شهدت تركيا موجة جديدة من المواجهات العنيفة
بين المتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وقوات
الأمن، واجتاحت المظاهرات المتضامنة مع أسرة بركين علوان الذى لقى مصرعه على أيدى
الشرطة، العديد من المدن الرئيسية أهمها اسطنبول وأنقرة وأزمير وإسكيشهير ومرسين
وتونجلى وشرناق وهكارى وأورفة وأضنة.
وأشار شهود عيان، إلى أن المتظاهرين الذين
رفعوا صور الصبى "علوان"، وضعوا حواجز نارية وسط الشوارع الرئيسية فى
قلب اسطنبول، مما دفع قوات الأمن إلى مطالبتهم بإزالة الحواجز وفتح حركة المرور،
ولكن المتظاهرين رفضوا الانصياع لتعليمات الشرطة ، مما تسبب فى اندلاع اشتباكات
بين الجانبين.
واستخدم المتظاهرون قنابل المولوتوف والألعاب
النارية والحجارة ضد قوات الشرطة، التى استخدمت بدورها قنابل الغاز المسيل للدموع
بكميات كبيرة ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين، حيث نجحت فى إزالة الحواجز النارية
من الشوارع الرئيسية وفتحت حركة المرور وطاردت المتظاهرين فى الشوارع الرئيسية
والفرعية واعتقلت 13 منهم.
وفى نيويورك، علق مجهولون ملصقات تطالب
باعتقال أردوغان لمسئوليته عن مقتل علوان فى إحدى محطات القطار المزدحمة فى ميدان "تايمز
سكوير" بوسط المدينة.
وجاءت هذه الدعوة، ردا على وصف رئيس الوزراء
التركي، للطفل الراحل بأنه "إرهابي" و"مخرب".
وفى أنقرة ، نظمت مجموعة من الشباب مسيرة
احتجاجية فى شارع تونالى حلمى بوسط العاصمة وحاولت التقدم فى اتجاه ميدان كيزيلاي،
لكن قوات الشرطة اعترضت المسيرة وطلبت من المتظاهرين الذين رفعوا صورا وشعارات
تندد بمقتل علوان التفرق وفتح حركة المرور، وهو ما تسبب فى اندلاع اشتباكات بين
الجانبين ، حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وطاردت
المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة والعصي.
وعلى صعيد آخر ، رجح استطلاع للرأى أجرته
شركة البحوث الجوالة التركية، تقدم حزب العدالة والتنمية "الحاكم" فى
الانتخابات المحلية المقررة اليوم بنسبة 39,7%، فى مقابل 31,4% لحزب الشعب
الجمهورى المعارض. يأتى ذلك فى وقت كشفت فيه، صحيفة "ميلليت" التركية،
عن أن 68% من الأتراك يتهمون أردوغان باستخدام أسلوب متشدد فى خطاباته ويرى نفسه على
أنه الرجل الأوحد فى الدولة، بينما يعتقد 32% العكس.
وأشار الاستطلاع الذى نشرت الصحيفة نتائجه
وشمل 28 مدينة تركية، إلى أن أكثر من 72% لا يؤمنون بعدالة المحاكم التركية ،
بينما يعتقد 27% العكس، فى حين أكد 64% أن حكومة أردوغان تفرض ضغوطا كبيرة على
وسائل الإعلام المحلية.