تقترب المفاوضات، حول إخلاء الأحياء المحاصرة فى مدينة حمص وسط سوريا، من مقاتلى المعارضة، من التوصل لـ «اتفاق نهائى»، حسبما أفاد محافظ حمص طلال البرازى.
وقال المحافظ ـ فى اتصال هاتفى لوكالة الأنباء الفرنسية أمس ـ إنه يتم البحث فى استكمال بنود الاتفاق، الذى يضمن بالنتيجة استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل الى اتفاق نهائى كون الأمور قطعت شوطا طويلا. ووصف المحافظ، المفاوضات التى تجرى بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها تتسم بالجدية. وأضاف أن وقف اطلاق النار الذى بدأ تطبيقه أمس الأول ما يزال ساريا، معربا عن أمله بأن يصمد هذا الاتفاق حتى يتم نهائيا. وأشار البرازى إلى وجود «عوائق لوجستية» تتعلق بآلية تنفيذ الاتفاق نظرا لوجود فصائل متعددة داخل الأحياء المحاصرة فى المدينة القديمة، وفى حى الوعر المجاور، مشيرا إلى أن 80 فى المائة من الموجودين داخل هذه الأحياء راغبون بتسليم أنفسهم".
وفى واشنطن، قال جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الاتحادى الأمريكى (أف بى آى)، إن تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا فى تزايد فى الأشهر القليلة الماضية مع وجود عشرات الأمريكيين وآلاف الأوروبيين ينخرطون فى القتال.
ونقلت قناة "سكاى نيوز" الإخبارية أمس عن كومى قوله: إن عدد الأمريكيين الذين إما سافروا إلى سوريا أو سعوا للقيام بذلك زاد بنسبة بضع عشرات منذ بداية العام، مشيرا إلى أنه يوجد أمريكيون فى سوريا يحاولون جلب آخرين هناك.
وحذر من تكرار السيناريو الأفعانى، عندما سافر آلاف المسلمين من حول العالم إلى أفغانستان خلال الاحتلال السوفيتى الذى دام عشر سنوات، وحين عاد هؤلاء لأوطانهم بحماسة الجهاد، سعوا إلى الإطاحة بحكوماتهم. وأعرب المسئولون عن إنفاذ القانون فى الولايات المتحدة عن قلقهم إزاء تأثير الجهاديين المتشددين فى سوريا، وكثير منهم مرتبط بتنظيم القاعدة، حيث يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
كما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى (إف بى آى)، أنه «مصمم» على عدم السماح لأى اعتداءات شبيهة بـ 11 سبتمبر، بأن تنفذ على خلفية النزاع فى سوريا، وذلك مع تزايد عدد الاجانب الذين يتوجهون للقتال هناك. وقارن كومى النزاع فى سوريا بالحرب فى أفغانستان فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى عندما شكل المجاهدون بعد ذلك تنظيم القاعدة وأعلنوا الحرب على الولايات المتحدة مما أدى لاحقا الى اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وتوقع كومى ـ أمام صحفيين فى مقر الـ (إف بى آى) ـ خروج المقاتلين فى مرحلة ما من سوريا، مشددا لن نسمح بأن يشكل ما يحدث اليوم فى سوريا نواة لاعتداءات 11 سبتمبر مستقبلية.
من ناحية أخرى، قامت الأمم النتحدة بإرسال معونات إنسانية عاجلة للاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك بسوريا.