اجتاح الملايين من العمال حول العالم شوارع العواصم والميادين الكبرى بمناسبة عيد العمال أمس ، فمن اليابان إلى أوروبا، تصاعدت ألسنة الغضب الشعبى احتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية المتردية.
ففى أنقرة، استخدمت الشرطة التركية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لمنع مئات المتظاهرين من مخالفة حظر التظاهر خلال عيد العمال والوصول إلى ميدان تقسيم بوسط اسطنبول.
واندلعت اشتباكات عنيفة فى أحياء بيشكتاش وشيشلى بين المتظاهرين وقوات الأمن، فى حين أعلنت السلطات التركية وقفا مؤقتا لحركة النقل العام فى المدينة ونشرت الآلاف من قوات الأمن فى المنطقة، رغم أنها وفرت وسائل نقل جماعية مجانية لنقل المتظاهرين إلى ميدان «ينى كابي». وامتدت الاحتفالات بعيد العمال أيضا إلى ميدانى «صحية» و«طاندوغان» بالعاصمة أنقرة وعدد من المدن الأخرى منها دياربكر وإزمير دون وقوع أحداث عنف أو أعمال شغب.
وفى موسكو، تجمع حوالى 100 ألف متظاهر فى الساحة الحمراء فى العاصمة الروسية فى استعادة لتقليد يعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، وسط موجة وطنية واسعة من التضامن الشعبى تشهدها روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
ورفع المتظاهرون لافتات تقول »أنا فخور ببلدي« و«بوتين على حق« وظللت الأعلام الروسية الكثيرة والبالونات البيضاء والزرقاء والحمراء، بألوان العلم الوطني، المشهد الاحتفالى فى قلب موسكو.
وأكد ميخائيل شماكوف رئيس اتحاد نقابات روسيا أن أكثر من مليونى شخص شاركوا خلال الساعات الماضية فى مسيرات عيد العمال فى جميع أنحاء البلاد.
وفى أثينا، أعلن العمال اليونانيون إضرابا لمدة 24 ساعة، مما تسبب فى تعطيل خدمات السكك الحديدية والعبارات فى أنحاء البلاد.
وتقطعت السبل بآلاف السائحين بعد أن ألغيت رحلات العبارات المتجهة من وإلى ميناءى بيريه ورافينا الرئيسيين، حيث يتظاهر البحارة ضد التغييرات التى طرأت على اتفاقيات عقود العمل الجماعية الخاصة بهم.
كما احتشد آلاف العمال فى القطاعين العام والخاص للاحتشاد فى المدن للتظاهر احتجاجا على سياسات التقشف، وتجمع المتظاهرون فى عدة ميادين، مما دفع السلطات المحلية إلى نشر الآلاف من أفراد الشرطة و قوات التدخل السريع لتأمين المظاهرات، وذلك على الرغم من إعلان وزارة المالية عن توقعات إيجابية لإجمالى الناتج المحلى خلال العام الحالي.
وفى طوكيو، خرج عشرات الآلاف من المواطنين اليابانيين إلى الشوارع للمشاركة فى مظاهرات الأول من مايو، داعين الشركات إلى تحسين بيئة العمل، ومنتقدين السياسات الاقتصادية لرئيس الوزراء شينزو آبى والتى يطلق عليها اسم «أبينوميكس».
وفى باريس، اندلعت مظاهرات عمالية تحت شعارات مختلفة، بعضها احتجاجا على خطة ادخار 50 مليار يورو التى أعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس وأخرى تحت شعار دعم أوروبا.
وآسيويا، شهدت كمبوديا اضطرابات عنيفة واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصى لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية فى بنوم بنه الذى اغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذى يحكم البلاد منذ30 عاما ، ودعت النقابات إلى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون إضرابا فى منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام.