بالسبل السلمية، فى إشارة إلى عملية «مكافحة الإرهاب» التى أطلقها الجيش الأوكرانى فى 13 إبريل الماضي.

وفى سياق متصل، أدلى الرئيس الروسى بحديث لوسائل الاعلام الصينية الرئيسية عشية زيارته لبكين قال فيه »إن محاولات تمجيد النازية ستؤدى إلى عواقب مريعة، كما فى أوكرانيا، حيث أطلق عنان الإرهاب ضد المدنيين«.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة »تشينخوا«عن الرئيس الروسى قوله قبل زيارة مدتها يومان إلى شنجهاى إن الإعداد لاتفاق طال انتظاره لتصدير الغاز الطبيعى الروسى إلى الصين دخل فى »مرحلته الأخيرة«.

ومن شأن إبرام الاتفاق الذى استغرقت محادثاته 20 عاما أن يوفر إمدادات مهمة لأكبر بلد مستهلك للطاقة فى العالم فى الوقت الذى يتجه فى الطلب على الوقود النظيف إلى الارتفاع. وبالنسبة لروسيا سيساعد اتفاق تزويد الصين بنحو 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا على الحد من اعتمادها على أوروبا كسوق رئيسية لإنتاجها من الغاز.