أعلنت شبه جزيرة القرم استقلالها رسميا عن أوكرانيا عقب الاستفتاء المثير للجدل الذى أجرته أمس الأول ، وصادقت قيادة القرم الموالية لموسكو على طلب للانضمام إلى روسيا.

الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الاتصال على الفور بنظيره الروسى فلاديمير بوتين لبحث هذه التطورات وذلك قبل ساعات من إلقاء بوتين خطابا بهذا الشأن.

وأعلن برلمان القرم أمس أن 85 نائبا برلمانيا صوتوا لصالح إعلان شبه الجزيرة التى تتمتع بحكم ذاتى دولة مستقلة ، فى الوقت الذى وافق أكثر من 96% من الناخبين فى القرم على الانضمام لروسيا وذلك وفقا للبيانات الرسمية.

وذكر برلمان القرم أنه جار إعداد الوثيقة القانونية الخاصة بطلب الانضمام إلى روسيا والتى من المقرر أن يتقدم بها الى برلمان روسيا الاتحادية فى غضون الأيام القليلة المقبلة.

وقال فلاديمير قسطنطينوف رئيس برلمان القرم أنه من المنتظر أن يبت البرلمان الروسى فى هذا الطلب فى غضون أسبوعين على أكثر تقدير.

وأعلن أيضا أنه سيتم حل كل الوحدات العسكرية الأوكرانية المتمركزة فى القرم رغم أن أفرادها سيتمكنون من البقاء فى المنطقة. لكن وزير الدفاع الأوكرانى إيجور تينيوخ قال أمس أن القوات الأوكرانية ستبقى فى القرم.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرجى نيفيروف نائب رئيس مجلس النواب الروسى “الدوما” قوله أمس إن بوتين سيلقى خطابا حول القرم أمام البرلمان الروسى ومجلس الاتحاد اليوم . وأضاف أن الدوما سيقر قانونا يسمح لمنطقة القرم الواقعة بجنوب أوكرانيا بالانضمام إلى روسيا فى “المستقبل القريب جدا”.

وقالت إنترفاكس إن مسئولين فى الدوما يقولون إن شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود يمكن أن تصبح عضوا فى روسيا الاتحادية بموجب تشريع حالى وتحديدا بموجب قانون “بشأن إجراءات الانضمام إلى روسيا الاتحادية وتعليم الرعايا الجدد” أقر فى عام 2001.

وسيرسل أولا طلب القرم الانضمام لروسيا إلى بوتين ، وإذا جرت الموافقة على الطلب فسيرسله بوتين إلى البرلمان وسيعمل مجلسا البرلمان على معاهدة توقع بين روسيا والجمهورية الجديدة. وبموجب المعاهدة قد يتم تحديد فترة انتقالية للجمهورية الجديدة لتدمج فى النظم الاقتصادية والمالية والائتمانية والقانونية الروسية. وبعد توقيع المعاهدة يجب أن تقرها المحكمة الدستورية فى روسيا ويصوت عليها مجلس الدوما ومجلس الاتحاد.

ورد البرلمان الأوكرانى أمس بالمصادقة على تعبئة جزئية للقوات العسكرية لمواجهة تدخل روسيا فى الشئون الداخلية الأوكرانية.

ووافق 275 نائبا على هذه التعبئة التى طلبها الرئيس الانتقالى اولكسندر تورشينوف نظرا “لتفاقم الوضع السياسى فى البلاد وتدخل روسيا فى الشئون الداخلية الأوكرانية”.

ولم يشارك 33 نائبا فى التصويت بينما لم يصوت أى نائب ضد القرار. ووصف تورتشينوف الاستفتاء بـ”المهزلة الكبرى”. وقال تورتشينوف أمام مجلس النواب إن “روسيا تسعى للتغطية على عدوانها فى القرم بمهزلة كبرى أطلق عليها اسم استفتاء لن يتم الاعتراف به أبدا لا من أوكرانيا ولا من العالم المتحضر” ، داعيا النواب إلى التصويت على تعبئة جزئية للقوات.

وقالت مصادر مطلعة: إن بوتين طلب من أوباما خلال اتصال هاتفى بينهما،العمل من أجل حث السلطات الأوكرانية الجديدة على كبح جماح القوى الراديكالية المتطرفة، مشيرا إلى أن الرئيسين خلصا الى اتفاق حول إيفاد بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبى إلى أوكرانيا.

فى الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الليتوانى لينان لينكافيتشيوس أمس إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اتفقوا على فرض عقوبات بينها حظر السفر وتجميد أموال 21 مسئولا من روسيا وأوكرانيا.

وبعد اجتماع دام نحو ثلاث ساعات توصل وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى سريعا لاتفاق على قائمة بأسماء من سيخضعون لعقوبات بسبب دورهم فى سيطرة روسيا على القرم واستفتاء أمس الأول بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

 

وكتب لينكافيتشيوس على تويتر إن مجلس الشئون الخارجية "وافق على فرض عقوبات تشمل قيودا على السفر وتجميد أموال 21 مسئولا من أوكرانيا وروسيا."

وأضاف أنه سيلى ذلك اتخاذ خطوات أخرى خلال أيام قليلة عندما يجتمع زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى للمشاركة فى قمة فى بروكسل.

ومن المتوقع، توسيع القائمة لتشمل المزيد من كبار الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي.

وكانت كاثرين آشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى قد وصفت فى وقت سابق الاستفتاء الخاص بـ "غير القانوني" وفقا لدستور أوكرانيا والقانون الدولى.

ودعت آشتون - فى تصريحات نقلها تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" أمس - روسيا مجددا إلى الاجتماع مع قادة أوكرانيا لبدء حوار ومحاولة حل هذه الأزمة فى أسرع وقت ممكن.