بدأت مؤشرات انهيار حكم الرئيس الأوكرانى
فيكتور يانوكوفيتش، حيث تمكن المتظاهرون من دخول القصر الرئاسى فى وسط العاصمة
الذى كان خاليا وبدون حراسة ، فى الوقت الذى تضاربت فيه الأنباء حول محل إقامة
الرئيس، ورفض المتظاهرون فى ميدان «الاستقلال» بكييف الاتفاق الذى تم التوصل إليه
بين الرئيس وقادة المعارضة.
فقد تسارعت الانشقاقات فى معسكر يانوكوفيتش
غداة توقيع اتفاق بين المعارضة والرئيس يتضمن تنازلات كبيرة من جانب الأخير تحت
ضغط الأوروبيين والأمريكيين ، وذلك بعد حمام دم فى وسط كييف خلف نحو ثمانين قتيلا
فى ثلاثة أيام. وفى تطور مهم ، أصدرت وزارة الداخلية الأوكرانية بيانا ذكرت فيه أن
الشرطة تشارك الشعب الرغبة فى التغيير السريع ، داعية إلى وحدة الصف لخلق دولة
مستقلة وديمقراطية وعادلة. ومن جهته ، قال أوستاب كريفديك أحد زعماء المحتجين من
داخل مقر الرئاسة «إن الرئيس ليس هنا ، ولا يوجد هنا أى من مسئوليه ، أو أى أحد
على صلة مباشرة بالإدارة هنا».
وفى الوقت الذى تضاربت فيه الأنباء حول محل
إقامة الرئيس الأوكرانى، أكد مصدر أمنى كبير أن يانوكوفيتش لا يزال فى أوكرانيا،
رافضا تحديد مكان إقامته. وقال المصدر الأمنية إن «كل شيء على ما يرام بالنسبة
ليانوكوفيتش، هو فى أوكرانيا» ، وبسؤاله حول ما إذا كان الرئيس الذى تحيط به
المشكلات موجودا فى العاصمة ، فرد المصدر.: «لا
أستطيع القول».وذكرت وكالة الإعلام المستقلة الأوكرانية للأنباء أن آنا هيرمان ،
وهى نائبة مقربة من يانوكوفيتش ، قالت إن الرئيس موجود فى مدينة خاركيف بشمال شرق
البلاد.
وأمام البرلمان الأوكرانى ، الذى يبحث
إجراءات عزل الرئيس ، قال فيتالى كليتشكو زعيم المعارضة أمام النواب «نطالب
بانتخابات رئاسية مبكرة قبل 25 مايو المقبل ، علينا أن نحدد الموعد هنا» فى
البرلمان.
وفى الميدان ، استمر الآلاف من المتظاهرين فى
التجمع من دون أى مؤشر إلى إمكان تفكيك الخيم أو إزالة الحواجز. واستقبل
المتظاهرون الأوكرانيون فى ميدان الاستقلال بوسط العاصمة زعماء المعارضة بعبارات
التهكم والسخرية وإطلاق الصافرات حين أبلغوهم بتوقيع اتفاق إنهاء الأزمة مع
يانوكوفيتش.
وقاطع ناشط يمينى كلمة كان يوجهها كليتشكو
زعيم حزب أودار «اللكمة» لحشود المتظاهرين فى الميدان ، صائحا بأن يانوكوفيتش يجب
أن يتنحى عن الحكم بحلول الـعاشرة من صباح أمس بالتوقيت المحلى ، وهو نفس توقيت
القاهرة.
من جانبه ، قال ديميتريو ياروش زعيم حركة
قطاع اليمين القومى المعارض للمحتشدين بالميدان إن مؤيديه لن يلقوا سلاحهم أو
يرفعوا الحواجز من الطرق حتى يستقيل يانوكوفيتش.
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية على الأزمة
الأوكرانية ، لاقى الاتفاق الذى وقعه الرئيس الأوكرانى وزعماء المعارضة ترحيبا من
جانب كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.
وفى وارسو ، كشف رادوسلاف سيكورسكى وزير
الخارجية البولندى ، وأحد وسطاء حل الأزمة ، عن أن الرئيس الأوكرانى كان يستعد
لاستخدام القوة لو رفضت المعارضة الاتفاق الذى تم التوصل إليه للخروج من الأزمة.
وفى واشنطن ، دعا البيت الأبيض إلى تطبيق
سريع لهذا الاتفاق ، وأثنى على «شجاعة زعماء المعارضة الذين تيقنوا الحاجة إلى حل
وسط» ، غير أن مسئولين فى الخارجية الأمريكية ، فضلا عن مسئولين روس اعترفوا بأن
الاتفاق هش للغاية.
كما أشاد وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل
بأوكرانيا لإبعادها قواتها المسلحة عن التدخل فى الأزمة السياسية ، وذلك خلال
اتصال هاتفى طال انتظاره مع نظيره الأوكرانى بافلو ليبيديف.
وفى لندن، دعا ديفيد كاميرون رئيس الوزراء
البريطانى كل الأطراف الأوكرانية إلى «دعم الاتفاق وتنفيذ بنوده بموجب الجدول
الزمنى الذى ينص عليه». وفى موسكو ، شدد سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى على أن
حل الأزمة السياسية فى أوكرانيا لابد أن يتم دون أى تدخل خارجي.