أكد عضو مجلس الحكماء التابع للامم المتحدة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ضرورة جعل المفاعل النووي الايراني خاضعا للرقابة لضمان تحقيق أعلى معايير السلامة البيئية وعدم حدوث اي تسربات قد تضر بالمنطقة.

وقال وزير الخارجية السابق الشيخ محمد في محاضرة نظمتها وزارة الثقافة البحرينية في المنامة الليلة قبل الماضية تحت عنوان (حوكمة التنمية المستدامة) ضمن مهرجان ربيع الثقافة ان سلمية البرنامج النووي الايراني لا تعني عدم امكانية حدوث اخطار بيئية تنتج عن تسربات من المفاعل، موضحا ان اكثر الدول تقدما في مجال الطاقة النووية تعرضت مفاعلاتها لتسربات اشعاعية خطيرة مثل تشيرنوبل في روسيا وكذلك الولايات المتحدة واخيرا اليابان التي تعرض مفاعلها لتسربات نتيجة كارثة طبيعية وهو ما يدعو للقلق من وجود مفاعل نووي قريب من دول الخليج.

تلوث المياه

واضاف ان الكويت تعتمد بشكل كلي في الحصول على المياه على الخليج العربي وان اي تلوث نووي قد يصيبه يعني عدم قدرة الكويت على الحصول على المياه مشيرا الى وجود جهود من دول مجلس التعاون لحماية المنطقة بشكل عام من اي تلوث، لافتا الى اهتمام الكويت الكبير بموضوع حماية البيئة وما فيها من جماعات تهتم بالقضايا البيئية مضيفا ان الكويت مرت بتجربة بيئية قاسية من خلال حرق الآبار النفطية اثناء الغزو العراقي عام 1990 والتي عانت الكويت منها بشكل كبير.

من جانب آخر اكد الشيخ محمد الصباح ان ازمة التنمية المستدامة اصبحت تؤرق الامن القومي والعالمي فكل بلد يواجه تحديات متزايدة التعقيد في الطاقة والغذاء والامن المائي وكذلك شدة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والمجاعات اضافة الى الهجرات الجماعية ومشكلات البطالة، مشددا بهذا الخصوص على دور الامم المتحدة في مواجهة الازمات التي يمر بها العالم وضرورة وضع اجراءات لتفادي الكوارث البيئية مؤكدا ان استمرار السياسات الراهنة يعني عدم الاستقرار الاقتصادي وتباطؤ نموه وزيادة عمق الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد، حيث ان استمرارها سيؤدي الى تفاقم مشكلة النمو السكاني اذ من المتوقع ان يصل عدد السكان من 7.2 مليارات نسمة حاليا الى 11 مليارا خلال عقدين من الزمن موضحا ان اغلب الزيادات ستكون في الدول الفقيرة ما يعني انها ستواجه معاناة من الجوع والفقر.

واوضح انه من الممكن مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها من خلال تطويع التقدم الكبير في مجال ثورة المعلومات والاتصالات والطاقة البديلة والهندسة الوراثية وان ننتقل من مسار السياسات الحالية المدمرة للحياة الانسانية الى مسار التنمية المستدامة، مشيرا الى ان التنمية المستدامة توفر اطارا منهجيا فعالا في مواجهة تحديات كونية معقدة لأنها تعرض منهجية تحليلية وآلية فعالة في تحديد الاهداف الوطنية موضحا ان تداخل وتشابك قضايا التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي ضمن اطار الواقع البيئي يفرض آلية حلول توازن بين الاهداف الحالية والمستقبلية.

وذكر ان الدول منفردة لا تستطيع ان تنجح في تحقيق اهداف التنمية المستدامة لذا من الضروري ان تأخذ الامم المتحدة الدور الريادي في استراتيجية التحول من مسار السياسات الراهنة الى استراتيجية التنمية في جميع دول العالم لان الامم المتحدة هي الجهة التي لديها شرعية مناقشة القضايا الكونية.

وشهدت المحاضرة التي قدمتها وزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة حضور وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ووزيرة الاعلام سميرة رجب وعميد السلك الدبلوماسي سفير الكويت لدى البحرين الشيخ عزام الصباح وجمع من السفراء العرب والدبلوماسيين.

من جانب آخر، وجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من مسقط التي يقوم بزيارتها «رسالة ود وتعاون» الى دول الخليج التي تبدي خشية ازاء نوايا بلاده وطموحاتها الاقليمية.

وقال ظريف للصحافيين في مسقط حيث يرافق الرئيس الايراني حسن روحاني «رسالتنا الى بقية الدول في منطقة الخليج» هي «رسالة ود واخوة وتعاون معهم». واضاف ان «هذه المنطقة لا تحتاج الى اثارة أي خلاف فيما بينها ولابد من التعايش الايجابي».

وتابع ظريف ان المنطقة عاشت «ثلاث حروب في العقدين الماضيين ولا تحتاج الى حرب أخرى. علينا ان نتعايش مع بعض على اساس الدين والتاريخ والمصالح المشتركة». واشار الى «مصالح مشتركة في المنطقة كما لدينا تحديات ومشاكل ولابد من التعاون مع بعض لنتمكن من التغلب على تلك التحديات».

واكد وزير خارجية ايران ان بلاده «مستعدة لكي تكون علاقاتها متينة واخوية مع كل دول المنطقة». وختم ان العلاقات العمانية الايرانية «يمكن ان تكون مثالية للدول الأخرى في منطقة الخليج ورحبنا دائما بالدور الذي لعبه السلطان قابوس لتقريب وجهات النظر مع كل الدول في المنطقه ونؤكد أننا نولي اهتماما بالغا بأفكاره النيرة».