علي الرغم من التنازلات التي تقدمت بها الحكومة الأوكرانية استجابة لمطالب المعارضة‏,‏ حذر أرسيني ياتسينيوك زعيم كتلة حزب باتكفشينا البرلمانية أمس من أن خيار استخدام القوة لا يزال قائما من أجل فرض مطالب المعارضة جميعها‏.‏

وفي تبريره لهذا التهديد الأول من نوعه منذ بدء الأزمة, قال ياتسينيوك في حديث للتليفزيون الأوكراني: لدي معلومات تفيد بصدور تعليمات رسمية عن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش حول ضرورة إقرار النظام الدستوري.. وهو ما معناه التزام الجيش بتأييد الرئيس, مؤكدا أن الرئيس سيوقع قريبا مرسوم إعلان حالة الطوارئ في البلاد, مما يعني مزيدا من الضحايا وإراقة الدماء, علي حد تعبيره.

وكان البرلمان الأوكراني مجلس الرادا قد استجاب أمس الأول لمطالب المعارضة بإلغاء القوانين التي تحظر التظاهر وتقيد الحريات في البلاد, كما قبل الرئيس يانوكوفيتش طلب الاستقالة الذي تقدم به رئيس وزرائه نيكولاي أزاروف علي أن يتولي مؤقتا رئاسة الحكومة النائب الأول لرئيس الوزراء سيرجي أربوزوف لتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

ورفضت المعارضة عرض الرئيس منح رئاسة الحكومة لأرسيني ياتسينيوك, كما شدد بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو أحد قادة المعارضة علي ضرورة استقالة يانوكوفيتش نفسه.

من جانبه, يبحث البرلمان الأوكراني تقديم تنازلات جديدة للمحتجين المطالبين بتوقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي,كإصدار عفو عام عن المتظاهرين الذين جري اعتقالهم منذ اشتعال فتيل الأزمة في البلاد نوفمبر الماضي. وكانت الأزمة الأوكرانية قد تصدرت اجتماعات بروكسل أمس الأول التي ضمت روسيا والاتحاد الأوروبي, والتي أعلن بوتين في ختامها أن بلاده لن تعيد النظر فيما وعدت به القيادة الأوكرانية في حالة وصول المعارضة إلي الحكم, علي اعتبار أن الدعم الروسي يذهب في المقام الأول للشعب الأوكراني وليس لقياداته.