ربما سيرتبط اسمه في التاريخ محليا بمصطلحات مثل القائد الحكيم، حامي الدستور، مخطط المستقبل، كما عربيا وعالميا سيرتبط اسمه بمصطلحات مثل رجل السلام وزعيم الانسانية، وقد يكون المرشح الأول في المدى القريب لنيل جائزة «نوبل للسلام»، لما قدمه للأمة العربية والانسانية جمعاء من مبادرات شملت أسمى معاني العفو والصلح تترجمت في تقديم المساعدات والجمع بين الفرقاء.

هو الإنسان قبل ان يكون القائد، لا يدخر جهدا لأجل نجدة اخوانه المسلمين والعرب وتخفيف محنهم في أوطان كثيرة على امتداد الدول العربية والاسلامية والصديقة والعالم كافة.

يعمل في صمت، لا يتفاخر بأفضاله على الناس، تسبقه ابتسامته لمن يصافحه، يهب لمساعدة المحتاجين، وربما من دون مبالغة فإن يده الكريمة ممدوة لكل كويتي وعربي.

أب حنون لبناته وأبنائه الكويتيين، مرت أزمات واهتزت أمم بفعل عواصف اقليمية واممية، وبقي القائد وشعبه صامدين حتى مرت العاصفة بسلام ونعمت الكويت بربيع الديموقراطية كما هو عهدها.

أما السلام، فكان ولا يزال أكثر الأهداف النبيلة التي سعى بنجاح الى تحقيقها داخل الكويت وفي الخليج وفي المنطقة وفي الدول العربية، ويعتبر من أكثر القادة العرب التزاما بتحمل المهام الجسيمة لمنصب الحاكم، فكان الأكثر حضورا في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، كما انه رجل المبادرات الأول، لا يفوّت فرصة للالتقاء باخوانه القادة العرب للتشاور في سبل حل القضايا العربية. هو أكثر الزعماء حضورا في القمم الخليجية والعربية، وسفرا في رحلات مكوكية لأجل القيام بمصالحات بين اشقائه العرب او دعم مبادرة عربية لخدمة الشعوب.

ولذلك حظيت الكويت في العامين الأخيرين بإشعاع خليجي وعربي وعالمي غير مسبوق على مستوى احتضان أهم القمم والمؤتمرات العربية والاقليمية، وتوجت بنجاح بفضل رؤية القائد والتزامه بدعم القضايا الوطنية والعربية قولا وفعلا فكانت اكثر الصفات التي وصفه الغرب بها «الرجل الملتزم» الذي يفي بوعده، لا يكل ولا يمل من المبادرات لفعل الخير وللم الشمل الوطني والخليجي والعربي.

كبير في مواقفه وحاسم في رؤيته التي تهدف الى تأسيس مفهوم جديد للمواطنة العربية القائمة على التآخي بين كل الأطياف وعلى اساس أن كل عمل ناجح يقوم على توحد كل المواطنين بكل فئاتهم سواء في الكويت او في كل الوطن العربي، وهو من يرى ان في التوحد يكمن حسب رؤيته الحكيمة استمرار السلام الاجتماعي والازدهار، وبسواعد الشباب الذين يحرص دائما ان يوجه لهم قسما كبيرا من خطاباته سيعمر الوطن ويبقى حصنه قويا عتيدا عصيا ضد العنف والتفرقة، وان الحرية والديموقراطية كما ينادي بهما دائما هما المتنفس الأمثل للمواطن لكي يعمل باخلاص وايمان صادق لأجل رقي وأمن وطنه ويذود عنه ضد كل معتدٍ.

أفعاله سبقت كلماته، وانجازاته الوطنية والخليجية والعربية أنارت درب الحالمين الكويتيين والخليجيين والعرب بمستقبل أفضل بفضل حكم جميلة سيخلدها التاريخ على غرار أولوية الوحدة الوطنية، المسارعة لمد العون، نبذ العنف، الايفاء بالوعد والانجاز، دعم وضمان استمرار الديموقراطية، والصفح والعفو عند المقدرة، والسلام والتآخي واعلاء شعار أن الأفضل بيننا هو الأفضل بالعمل والأصدق في الانجاز.

كل هذه المعاني والأفعال والمبادرات والرؤية المستقبلية للكويت وللوطن العربي تنبع من صاحب الحكمة، وزعيم الانسانية الذي أثبت ان الكويت مركز انساني عالمي، صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

يعد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يبدأ اليوم عامه الثامن في حكم دولة الكويت، الحاكم الخامس عشر من أسرة آل الصباح، والأمير الخامس في مسيرة الدولة الدستورية، حيث تولى سموه مقاليد الحكم عام 2006 في التاسع والعشرين من يناير بعد أداء اليمين الدستورية في جلسة خاصة لمجلس الأمة. ومن أجمل كلمات سموه أمام المجلس: «... إلى العمل.... إلى كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار إلى الأمام.. في زمن لا يعرف التوقف أو الانتظار».

وفي أولى كلمات سموه بعد مبايعته أميرا وأدائه اليمين الدستورية، وعد الشعب الكويتي بتحمل الأمانة وتولي المسؤولية، وعلى مواصلة العمل من أجل الكويت وأهلها. ودعا سموه الجميع للعمل من أجل جعل الكويت دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والإخاء والمحبة، و يتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات مع المحافظة على الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير. وأكد سموه في كلمته الى الشعب الكويتي «إن القائد لا يمكنه أن ينجح إلا بتعاون شعبه معه تعاوناً حقيقياً»، مناشداً المواطنين أن يجعلوا مصلحة الوطن قبل مصلحتهم، ويتجاهلوا منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع، وأن يحترموا القانون والنظام ويحرصوا على مصلحة الوطن وممتلكاته وانجازاته».

وأضاف سموه «ان الكويت هي التاج الذي على رؤوسنا، وهي الهوى المتغلغل في أعماق افئدتنا، فليس في القلب والفؤاد من شيء غير الكويت، وليس هناك حب أعظم من حب الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها، وسطرنا عليها تاريخنا وامجادنا ومنجزاتنا».

وولد حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عام 1928، وهو الابن الرابع للمغفور له أمير دولة الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح. تلقى تعليمـه في المدرسة المباركية، وقام والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السيـاسية وللتعرف على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.

بدأ صاحب السمو تمرسه في العمل العام في 19 يوليو عام 1954، عندما أصدر المغفور له الشيخ عبدالله السالم أمراً بتعيينه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا المسؤولة عن تنظيم الدوائر الحكومية الرسمية، وبعد انتهاء هذه اللجنة من عملها تم تعيينه رئيسًا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل عام 1955، وفي عام 1957 أسندت اليه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر.

وبعد استقلال دولة الكويت في 1961، وتشكيل الحكومة الأولى، حولت الدوائر إلى وزارات، تولى سمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله أول منصب وزاري وزيـراً للإرشـاد والإنمـاء عام 1962، في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح، كما كـان عضواً في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور، وذلك كونه عضوًا بالحكومة.

ثم تولى سموه مهام وزارة الخارجية عام 1963، وقد شارك في رفع علم الكويت عالياً خفاقاً في وسط نيويورك، معلناً انضمام الكويت إلى منظمة الأمم المتحدة، وألقى سموه كلمة الكويت أمام الأمم المتحدة بهذه المناسبة، حيث قال «.. إن انتماء الكويت إلى النشاط الدولي يدل بوضوح على أن الاستقلال والعضوية في الأمم المتحدة ليستا نهاية بحد ذاتها، بل وسيلتان للمشاركة في المسؤولية لتحقيق حياة أفضل لشعبها وشعوب الدول الأخرى».

ومنذ ذلك التاريخ، وفي كل سنة تقريباً، ومع افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من كل عام، تشارك الكويت بوفد رسمي على رأسه الشيخ صباح الأحمد ليلقي خطاب دولة الكويت أمام الجمعية العامة ويجري سلسلة من الحوارات مع قادة دول العالم.

التوازن والوسطية نهج ومنهج... هو عنوان الديبلوماسية التي انتهجها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، والتي أثمرت ثمارها في أحلك الظروف، وهو احتلال الكويت من قبل النظام العراقي في الثاني من أغسطس عام 1990. وكان أبرز ملامح هذه السياسة المتوازنة لسموه حزمة القرارات التي أصدرها مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والقاضي باستخدام القوة لضمان تطبيق قراراته، كما كان تشكيل قوات التحالف من أكثر من 32 دولة من الدول الأعضاء ثمرة أخرى من ثمار تلك السياسة.

وقد أثبت سمو الشيخ صباح الأحمد جدارته للقب رجل السياسة الكويتية وعميد الديبلوماسيين في العالم، فنجح سموه خلال قيادته للديبلوماسية الكويتية في ربط الكويت ديبلوماسياً واستراتيجياً بالعالم الخارجي، فاستضافت الكويت على أرضها أكثر من 95 ممثلية ما بين سفارة وقنصلية ومنظمة دولية وإقليمية وتبادلت معها التمثيل الديبلوماسي والقنصلي، ما يعكس النجاح الذي حققته هذه الديبلوماسية، وكانت له لمساته الواضحة في بلورة العديد من الاتفاقيات والمعــاهدات بين صفوف دول مجلس التعاون الخليجي، كما كان له دور كبير في دعم قضايا العالم الإسلامي، ومشاركات حثيثة ومهمة في مآسي العالم أجمع ودعوة المجتمع الدولي للقيام بمهامـه والحديث دوماً عن معاناة شعوب العالم وخصوصا الدول النامية والفقيرة المثقلة بالديون والأزمات.

وتحمّل سموه هذه الأمانة والمسؤولية باقتداره وكفاءته المعهودين، فسعى إلى تجديد وتطوير السياسة الداخلية والخارجية للبلاد وفقاً للتطورات والمتغيرات التي طرأت على الأوضاع الإقليمية والدولية في السنوات الأخيرة.

ثم تولى الشيخ صباح الأحمد منصب رئيس مجلس الوزراء في 13 يوليو 2003 وقد جمع في نهجه الجديد بين الديبلوماسية السياسية والديبلوماسية الاقتصادية في آن واحد، ليرقى بالكويت إلى عصر جديد من التقدم والتطور والازدهار.

وخلال الفترة من يوليو عام 2003 وحتى 29 يناير 2006، كرّس صاحب السمو جهده لدفع عملية التنمية الشاملة والإصلاح السياسي والاقتصادي، والرعاية الاجتماعية بمختلف جوانبها لجميع المواطنين.

وبعد وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، تمت مبايعة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح رعاه الله أميراً للبلاد في 29 من يناير 2006، من قبل أعضاء مجلس الأمة، ليقود مسيرة الكويت الى الأمام، و من أجمل كلمات سموه أمام المجلس :«... إلى العمل.... إلى كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار إلى الأمام.. في زمن لا يعرف التوقف أو الانتظار».

القائد المسترشد بتعاليم الدين ... المتبصّر بالدروس والعبر


عرف عن صاحب السمو مواقفه الكبيرة والتاريخية التي جسدت مدى تحمله للمسؤولية الجسيمة، كما عهد الشعب عن سموه اقواله الحكيمة النابعة من تعاليم الدين الاسلامي ومن خبرته الواسعة في عالم السياسية، ولعل ابرز ما يجسد ذلك قول امير البلاد حفظه الله في احد خطاباته «ان المسؤولية جسيمة والعبء ثقيل ولكننا بعون الله وتوفيقه قادرون على تحمل مسؤوليتنا بثقة وايمان وعزم واصرار مسترشدين بتعاليم ديننا متمسكين بقيمنا وثوابتنا نعلي صوت القانون والحق والعدالة... نربأ بأنفسنا عن التحزب والتناحر والمصالح... نتبصر الدروس والعبر... نعمل قلبا واحدا لخير ديرتنا الحبيبة وأن تكون مصلحة الكويت هي أعلى المصالح وأغلاها»

حامي الدستور المؤمن بالحرية والديموقراطية


يؤمن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بأن الديموقراطية هي المحرك الديناميكي الذي يجسد مساحة الأمان والاطمئنان للقيادة والشعب في الوقت نفسه.

ويقول سمو الأمير: «لن يكون الأمن والاستقرار بديلا للحرية والديموقراطية بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره... ولنا في ما آلت اليه الدول ذات الانظمة الديكتاتورية خير شاهد ودليل...».

كما يشدد صاحب السمو في خطاباته على علو شأن الدستور واحترامه فسموه «حامي الدستور»، مذكرا في خطاب له في 2012 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور «ان الدول التي تنعم بظلال الحرية والدستور والقوانين والمؤسسات والمجالس المنتخبة وتتمتع بإعلام حر وتمتلك جميع الادوات الدستورية للرقابة والمحاسبة تكون ممارستها محكومة بالروح الوطنية والتمعن بمعاني القسم البرلماني العظيم ومتطلباته».

الكويت في عهد الشيخ صباح... مصنع القرارات العربية والمواقف الدولية


تسلم سمو الشيخ صباح الاحمد قيادة سفينة الحكم، وهو الربان الماهر والمقتدر بعد عقود الخبرة وتجارب السنين المعجونة بحنكته السياسية والتفوق الديبلوماسي المشهود له عربيا واقليميا ودوليا، ورغم الظروف المتقلبة والاوضاع غير المستقرة التي يشهدها الكثير من الدول على الصعد السياسية والاقتصادية والمالية، الا ان صاحب السمو نذر نفسه لحمل الامانة وتولي المسؤولية من اجل الكويت وخدمة شعبها، متطلعا للوصول بالكويت الى دولة عصرية حديثة يسودها التعاون والإخاء والمحبة والالفة، هدفها تعزيز العلم والمعرفة، واقامة مركز تجاري ومالي دولي يعطي للكويت وهجها ودورها الريادي عبر العصور في الانفتاح التجاري والاستثماري في الداخل والخارج. ولا يفوّت سمو الأمير فرصة الا وذكّر فيها الشعب ان أسس رقي الكويت والكويتيين هي الحرية والمساواة والديموقراطية واحترام الدستور.

وفي عهد سمو الأمير تحولت الكويت في فترة وجيزة مصنعا للقرارات العربية والمواقف الدولية والتي كانت نتاجا للأحداث التي احتضنتها أرض الكويت وساهمت رعاية سموه بشكل فاعل في انجاحها على الرغم من التحديات الكبيرة والأزمات المتلاحقة التي تشهدها الدول العربية.

واتبعت الكويت بقيادة امير البلاد سمو الشيخ صباح الاحمد سياسات وطنية وقومية وانسانية حجزت لها مكانة عالية في قلوب الكويتيين المفعمة بالمحبة والولاء، وفي قلوب شعوب العالمين العربي والاسلامي، واستحقت الاعجاب والاحترام على المستوى الدولي.

وعلى المستوى الوطني، كانت اسهامات امير البلاد بقدر الرهانات التي وضعها للارتقاء بالكويت ودعم نهضتها الديموقراطية والاقتصادية وتترجمت اسهامات صاحب السمو لخدمة صالح الوطن في مبادرات وقرارات كثيرة عبرت عن حكمة ورؤية ثاقبة لمستقبل مشرق لأبناء الوطن.

ونجح سمو الأمير في ترسيخ حكم ديموقراطي عادل يقوم على مبادئ احترام الحريات العامة وحقوق الانسان، وتوظيف الثروة الوطنية لاقامة دولة عصرية توفر للشعب الكويتي حياة هانئة ومطمئنة لمستقبل الأجيال القادمة.

وكان لمواقف صاحب السمو الحكيمة الاثر البالغ في النفوس، من خلال القيادة الرشيدة وحنكتها في الحكم التي أوصلت البلاد الى بر الامان في أحلك الظروف. وبات الكويتيون يعون اليوم ان الكويت تبوأت مكانة عالية من الاحترام اقليميا ودوليا بفضل مواقف سمو أمير البلاد، في وقت تعاني بلدان كثيرة في هذا العالم من الاضطراب والفوضى.

وقد حرص صاحب السمو على التأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والتي شكلت تراثا عزيزا وعالي الاهمية في الكويت. وفي خطاباته تكررت دائما دعوات الخير والمحبة والتراحم والوحدة الوطنية. وقد حرصت الكويت على اقامة اوثق العلاقات مع الاشقاء في العالمين العربي والاسلامي، ومد جسور التعاون مع القوى الفاعلة في هذا العالم، وكل ذلك من اجل توفير افضل الظروف واهدأ الاجواء التي تساعد شعب الكويت على المضي قدما في تحقيق اماله وطموحاته حاضرا ومستقبلا. ومن اجل تحقيق هذه الاهداف يحرص صاحب السمو دائما على توجيه تحذير شديد الى كل من يحاول الاساءة للوطن بإثارة النعرات الطائفية او القبلية او الفئوية، داعيا الى الارتقاء بوسائل الممارسة السياسية والاعلامية والاجتماعية كافة.

منذ عام 2006 حين تقلد سمو الشيخ صباح الاحمد مقاليد الحكم شدد دائما على دعم الاصلاح ومحاربة الفساد وترسيخ وتنفيذ التنمية المستدامة والمتوازنة واقرار النظم الجديدة الكفيلة بتسريع حركة الاصلاح وعجلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الخارجية.

وقد حققت الحكومات الثلاث عشرة منذ 2006 الى اليوم انجازات لافتة على الرغم من بعض التجاذبات مع مجلس الأمة التي كان نتاجها ترسيخا للديموقراطية وتأكيدا لاحترام مبادئ الدستور.

كما تم انشاء الهيئة العليا للانتخابات وهو انجاز يحسب للقيادة السياسية التي تسعى لضمان مسيرة العملية الديموقراطية بشكل نزيه. كما أمر صاحب السمو بانشاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد ايمانا بضرورة الاصلاح.

ومن ناحية أخرى بحرص وتوجيه من صاحب السمو عملت الحكومات في الثماني سنوات الأخيرة على تنفيذ مشاريع انمائية. كا تحسن الاداء الوظيفي واقرت قوانين مهمة في مجلس الامة أخيرا تساعد على النهوض بالتنمية الى اعلى درجاتها. وجاء كل هذا بدعم مباشر من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد.

الأكثر حرصاً على وحدة الوطن... والمسلمين


ما ينفك أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد يدعو الى الوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الاساءة للوطن بإثارة النعرات الطائفية او القبلية او الفئوية، مطالبا بالارتقاء بالاعلام لممارسة دوره في تكوين ودعم الرأي العام المستنير الذي يعزز الولاء للوطن ويرسخ روح الوحدة الوطنية. ويشدد دائما في كلماته على اهمية تقوية أواصر التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وتجنب كل ما يعكر صفو العلاقات مع هذه الدول او الاساءة اليها.

ويرى سموه ان العالم الاسلامي يشهد واقعا مؤلما يتطلب من المسلمين كافة الوقوف صفا واحدا لمواجهة تحدياته في تكاتف وتآزر عملا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مشيدا سموه ومفتخرا بالقيم السامية التي جبل عليها اهل الكويت منذ القدم السباقون دائما لعمل الخير ومد يد العون لاخوانهم المسلمين في انحاء المعمورة كافة.

جهود الإغاثة طالت كل العالم ... ومساعدات الشعب السوري صورة ناصعة جديدة


ليس بغريب على صاحب السمو أن يهب لنجدة اخوانه العرب والمسلمين، فكان اكثر القادة التزاما بتقديم المعونة لمن يحتاجها خصوصا للمعوزين والأطفال الذي يولي سمو الأمير اهتماما بالغا بهم. وتبلورت جهوده لاغاثة المحتاجين والمنكوبين العرب والمسلمين وحتى غير المسلمين في احداث كثيرة لعل اهمها المبادرة الى تنظيم مؤتمر مانحي سورية مرتين وتقديمه تبرعا للشعب السوري بنحو 500 مليون دولار علما أن الكويت بتوجيهات من صاحب السمو الأكثر حرصا بين المانحين على الالتزام بصرف هذه التبرعات.

المجهودات والإنجازات الإنسانية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والتي رفعت اسم الكويت عالياً على المستوى العالمي شكلت اضافة جديدة ناصعة لصورة الكويت الانسانية الحضارية، من خلال استضافة مؤتمر مانحي سورية الثاني أخيرا في الكويت.

وأكد صاحب السمو خلال هذا المؤتمر أن «المجتمع الدولي يقف أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وانسانية وقانونية، تتطلب منا جميعا تضافر الجهود والعمل الدؤوب للوصول الى حل ينهي هذه الكارثة ويحقن دماء شعب بأكمله ويحفظ كيان بلد ونصون فيه الامن والسلام الدوليين».

ودعا سموه «مجلس الامن الدولي وهو الجهة المنوط فيها حفظ الامن والسلم الدوليين، ولاسيما الدول دائمة العضوية فيه الى ترك خلافاتها واختلافاتها جانبا، والتركيز على وضع حل للكارثة في سورية، والتي طال استعارها وتوسعت آثارها ليس على المنطقة فحسب وإنما العالم بأسره».

وقال سموه «إن ديننا وقيمنا وانسانيتنا تحتم علينا امام هذا الواقع المرير والكارثة المدمرة، ان نستمر بالعمل الدؤوب وبلا كلل وبكل جهد لمواجهتها والتخفيف من آثارها وتداعياتها التي تعد الاكبر في تاريخنا المعاصر»، مناشدا العالم بالتبرع وتقديم المساعدة للاخوة السوريين.

«البيت الخليجي» ... إنجازات رائدة في ترسيخ «التعاون» وحلّ الخلافات


بفضل مبادرات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تحققت انجازات واسهامات وتجربة رائدة لصالح العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والعسكرية والقانونية والاعلامية والتعليمية على الرغم من ما واجهته من تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية.

وأسهم صاحب السمو في تقدم دولة الكويت في مسيرة النجاح والانجاز جنبا الى جنب مع دول الخليج وذلك بهدف تحقيق طموحات مواطني دول مجلس التعاون.

وتكللت جهود سمو الشيخ صباح في العام 2013 بالعديد من الانجازات الديبلوماسية التي تضاف إلى سجل انجازاته الممتد لأكثر من 50 عاما، ولعل آخرها نجاحه في رأب الصدع بين العلاقات السعودية ـ القطرية، واستضافة قمة دول مجلس التعاون والتحرك لوأد الخلاف مع سلطنة عمان بشأن الاتحاد الخليجي، ما يعد معه سمو الأمير بحق صمام أمان العلاقات الخليجية العربية. وأكدت فعاليات سياسية أن سمو الأمير يستحق لقب رجل عام 2013 على مستوى العالمين العربي والاسلامي، حيث رفع سموه راية السلام منذ خطواته الأولى في عالم السياسة الخارجية حتى أن العالم ينظر إلى الكويت اليوم نظرة تقدير لما لسموه من مواقف انحازت نحو الإنسانية.

ويرى البعض ان سمو الأمير هو رجل 2013 و2014 وليس غريبا عليه هذا الأمر لما له من خصال تؤهله لذلك، فأعماله تشيد له بالحكمة والخبرة منذ أكثر من 50 عاما، وليس بجديد على سموه أن يخوض غمار الكثير من التحديات والتجارب ويخرج منها مظفرا.

ولصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد خبرة واسعة في مجال السياسة الخارجية ما يقارب الأربعة عقود، حيث ارتبطت صورة سموه واسمه بوزارة الخارجية فأصبح من الصعب أن يذكر اسم الوزارة من دون النطق باسم الشيخ صباح الأحمد.

وحقق سموه الكثير من النجاح الديبلوماسي حيث قطعت الكويت الحديثة شوطا كبيرا في مجال الديبلوماسية الخارجية القائمة على نكران الذات والنظر إلى المصلحة العامة قبل المصلحة المحلية أو الإقليمية، ومن ثم اعتبر بحق أستاذا للسياسة الخارجية.

وكان لسمو الأمير دور في تأسيس المجلس الوزاري المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول المجموعة الأوروبية والذي يهدف إلى توثيق الروابط الاقتصادية المشتركة بين الطرفين، ومن خلال ذلك المجلس تم إبرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع الكثير من دول هذه المجموعة وغيرها من الدول الأخرى، إضافة إلى أن سموه حمل راية السلام والإصلاح لحل الكثير من الخلافات بين الدول، وعرف عنه حبه للسلام.

