فى بداية النهاية للدولة الأوكرانية ومع تصاعد المخاوف من حرب أهلية، تدفق الملايين على صناديق الاقتراع فى منطقتى "دونيستك" و"لوجانسك" شرق أوكرانيا للاستفتاء على انفصال الإقليميين عن سلطات كييف.

 ويؤكد الانفصاليون الموالون لروسيا أن هناك إقبالا "كاسحا" على الاقتراع الذى يحدد مصير المنطقة. وهو التصويت الذى يعتبره الغرب وكييف "غير شرعي"، بينما تصف الانفصاليين الموالين لروسيا "بالإرهابيين" المدعومين من موسكو. وفى الوقت نفسه، اندلعت معارك من جديد فى محيط سلافيانسك معقل المتمردين الموالين لروسيا الذى تطوقه القوات الأوكرانية فى إطار عملية واسعة "لمكافحة الإرهاب" بدأت فى بداية مايو الجاري. ووجه الانفصاليون الدعوة لأكثر من سبعة ملايين أوكرانى فى شرق البلاد للإدلاء بأصواتهم، حيث حملت بطاقات التصويت التى أعدها الانفصاليون الموالون لروسيا على عجل سؤال واحد باللغتين الروسية والأوكرانية: "هل توافق على استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية؟" أو "هل توافق على استقلال جمهورية لوجانسك الشعبية؟". وعلى واجهات مركز الاقتراع فى مدرسة فى جادة بوشكين فى دونيتسك كبرى مدن المنطقة، الصقت أوراق كتب عليها كلمة استفتاء تحت علم "جمهورية دونيتسك" التى أعلنها الانفصاليون. وتضم دونيستك أكثر من 1200 مركز للتصويت حيث تعتبر المنطقة الأكثر ازدحاما بالسكان، بينما ينتشر نحو 56 مركزا للاقتراع فى سلافيانسك. ومن المنتظر إعلان النتائج النهائية بعد ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. وفى المناطق التى تعتبر خطيرة جدا "سيتم نقل" مراكز الاقتراع وسيكلف متطوعون بـ"فرض احترام النظام ومنع الاضطرابات" فى كل مركز.ويشير المراقبون إلى أن نتائج الاقتراع تبدو محسومة، لكن نسبة المشاركة غير مؤكدة. وقد حرص الانفصاليون الموالون لروسيا الذين لم يستجيبوا لنداء الرئيس فلاديمير بوتين بتأجيل الاستفتاء، على تأكيد ثقتهم فى نتائج التصويت. وفى سلافيانسك التى تضم 110 آلاف نسمة والقريبة من دونيتسك معقل الانفصاليين، توقع فياتشيسلاف بونوماريف الذى أعلن نفسه رئيسا للبلدية "مشاركة بنسبة 100%". وفى دونيتسك، أكد رومان لايجين رئيس اللجنة الانتخابية لجمهورية دونيتسك إقبال الملايين على المشاركة فى الاستفتاء. واعتبر أن "الاستفتاء هو الوسيلة الوحيدة لتجنب تصاعد العنف والحرب". وفى منطقة لوجانسك المجاورة، قدر الانفصاليون نسبة الاقبال بنحو 22%.

وفى السياق ذاته، اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية فى بيان أن الاستفتاء على "الاستقلال" فى شرق أوكرانيا يشكل "مهزلة إجرامية" مولها الكرملين. وقالت الوزارة إن "الاستفتاء لاغ ولن يكون له أى نتيجة قانونية على وحدة أراضى أوكرانيا".

وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "بيلدأم زونتاج" الألمانية أن حوال 400 من المرتزقة التابعين لإحدى شركات الأمن الأمريكية ينشطون فى أوكرانيا إلى جانب الجنود وقوات الشرطة الأوكرانية فى عملياتها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا.