علت طبول الحرب بين موسكو وكييف أمس بعد سيطرة المسلحين الموالين لروسيا على أربع مدن فى شرق أوكرانيا ، مما دفع قوات كييف إلى إرسال قوات مكافحة "الإرهاب" إلى إحدى هذه المدن ، ووقعت معارك بين الجانبين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى أمس.
وأكد أرسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية فى أوكرانيا سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى بين قوات مكافحة الإرهاب الأوكرانية وصفوف المسلحين الموالين لموسكو فى مدينة سلافيانسك شرق البلاد ، بعد أن تم إرسال هذه القوات لاستعادة المبانى الحكومية ومراكز الشرطة التى تم الاستيلاء عليها طوال الأيام الماضية على يد الموالين لروسيا الذين يطالبون بإجراء استفتاء للانفصال عن كييف على غرار القرم. ومع بدء العملية ، ناشد وزير الداخلية الأوكرانى أمس سكان المدينة التى تقطنها أغلبية من الروس التزام منازلهم تحسبا للاشتباكات ، ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عنه قوله : "لكل المدنيين : يجب مغادرة وسط البلدة ، وألا تخرجوا من منازلكم ، وألا تقتربوا من النوافذ." وبعد ساعات من المواجهات بين الجانبين ، اعترف أفاكوف بأن ما لا يقل عن ألف شخص يدعمون قوات الانفصاليين. ومن ناحيته ، دعا الرئيس الأوكرانى بالوكالة ألكسندر تورتشينوف إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومى لمواجهة المظاهرات الحاشدة التى اجتاحت عددا من المدن الأوكرانية منها خاركوف ودونيتسك وماريوبول ضد حكومة كييف ودعما للفيدرالية.
وشكل المتظاهرون فى دونيتسك مجموعات لمساندة المحتجين فى المدن الأخرى ، فى الوقت الذى رفضت فيه القوات الخاصة الأوكرانية فى دونيتسك تنفيذ أوامر سلطات كييف بقمع المحتجين ، وأعلنت تأييدها لمطالبهم.
وفى واشنطن ، حذر جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى اتصال هاتفى مع نظيره الروسى سيرجى لافروف من أن موسكو ستواجه "عقوبات إضافية" فى حالة عدم انسحاب القوات الروسية المتمركزة على حدودها مع أوكرانيا.
ويأتى هذا التحذير الأمريكى بعد إعلان واشنطن فرض عقوبات على ستة مسئولين فى القرم، بينهم نائب رئيس الوزراء الذى سهل تنظيم الاستفتاء فى شبه الجزيرة.
وأدان البيت الأبيض ما سماه بـ"الحملات المنظمة للتحريض على زعزعة الاستقرار والتخريب"، مشيرا إلى أن جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى سيزور أوكرانيا فى 22 أبريل الجارى ، لتأكيد الدعم الأمريكى لكييف واتخاذ إجراءات من أجل تحسين إمدادات الطاقة فى مواجهة التهديدات الروسية لقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا.
ومن جهته ، أعرب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الكبير إزاء ما وصفه بـ"المخاطر المتزايدة لحدوث مواجهات عنيفة" .