ولم تقتصر سياسة الأمير على ضرورة إيجاد حلول للخلافات العربية فقط، بل امتدت طموحاته إلى العمل من أجل الوحدة الخليجية والعربية والتآلف القومي ضد التهديدات الخارجية التي تتعرض لها المنطقة والوطن العربي، وكثيرا ما كان يؤكد على أن التضامن العربي هو الوسيلة الوحيدة لاكتساب احترام الآخرين، ولمواجهة الأخطار التي يتعرضون لها.

القمة الخليجية في الكويت ... صمود «التعاون»


أسهم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في تقريب وجهات نظر القادة الخليجيين حول مسألة التعامل مع الاتفاق الغربي الايراني بشأن برنامج طهران النووي، وذلك خلال القمة الخليجية التي احتضنتها الكويت أواخر 2013. وبصفته رئيس القمة، تحمل صاحب السمو مسؤولية جسيمة بتأكيده على أولوية السلام واجتناب التوتر والتأكيد على حسن الجوار مع الدول الاقليمية.

وأكد سمو الشيخ صباح الأحمد خلال القمة ان دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت ان تثبت للعالم قدرتها على الصمود والتواصل لخدمة ابناء دول المجلس. وشدد سموه في كلمة افتتح بها أعمال الدورة الـ 34 للمجلس الاعلى لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضرورة التشاور وتبادل الرأي حيال تلك الظروف وتداعياتها على منطقتنا بما يعزز من التكاتف ويزيد من صلابة الوحدة.

وعبر عن ارتياح دول المجلس لاتفاق جنيف التمهيدي حول البرنامج النووي الايراني معربا عن امله بأن يحقق هذا الاتفاق له النجاح ليقود الى اتفاق دائم يبعد عن المنطقة شبح التوتر.

واشاد بالجهود التي تبذلها الادارة الاميركية لاحياء مفاوضات السلام في الشرق الاوسط مؤكدا ان المنطقة لن تنعم بالسلام الا بتطبيق اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.

واعتبر ان مجلس الامن الدولي وقف عاجزا عن وضع حد لانهاء الكارثة الانسانية في سورية.

مصالح استراتيجية وسياسة حكيمة تجاه إيران


شهدت العلاقات الكويتية - الإيرانية منذ تولي صاحب السمو مقاليد الحكم تطورا شهد حالات من الصعود والهبوط شأنها شأن العلاقات الدولية عامة، وقد كانت مسيرة تلك العلاقات إيجابية في أغلب مراحلها. وإذا كانت لغة المصالح هي المسار الذي يحكم مسار أي علاقة بين طرفين ما، فإن إيران تعتبر دولة استراتيجية مهمة للكويت انطلاقا من ثقلها السياسي وموقعها المتميز، ومن ناحية أخرى ورغم صغر المساحة الجغرافية لدولة الكويت إلا أن موقعها الجيو استراتيجي في مثلث الأضلاع بين إيران والعراق والسعودية، فضلا عن مخزونها النفطي الهائل كل ذلك جعل منها قيمة كبيرة اقتصاديا وماديا.

وفي هذا الإطار تعتبر العلاقات الكويتية الإيرانية بفضل حكمة صاحب السمو الأكثر حيوية بين دول خليجية عربية وإيران انطلاقا من رؤية كلتا القيادتين السياسيتين للمصالح والتحديات المشتركة التي تواجههما. وقد أكد ذلك وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في آخر زيارة له للكويت مشيرا الى ان الكويت «بسياستها الحكيمة» تمتلك علاقات وطيدة مع دول المنطقة وخصوصا مع ايران».

القمة العربية - الأفريقية ... نظرة ثاقبة للقارة السمراء


أدرك سمو الأمير التحديات الجسيمة التي تفرض على الدول العربية التفاعل مع الدول الاقليمية المجاورة بما فيها الدول الأفريقية، وبنظرته الحكيمة الثاقبة للمستقبل وجد ان تعزيز التعاون مع القارة السمراء هو رهان يجب الظفر به تحقيقا لتحديات الأمن الغذائي والتعاون الاقتصادي.

وفي كلمة له في القمة العربية الأفريقية التي احتضنتها الكويت، أكد سمو الشيخ صباح الأحمد التقاء وجهات النظر بين الدول العربية والافريقية المشاركة في القمة حول القضايا التي تواجه المنطقتين، داعيا الى تعزيز التعاون بين العالم العربي وافريقيا لرسم خطوط لمستقبل العمل المشترك، والتركيز على الجوانب الاقتصادية وصولًا لما ننشده من شراكة استراتيجية.

التوصيات العشرة من أجل رخاء الكويت واستقرارها


باعتباره صانع التاريخ الحديث للدولة، فان أهم ركائز استراتيجية صاحب السمو للرقي بالكويت وشعبها يمكن ان تلخص اهمها في 10 توصيات هي :

-1 ترسيخ الوحدة الوطنية وتطبيق القوانين على الجميع والتأكيد على ان القضاء خط احمر لا يمكن الاقتراب منه او التدخل فيه.

