المقارنة بين الجيش الروسي، وهو الثاني بعد الأميركي، وجاره الأوكراني المصنف 21 بين 106 جيوش، آخرهم التنزاني، هي من أسهل ما يكون، لأنها كالمقارنة بين الدب الذي تشتهر به روسيا وبين ما تشتهر به أوكرانيا من الحيوانات، وهو الغزال.

لا فرصة للأوكراني ضد الروسي إلا بتحويل القتال من نظامي إلى حرب عصابات، مع الاستعانة بالخارج الأميركي والأوروبي بشكل خاص، لأن جاره الجيش الروسي هو بولدوزر ومحدلة برية كاسحة بامتياز، ففي ترسانته أكثر من 15 ألف دبابة.

عن الجيشين نقرأ الكثير في مراكز أبحاث ومواقع عسكرية عدة، أشهرها "غلوبال فورس باور" المعروف بأحرف GFP اختصارا، وراجعته "العربية.نت" أكثر من سواه لأنه قام في 2014 بتحديث معلوماته الشاملة لكل ما يتعلق بالجيوش، باستثناء ما لدى بعضها من قوة نووية وصواريخ عابرة للقارات.


المعلومات المتطابقة في معظم المواقع ومراكز الأبحاث العسكرية، تذكر أن الموازنة العسكرية لروسيا، البالغة مساحتها أكثر من 17 مليون كيلومتر مربع، وسكانها 146 مليون نسمة، كانت العام الماضي 76 مليار دولار، مقابل 5 مليارات تقريبا لأوكرانيا الممتدة مساحتها 603 آلاف كيلومتر مربع، مع سكان هم بالكاد 47 مليون نسمة.

ومن ضمن القوة اللوجستية للجيشين، قرأت "العربية.نت" أن ديون روسيا الخارجية كانت في 2012 حوالي 632 مليار دولار، لكن خزائنها مكتظة باحتياطات ذهب وعملات أجنبية تصل الى 538 مليارا، أي أن ديونها عمليا هي 100 مليار فقط، في حين أن ثرواتها متنوعة تحت الأرض وتسيل اللعاب، ويكفي أنها تنتج أكثر من 11 مليون برميل نفط يوميا، لا تستهلك منها إلا مليونين و200 ألف فقط، والباقي يدرّ عليها مليار دولار تقريبا مع كل طلعة شمس.

أما أوكرانيا، فبائسة وتستغيث الآن طالبة 10 مليارات دولار كدعم سريع، وديونها الخارجية 136 مليار دولار، واحتياطاتها من ذهب وعملات أجنبية كانت في 2012 أقل من 25 مليارا، وهي أقل بعد الإطاحة الأسبوع الماضي برئيسها الفار، فاليوم الخميس ذكر رئيس وزرائها الجديد، أرسيني ياتسينيوك، أن "المعزول" فيكتور يانوفيتش "نهب البلاد" وأن 37 مليارا اقترضتها أوكرانيا "اختفت تماما" كما قال.

في روسيا حاملة طائرات واحدة فقط

الجيش النظامي الروسي تعداده 766 ألفا من الجنود النظاميين، ومعهم مليونان و485 ألفا من احتياطي ناشط ويخدم في الجيش، إضافة الى 22 مليونا من الاحتياطي العام، مقابل 160 ألفا من الجنود النظاميين ومليون احتياط عام لأوكرانيا التي تملك 400 طائرة حربية و93 هليكوبتر، معظمها من عهد الاتحاد السوفياتي البائد، مقابل 973 هليكوبتر في روسيا المالكة لأكثر من 3100 طائرة حربية معظمها حديث.

وفي روسيا 1218 مدرجا لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية، مقابل 187 في أوكرانيا التي تملك 4112 دبابة، مقابل 15 ألفا و500 في روسيا الى جانب 27607 مدرعة روسية تقابلها 6431 أوكرانية. أما المدفعية ذاتية الطلق فمنها 5990 في روسيا و1203 في أوكرانيا، في حين يصل عدد المدافع المحمولة في روسيا الى 4625 مقابل 1000 فقط بأوكرانيا، مع 626 منصة مدفعية ثابتة يقابلها 3781 في روسيا.

بحريا لا مجال للمقارنة أيضا، مع أن الدولتين ضعيفتان نسبيا لعدم وقوعهما على بحار ومحيطات، ففي أوكرانيا 25 قطعة بحرية مقابل 325 في روسيا التي تملك حاملة طائرات واحدة، مقابل لا شيء لأوكرانيا التي ليس لديها إلا غواصة واحدة مقابل 63 روسية.

أما الفرقاطات فهي واحدة في أوكرانيا و4 في روسيا التي تملك 13 مدمرة، في حين لا توجد أي مدمرة في البحرية الأوكرانية، المالكة في ترسانتها لسبعة زوارق حربية فقط، يقابلها 74 في روسيا التي لديها 34 كاسحة للألغام، مقابل 4 فقط في أوكرانيا، وفوق ذلك كله هناك الصواريخ الروسية والأقمار الاصطناعية التي بإمكانها رصد الصغيرة والكبيرة في الغزال الأوكراني.