اعترفت اللجنة المركزية لمراقبة الجمعيات الخيرية في بريطانيا، بتمويل أنشطة إرهابية والمتطرفين الإسلاميين في البلدان العربية، من خلال جمعيات خيرية قائمة في لندن، تستخدم الدين وتتستر بأعمال الخير لتمويل المتطرفين في سوريا والصومال وغيرهما.

وحذرت اللجنة، من خطورة تمويل جمعيات خيرية في لندن للإسلامين المتطرفين، مطالبة في الوقت نفسه، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، باتخاذ التدابير القانونية التي تضمن تنقية الجمعيات من المتورطين والمدانين بالإرهاب.

وصرح وليام شوكروس رئيس اللجنة المركزية للمؤسسات الخيرية في بريطانيا، بأن «الهيئة التنظيمية، كانت تحاول اتخاذ إجراءات بحق الجمعيات الخيرية التي ترسل الأموال إلي الجماعات المتطرفة في سوريا».

وأضاف شوكروس «أن ما يثير السخرية أن المدانين بالإرهاب أو غسيل الأموال لا يستبعدون تلقائيا من إنشاء جمعيات خيرية أو أن يصبحوا أعضاء بمجالس أمناء المؤسسات الخيرية «.

وطالب شوكروس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، باتخاذ التدابير القانونية اللازمة لوقف تمويل عدد من الجمعيات الخيرية لأنصار وأتباع الجماعات المتطرفة الذين ترسل لهم أموال هذه الجمعيات من لندن

وقال إن «اللجنة بدأت تتخذ تدابير صارمة ضد أي جمعية خيرية يتبين أنها ترسل أموالا نقدية إلي الجماعات المتطرفة في سوريا أو ترسل الشباب البريطانيين للتدريب لدي تنظيم القاعدة أو غيرها من الجماعات المتطرفة في سوريا».

وأوضح رئيس اللجنة المركزية للمؤسسات الخيرية البريطانية أن مشكلة التطرف الإسلامي - علي حد وصفه - والجمعيات الخيرية ليست المشكلة الأكثر انتشارا التي نواجهها فيما يتعلق بانتهاكات الجمعيات الخيرية، ولكن إمكانية كونها الأكثر خطورة. وقال:» هي للأسف مشكلة متزايدة.. وأنا متأكد أنه في أماكن مثل سوريا والصومال، من الصعوبة بمكان بالنسبة إلي الهيئات أن تعرف دائما أين تؤول تلك المساعدات أو الاستخدام النهائي لها، لكن عليها أن تكون متيقظة وحذرة بشكل خاص» .

وكشف شوكروس، أنه يجري حاليا التحقيق مع 3 جمعيات خيرية بشأن جمع الأموال للمتطرفين والمتشددين الإسلامين وغيرهم لسوريا، في حين تخضع 7 جمعيات أخري للرقابة.

وأوضح "أن اللجنة، التي تنظم عمل 160 ألف جمعية خيرية، تحتاج إلي صلاحيات قانونية ضرورية أقوي وأكثر تمويلا من أجل تحسين وتحصين أدائها" .

يأتي ذلك في الوقت الذي واجه فيه رئيس الوزراء البريطاني انتقادات حادة من قبل شخصيات عامة في بريطانيا بتغذية الطائفية والانقسام داخل المجتمع من خلال إقحام الدين في السياسية بسبب تصريحه الأخير بأن بريطانيا لاتزال "مجتمعا مسيحيا". وفي خطاب مفتوح وقعه أكثر من 50 شخصية من الكتاب والعلماء والإعلاميين والأكاديميين أعربوا فيه عن مخاوفهم من "العواقب السلبية" لتصريحه، مؤكدين أنه يضر بالمجتمع ويعزز الطائفية.