فى خطوات متسارعة للتخلص من رموز النظام
القديم، أعلن القائم بأعمال وزير الداخلية الأوكرانية أرسين أفاكوف تسريح وحدات
مكافحة الشغب »بيركوت« التى يلقى عليها باللائمة فى قتل المتظاهرين وإزالة النجمة
الحمراء التى كانت سابقا منصوبة فوق مبنى مجلس البرلمان أو «الرادا» باعتبارها
رمزا من رموز الاتحاد السوفييتى وذلك وسط انتظار الكشف عن تشكيلة حكومة الوحدة
الوطنية الجديدة خلال ساعات.
وأوضح أفاكوف أنه سيتم الافصاح عن مزيد من
التفاصيل بشأن تسريح وحدات بيركوت التى يعنى اسمها النسر الذهبى فى مؤتمر صحفى
سيعقد خلال ساعات. وكتب أفاكوف فى تدوينة على موقع فيسبوك «قوة بيركوت لم يعد لها
وجود»، وأضاف وقعت أمرا بتصفية وحدات الشرطة الخاصة ببيركوت.
وفيما أصر المتطرفون من أبناء مدينة لفوف فى
غرب أوكرانيا على «تركيع» أفراد هذه الوحدات على مسمع ومرأى من سكان المدينة
وإعلان اعتذارهم على الملأ، طالب سكان شبه جزيرة القرم فى الجنوب على ضرورة
الاحتفاظ بهذه الوحدات وعدم السماح بحلها، وخرجوا فى مظاهرة كبيرة إلى مقر السوفيت
الأعلى للجمهورية يرفعون أعلام روسيا ويرددون الهتافات المؤيدة للاحتفاظ بوحدات «بيركوت».
والمعروف أن «بيركوت» كانت قد تشكلت فى عام 1992
على أساس وحدات الشرطة وقوات الأمن المركزى للحفاظ على الأمن والنظام داخل البلاد
ويبلغ قوامها ما يقرب من أربعة آلاف. وكان عدد من أفراد هذه القوات قد أعلن عن
خروجه من هذه القوات، فيما سارع آخرون إلى الرحيل إلى جنوب شرقى أوكرانيا حيث
قوبلوا هناك كالأبطال.
فى الوقت نفسه، قال فاليرى باتسكان أحد أعضاء
البرلمان عن حزب »أودار« الذى يرأسه زعيم المعارضة فيتالى كليتشكو إن أعضاء
الحكومة الجديدة سيجرى تقديمهم فى ميدان الاستقلال فى كييف خلال ساعات.
وأعلن عن موافقة مجلس الميدان والأحزاب
الأوكرانية على أن تتضمن الحكومة الجديدة ممثلين جماهيريين من الميدان.
وأشار إلى أنه تم طرح اقتراح بتشكيل مجلس
شعبى فى كل وزارة، ومنح رؤساء هذه المجالس الشعبية رتبة نائب وزير على الأقل،
موضحا أنهم ناقشوا انتخاب مجلس الميدان لثلاثة مندوبين جماهيريين للتفاوض مع
السياسيين الأوكرانيين بهذا الشأن.
وطالب نشطاء أن يتم منح زعماء الاحتجاج
المستمر منذ ثلاثة أشهر فى ميدان الاستقلال فى كييف مناصب وزارية.
ووسط استمرار المخاوف من حدوث انقسام فى
البلاد، دعا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف جميع الدول إلى إدانة ما سماها بــ
«مشاعر القومية والفاشية الجديدة» التى باتت تسود فى غرب أوكرانيا، إلى جانب دعوات
حظر اللغة الروسية، واعتبار السكان الناطقين بالروسية «غير مواطنين».
وقال لافروف فى بيان صادر عن وزارة الخارجية
إنه ينبغى أن تدين منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا محاولات القوميين حظر استخدام
اللغة الروسية فى أوكرانيا فى أحدث تعبير لغضب موسكو بشأن تحرك كييف لاستعادة
الأوكرانية لغة وطنية إلزامية فى الوثائق الرسمية.
وأضاف أن أى شكل من أشكال الدعم لأوكرانيا
يجب أن يتم بطلب من السلطات الشرعية وبالاحترام غير المشروط لسيادة أوكرانيا.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية
تمسك السلطات الجديدة فى كييف بعلاقات حسن الجوار مع روسيا.
وقالت الوزارة، فى بيان نقلته أمس قناة »روسيا
اليوم«، إنه فور تشكيل الحكومة الجديدة سيكون الجانب الأوكرانى مستعدا لاستئناف
حوار ثنائى متكامل فى إطار مؤسسات اللجنة الحكومية المشتركة الأوكرانية الروسية.
وهناك مخاوف من احتمال أن يتم تمزيق أوكرانيا
بسبب الحركات الانفصالية، وثمة مخاوف من انفصال محتمل لشبه جزيرة القرم حيث طالب
الروس العرقيون بانفصالها بعد تغيير السلطة فى كييف. ومن المتوقع أن يتوجه وفد من
مجلس الشيوخ »المجلس الاتحادي« إلى شبه الجزيرة الواقعة فى البحر الاسود خلال
ساعات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اجتمع فيه وزير
الخارجية الامريكى جون كيرى أمس مع نظيره البريطانى ويليام هيج فى واشنطن، حيث
بحثا عددا من القضايا على رأسها آخر تطورات الوضع فى أوكرانيا. وأكد الوزيران
التزامهما بدعم الشعب الأوكرانى خلال الفترة الانتقالية الاستثنائية التى تشهدها
اوكرانيا حاليا على حد قولهما. وأكد كيرى أنه لا يجب النظر إلى الوضع فى أوكرانيا
على أنه صراع بين الشرق والغرب أو بين الولايات المتحدة وروسيا .