-2 التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خيار حتمي في اطار الادوات الدستورية وتغليب لغة الحوار والنقاش الهادئ المؤدي الى النتائج المرجوة التي تصب في خانة الصالح العام.

3 - اصلاح وتطوير منظومة التعليم بكل مراحله وتوطين التقنية وتوسيع دوائر المعرفة.

4 - الاسراع في تنفيذ المدن السكنية وتسليم الوحدات للمواطنين لرفع منسوب الطمأنينة والسكون في النفوس وتعميم الرخاء والرفاه للاسرة الكويتية.

5 - الحفاظ على تراث الآباء والاجداد، الى جانب الاستفادة من مستجدات العلوم وروح العصر وركب الحداثة.

6 - تطوير الاقتصاد والاستمرار بالخطط القائمة لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري.

7 - حرص الحكومة على تنفيذ توجيهات الامير بالتعاون مع السلطة التشريعية لاقرار المشروعات الكبرى والاسراع بتنفيذ خطط التنمية الشاملة والمستدامة.

8 - الحرص على التمسك بالقيم الاسلامية والتقاليد العربية الاصيلة.

9 - الحرص على ترسيخ علاقات الكويت مع مختلف الدول وكسب المزيد من الاصدقاء عبر العالم على اساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع لخير الدول وشعوبها.

-10 تبقى الكويت دولة مسالمة تسعى الى حسن الجوار وافضل العلاقات مع شقيقاتها وجيرانها وغيرها من الدول، وبنفس الوقت تبني قوتها العسكرية للدفاع عن حدودها وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.

العلم أساس نجاح أجيال المستقبل والكويتي ثروة لا تعادلها ثروة


يعتبر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ان العلم اساس نجاح اجيال المستقبل، وأن «العلمَ والمعرفةَ هما أساسِ بناءِ الإنسانِ الكويتيِ، الذي هو ثروةُ الوطنِ الحقيقيةِ، والتي لا تعادلها ثروةً، وعدَّتَهُ لمستقبلٍ واعدٍ بإذن الله تعالى».

ويذكر صاحب السمو «إن ما ننشدُ تحقِيقَهُ هو إحداثِ نقلةٍ نوعيةٍ في نظامنا التعليمي، من النموذجِ التقليدي القائمِ على الحفظِ والتذكرِ، إلى نموذجٍ تعليميٍ نشطٍ ومتميز، مبنيٌ على التفكيرِ والإبداعِ، والتفاعلِ، واكتسابِ المهاراتِ والخبراتِ، مما يسهم في جعلِ وطننا الكويت، مواكباً للتطورِ العلمي والتقني، ومشاركاً فعالاً في نهضةِ العصر الحديث، عصرِ الاقتصادِ القائمِ على العلمِ والمعرفةِ. وإن ما نصبوا إليه أيضاً هو وضعُ آليةِ تطويرٍ مستمرةٍ لنظامنا التعليمي، تمتدُ من مراحلِ رياضِ الأطفالِ إلى الجامعة، مرتبطةً بما يستجدُ من علومٍ حديثةٍ، لتعمل على تطوير المناهـجِ، ورفع كفاءةِ أداءِ المعلمين والمعلمات، وتحسين بيئةِ التَعلُمِ المتاحةِ لأبنائنا. كما أن علينا أن نُنَمي في نفوسِ طُلابنا وطالباتنا مهاراتِ البحث العلميِ، والتحليل الأكاديمي، واكتسابِ القدرات منذ الصغر».

في عهد صاحب السمو، اعطى توجيهاته باستكمال تنفيذ مشاريع تعليمية ضخمة منها جامعات جديدة مثل جامعة الشدادية بالاضافة الى دعم انشاء المدراس ومراكز البحث العلمي. كما دعم ايضا التبادل الثقافي والحضاري بين الطلاب الكويتيين والأجانب وزاد عدد المبتعثين الكويتيين الى الخارج.

وبمبادرة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تم إنشاء مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع في مايو 2010 بهدف رعاية أبناء الكويت من المبدعين والموهوبين وتقديم الدعم اللازم لهم. وجاء إنشاء المركز منسجماً مع خطة التنمية الاستراتيجية للدولة، حيث يجسد المركز اهتمام دولة الكويت بأبنائها الموهوبين والمبدعين، وتبني أفكارهم وإبراز إنجازاتهم بما يسهم في تعزيز ثقافة الابتكار والتحديث والتقدم في المجتمع الكويتي. ويهدف إلى بناء مسار واضح المعالم يؤدي إلى
تعظيم المساهمة في تقدم المعرفة والإنجاز للإنسانية.

القضية الفلسطينية في رعاية سمو الأمير ... مصير الفلسطينيين المظلم سببه إسرائيل


ما من أحد يمكن ان ينسى ذلك النداء الصادق من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد لأشقائه العرب وكل العالم للمسارعة في القمة العربية الاقتصادية في 2009 لاعادة اعمار غزة، ومناشدته السياسيين الفلسطينيين للسعي نحو الوحدة، مدينا الانقسامات بين الفصائل السياسية الفلسطينية المتناحرة.

