انقشعت سريعا آمال تهدئة الأزمة الأوكرانية بعد أقل من يوم على إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن دعوته للانفصاليين الموالين له فى شرق أوكرانيا لتأجيل استفتاء بعد غد على الانفصال.

فقد استقبلت حكومة كييف المؤقتة أمس المبادرة الروسية للتهدئة برفض دعوة بوتين لإرجاء الاستفتاء من أجل «إعلان استقلال» جمهورية دونيتسك فى شرق البلاد.

وأشارت وزارة الخارجية الأوكرانية فى بيان شديد اللهجة أمس إلى أنه «رغم ما يبدو أنه بادرة حسنة النية، فإن مضمون خطاب الكرملين ليس له أى علاقة بالمسعى الفعلى للبحث عن تسوية للأزمة الأوكرانية».

وشدد البيان على أن أى استفتاء بدون التشاور مع سلطات كييف «لا معنى له وغير مقبول». ووصف البيان الاستفتاء بأنه «إرهابي» و«غير مشروع»، وبالتالى فإن «الدعوة إلى إرجائه مجرد مهزلة وليست بادرة حسن نية على الإطلاق».

وأضافت الوزارة أنه «فيما ترغب الحكومة فى إجراء حوار وطنى شامل فإن الحوار مع إرهابيين غير مسموح به وغير معقول».

وعلى الجانب الآخر، أعلن الانفصاليون فى دونيتسك وسلافيانسك أمس أنهم سينظمون الاستفتاء على الاستقلال فى موعده بعد غد فى شرق أوكرانيا رغم دعوة التأجيل.

وكانت الحكومة الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا قد ألمحا فى وقت سابق إلى استعدادهما لإجراء حوار بعد أسابيع من القتال فى شرق أوكرانيا ، غير أن خارجية كييف استبعدت إجراء أى مفاوضات مع «الإرهابيين» ، وهو الوصف الذى أطلقته على القوات الموالية لروسيا التى احتلت عددا من المبانى الحكومية وأقامت حواجز لغلق الطرق فى المنطقة. ومن ناحيته، أكد زعيم «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من قبل الانفصاليين فى تصريحات لقناة تليفزيونية روسية رسمية أنه أيضا مستعد للحوار مع كييف.

وعلى صعيد متصل، أعلن ديميترى بيليك رئيس بلدية سيفاستوبول أن روسيا سلّمت أوكرانيا خمس سفن أخرى كانت تابعة للقوات البحرية الأوكرانية.

وقال بيليك «إن هذه السفن قد وصلت بالفعل إلى ميناء أوديسا»، وذلك تنفيذا لاتفاق بين وزيرى دفاع روسيا وأوكرانيا على نقل سفن تابعة للقوات البحرية الأوكرانية من سيفاستوبول إلى موانئ أوكرانية.

والجدير بالذكر أن روسيا أعادت إلى أوكرانيا 33 قطعة بحرية حتى الآن،كما تنوى إعادة ما كان ملكاً لوحدات من القوات البرية والجوية الأوكرانية فى القرم.

واستمرت الأجواء المتوترة على الصعيد الدبلوماسى أيضا، حيث أكد بوتين أن القوات الروسية التى انتشرت فى الأسابيع الأخيرة على طول الحدود مع أوكرانيا انسحبت من مواقعها.

إلا أن جوش إرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الأمريكى باراك أوباما رد على تصريحات بوتين قائلا إنه «لا دليل حتى الآن على حدوث أى انسحاب»، وهو نفس ما أكده ويليام هيج وزير الخارجية البريطانى وحلف شمال الأطلنطى «الناتو». ومن جانبها، ردت الخارجية الروسية بعنف على الناتو، قائلة إن أندرس فوج راسموسن الأمين العام للحلف «أعمى» بقوله إنه لا يرى أى علامة على أن روسيا تسحب قواتها.

وأضافت الخارجية فى بيان لها «نقترح أن يطلع المكفوفون على التصريح الذى أدلى به الرئيس فى 7 مايو».