بدأ البرلمان التركى أمس مناقشة مواد مشروع قانون استخدام الإنترنت فى تركيا، والذى يفرض قيودا كبيرة على استخدام الشبكة ويقيد حرية التعبير والصحافة ، ونال اعتراضات كبيرة من الداخل والخارج.

وتسمح مواد القانون الجديد للحكومة بحجب مواقع وبيانات على الإنترنت بدون مراجعة قضائية مسبقة لمدة تصل إلى عامين، كما تنص على دمج مقدمى خدمات الإنترنت فى مصدر واحد من بين التغييرات الأخري. وكانت لجنة حرية الصحفيين ـ ومقرها نيويورك ـ قد انتقدت مشروع القانون، واعتبرته مقيدا لحرية الصحافة ، وقالت إنه فى حالة إقرار القانون الجديد، فإنها سوف تزيد من سوء سجل حرية الصحافة فى البلاد التى تحتل مركزا متقدما فى سجل سجن الصحفيين على مستوى العالم.

وأضافت أن التعديلات المقترحة تسبب غضبا بين نشطاء حرية التعبير والصحفيين فى تركيا والعالم.

كما تعرض القانون لانتقادات من جانب نقابة المحامين التركية وحزب الشعب الجمهورى التركى ومنظمة مراسلون بلا حدود والرابطة الدولية للكتاب لأنه يحد من حرية تداول المعلومات.

من جانب آخر ، قال على باباجان نائب رئيس الوزراء التركى أمس إن اقتصاد البلاد لا يواجه أزمة وإن الحكومة لن تأخذ أى إجراءات طارئة فى ظل الأوضاع الحالية.

وقال باباجان فى مقابلة على تلفزيون كنال 24 إن ارتفاع تكاليف الطاقة بسبب تراجع الليرة لم ينعكس بعد على أسعار الطاقة لكنه سيظهر فى مرحلة ما.

وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان قد سعى - فى ظل الازمة الكبرى التى يواجهها فى بلاده - إلى الحصول على دعم الأتراك المقيمين فى ألمانيا خلال زيارته لبرلين مع اقتراب استحقاقات انتخابية حاسمة لمعسكره الإسلامى المحافظ.

وهتف أردوغان أمام آلاف الأتراك الذين خصوه باستقبال حافل خلال لقاء نظم فى صالة احتفالات فى برلين ملوحين بصوره وبأعلام تركية سنبقى واقفين.. لن ننحني، كونوا واثقين من ذلك.. لن ننحنى سوى أمام الله.

ويعيش مجموع ثلاثة ملايين تركى أو منحدر من أصل تركى فى ألمانيا، مما يجعل من هذا البلد إحدى أهم الدوائر الانتخابية لاردوغان بعد اسطنبول وأنقرة وازمير.

ولأول مرة هذه السنة يحق للأتراك المقيمين فى الخارج التصويت فى بلاد اقامتهم.

وهاجم أردوغان فى كلمته خصومه السياسيين ولا سيما الداعية فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة والذى ازدادت الخصومة بينهما حدة فى الأشهر الأخيرة.

وقال أردوغان فى إشارة إلى جولن «إن الذين يريدون التدخل فى السياسة يجب ألا يقوموا بذلك بإعطاء توجيهات من بعيد».

وحث رئيس الوزراء التركى المستشارة الألمانية ميركل خلال لقائه معها على أن تلقى برلين بثقلها الكامل وراء مسعى بلاده للانضمام الى الاتحاد الأوروبى، لكن لم تظهر أى علامة على ان المستشارة غيرت موقفها المتشكك بخصوص عضوية تركيا.

وخلال زيارة لبرلين طغت عليها بواعث القلق الأوروبية بخصوص حملة اردوغان على القضاء والشرطة اللذين يتهمهما بانهما يمثلان جزءا من «دولة موازية» شكا رئيس الوزراء من ان تأييد ألمانيا للمسعى التركى «ليس كافيا حاليا».