فجّرت صحيفة "حرييت" التركية، مفاجأة، اليوم، فيما يتعلق بانفجار منجم الفحم بولاية مانيسا التركية، الذي أسفر عن مقتل 238 على الأقل، نتيجة عطل في أحد المحولات الكهربائية، بعد أن كشفت أن الحكومة التركية تجاهلت تحذيرات قبل أسبوعين حول تدابير السلامة والأمان في المنجم.

وقالت الصحيفة إن "نواب حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في البرلمان رفضوا طلبًا تقدم به نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزجور أوزيل عن ولاية مانيسا، حيث يوجد منجم سوما، يوم 29 أبريل الماضي، لتشكيل لجنة برلمانية تحقق في تدابير السلامة داخل المنجم".

وأضافت الصحيفة أن "أوزيل قال داخل البرلمان إن هناك تقارير تشير إلى حوادث تكررت داخل المناجم، وأسفرت عن وفيات، الذي من الممكن أن يكون مصدر قلق، ويحذرنا لما هو أخطر، لذلك يجب أن ينظر البرلمان في الأمر ويبحث تنفيذ تدابير إضافية".

وتابعت الصحيفة إن "الرد جاء من نائب الحزب الحاكم أيضًا عن ولاية مانيسا بأن بعض المناجم في تركيا أكثر أمانًا من غيرها في باقي دول العالم، الناس وضعت ثقتها في حزب العدالة والتنمية في آخر انتخابات (البلديات)، وإن شاء الله لن يحدث شيء من هذا، ولا حتى تنزف أنف واحدة".

ولفتت الصحيفة إلى أن المنحم يمتلكه علي جوركان، أحد المقربين من رئيس الوزراء، وفي تصريحات سابقة له، قال "جوركان" إن شركته "تمكنت من تخفيض التكاليف في المنجم بعد خصخصته من 130 دولارًا إلى 24 دولارًا للطن، بالاعتماد على محولات كهربائية محلية الصنع بدل استيرادها من الخارج، إضافة إلى بعد الإجراءات في نظام العاملين ورواتبهم".

وأشارت "حرييت" إلى إن "وزير الطاقة تانر يلدز أشاد، قبل 9 أشهر، بجودة تدابير السلامة، والتكنولوجيا المستخدمة في منجم سوما، والحكومة رفضت مقترح حزب الشعب الجمهوري الخاص بالتحذيرات، ووقع كل هؤلاء الضحايا، فهل ليس من المفترض أن شخصًا ما ينبغي عليه أن يستقيل؟!، الحكومة تجاهلت التحذيرات وكانت النهاية مأساوية".

وكان 238 عاملًا لقوا مصرعهم جراء انفجار المنجم، الذي وقع أمس الأول، في حصيلة غير نهائية مرشحة للزيادة، حتى الآن، وسط حديث عن محاصرة المئات داخل المنجم، بينما قال حزب الشعب الجمهوري إن "العدد القعلى للقتلى بلغ 350 قتيلًا".