لم ينته الجدل الإلكتروني بين النشطاء على مواقع التواصل، حول تكريم أحد الأندية الاجتماعية المصرية، لراقصة مصرية شهيرة بمنحها لقب “الأم المثالية”، حتى عاد ليظهر جدل آخر، حول قيام مؤسة خيرية مصرية بتكريم فنانة شعبية، ذاع صيتها مؤخرا بمصر.
ومنحت جمعية رسالة الخيرية، وهي إحدى الجمعيات المصرية ذات الانتشار الواسع، تأسست عام 2000 وتضم 55 فرعا بمختلف المحافظات، “درع شكر” للمطربة الشعبية “بوسي”، بجانب اعلاميين وفنانيين مصريين آخريين.
جاء تكريم الفنانين والإعلاميين بعد إحيائهم حفلا لتكريم الأمهات المسنات، في احتفال أقامته الجمعية، السبت الماضي بالقاهرة، تحت عنوان “رد الجميل” ، بمناسبة “يوم الأم”.
وانقسم نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الإجراء بين مؤيد ومعارض، خاصة عقب نشر فيديو حصول الفنانة الشعبية “بوسي” علي “درع الشكر”، بعد أيام من تكريم نادي الطيران (خاص)، للراقصة المصرية فيفي عبده كأم مثالية.
علق مصطفي محمد على موقع “فيسبوك” قائلا: “الجمعيات الخيرية تلات أرباعها (ثلاثة أرباعها) اتقفلت (أغلقت) بدعوى مساندتها للإرهاب... والربع الباقي تم تركه لدعمه الرقاصين (الراقصات) والفنانين “.
شيماء سمير ناشطة إلكترونية مصرية كان لها رأي آخر على فيسبوك بالقول :”محدش (لا أحد) معصوم من الخطا، وبعدين ده(هذه) واحدة (تقصد الفنانة الشعبية) مهما كانت شغلتها جت (جاءت) تحضر عمل خيرى وده (هذا ) (تقصد درع الشكر) كان مجرد شكر لها علي وقتها.”
ولم يغلق، بيان صادر مساء الثلاثاء، عن جمعية رسالة الخيرية، باب الانتقاد ضدها، غير أنها اعتبرت نفسها دائما ضحية للانقسام المجتمعي في مصر، بحسب تصريحات مصطفي محمد مدير العلاقات بالجميعة لوكالة الأناضول .
وأضافت جمعية رسالة :” الحقيقة أن كل المشاركين من إعلاميين وفنانيين حصلوا علي دروع شكر، تقديرا لوقت مشاركتهم في التكريم الذي تم فقط لأمهات مثاليات فقيرات عزيزات علينا جميعا”.
المخرج الشاب عز الدين دويدار، أحد الداعمين للرئيس المعزول محمد مرسي، انتقد هذه الواقعة وقال عبر حسابه علي “فيسبوك” في” ليلة الحكم على 528 من المصريين بالإعدام.. جمعية رسالة تكرم الراقصة بوسي في حفل رد الجميل للأم المثالية”.
وكان قاضي محكمة جنايات المنيا (وسط) أعلن السبت الماضي قرارا بإحالة أوراق 528 متهمًا معارضا للسلطة المصرية بارتكاب أعمال عنف إلى المفتى لاستطلاع رأيه في إعدامهم وسط رفض وتأييد داخل مصر وخارجها لقرار الاحالة بالاعدام .
مصطفي محمد مدير العلاقات العامة بجمعية رسالة الخيرية الأوسع انتشارا في مصر قال: “اتفهم غضب البعض ولكن قليلا من الانصاف يتضح أننا نعمل لخدمة ملايين من الفقراء وبعيدا عن اي استقطاب سياسي نقع ضحيته سنويا اين الحديث عن هذه الجهود ؟ “
وأضاف، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأناضول، “في عهد مرسي تم اتهام الجميعة إنها تابعة للإخوان ورأينا حملة سوداء ضدها وقتها من معارضين لمرسي علنا في وسائل الاعلام وأثر ذلك علي حجم التبرعات التي تساعد الفقراء كثيرا”
وتابع : “والآن يستغل معارضين السلطة الحالية ويفترض أن بعضهم إسلاميين في الهجوم علينا بعد تقديم درع شكر لفنانة وكاننا ندفع ثمن الاستقطاب السياسي مرتين في عامين “.
سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية لفت إلي أن ” تكريم جمعية معينة لفنانة أو راقصة سيراه الجميع في ظل هذا الاستقطاب بحسب انحيازه مثل حكم الاعدام الصادر علي أنصار مرسي فالبعض عارضه بهدوء والإخوان اعتبرته هولكوست جديد ” .
وبحسب، حديث عبر الهاتف لوكالة الأناضول، أضاف صادق أن “الاستقطاب نتاج واضح لانحياز كل طرف متصارع في مصر لرأيه واستغلاله أي حدث ليصب به جم غضبه علي الطرف الأخر وتشويهه “
وأشار أستاذ علم الاجتماعي الي أن “لم يكن موجودا في عهد حسني مبارك (الرئيس الأسبق) لأن الإعلام لم يكن يغذيه، والأمن كان كاتم علي أنفاسه وبعد الثورة ظهرت كل هذه التناقضات التي نراها مستمرة