سمو الشيخ صباح الأحمد بحسب خطاباته ومواقفه التاريخية على امتداد عقود عاصر خلالها القضية الفلسطينية يؤمن حسب رؤيته ان قضية القدس هي قضية الأمة العربية والاسلامية، وان تعزيز الوحدة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية السياسية هو مطلب مهم في الإطار الفلسطيني - الاسرائيلي.

اما على مستوى المساعدات فالكويت في عهد سمو أمير البلاد لم تنقطع عن مساعدة الفلسطينيين وارسال التبرعات مثل التبرعات التي امر بها سموه في 2009 لإعادة اعمار غزة. وكان حريصا على ان ينتفع شعب غزة المحاصر حينها مباشرة بالتبرعات.

وفي مؤتمر البرلمانيين العرب الأخير الذي عقد في الكويت شكر رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جهود أمير البلاد للمضي قدما في حل القضية الفلسطينية من خلال الديبلوماسية. وقال الغانم «عندما يتشرف مؤتمرنا برعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الرجل الذي عاش القضية الفلسطينية بكل مخاضاتها وساهم في نجاحاتها وحذر من الانحراف بها ومن الانحراف عنها وأخذت من جهده وفكره وعمره بقدر ما أخذت الكويت أو يزيد لابد ان نتمثل في حوارنا وأطروحاتنا ما عرف عن سموه من حس قومي وفكر مستقبلي ولابد ان نعكس في قراراتنا ما يتسم به سموه من ديبلوماسية لا يعيبها الغموض ومن صراحة لا تنقصها الديبلوماسية».

ومنذ تولي صاحب السمو مقاليد الحكم رحبت الكويت بزيارات القادة السياسيين الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس الذي قال «أعرف الشيخ صباح منذ السبعينات، ومنذ ذلك الوقت كان دائما وأبدا فعالا في القضية الفلسطينية، وكان دائما على رأس أي لجنة تشكل في لبنان وغيرها من الدول لحل اي مشكلة تحصل مع الفلسطينيين».

وبحسب وثيقة تاريخية تحت عنوان «middle east record» لمداخلة صاحب السمو في الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية في 1968 ايام كان وزيرا للخارجية تحدث صاحب السمو حينها عن موقف الكويت من الصراع العربي-الاسرائيلي ومن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.

وقال سموه - وفقا للوثيقة - امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 اكتوبر 1968 عقب حرب الأيام الستة بين اسرائيل والعرب في 1967 ان صياغة بند «الوضع في الشرق الأوسط» في أجندة جدول الأعمال كانت مضللة كما يمكن تفسيرها على انها تشير فقط إلى عواقب حرب الأيام الستة... إن الكويت تعتقد أن المسألة برمتها تتمثل في «الاعتداء على الشعب العربي الفلسطيني الذي حرمهم من أكثر الحقوق الاساسية والمقدسة وهي : الحق في العيش بسلام في وطنهم وحق ممارسة تقرير المصير بحرية وبشرف من تلقاء أنفسهم على أرضهم....ان مصير الفلسطينيين المظلم سببه إنشاء إسرائيل، وهذا الأمر هو جذر المشكلة...ولقد ارتكبت إسرائيل ضد الفلسطينيين خطيئة جنائية».

الكويت والعراق ... سمو الأخلاق تجاه الجار


لعل ابرز ما عرف عن سمو الشيخ صباح الأحمد توقه الكبير لحل الخلافات واستبدال الخلاف والتوتر بالمصالحة والتعاون.

وفي هذا الصدد لم يدخر أمير البلاد جهدا في ترميم العلاقات المتصدعة مع الجارة العراق. وبأخلاق الرقي والتسامي على الخلافات، كان صاحب السمو أول القادة الخليجيين الذين حضروا القمة العربية ببغداد في مارس 2012 في زيارة اعتبرت «تاريخية ومهمة» ترأس خلالها وفد الكويت إلى القمة، وحملت تلك الزيارة معاني سامية ونبيلة أسهمت في إشاعة أجواء المحبة والوئام المتبادل بين البلدين. وانطلاقا من هذه الزيارة شهدت العلاقات بين الكويت والعراق تحسنا مضطردا باشراف صاحب السمو الذي يحرص على ان تكون الكويت وشعبها في أمن ورخاء مع ضمان علاقات مميزة مع كل الجيران وأن لا بديل للسلام بين الحكومات والشعوب وان كل الخلافات تحل.

وحُلت بقيادة الأمير الكثير من المسائل العالقة بين الكويت والعراق مثل ترسيم الحدود والايفاء بالتعويضات لصالح الخطوط الجوية الكويتية، ورحبت الكويت ايضا بعودة تحليق الطيران العراقي في اجوائها بعد انقطاع اكثر من 20 عاما، وعقدت اتفاقات كثيرة تناولت تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين والتعاون السياحي، وعاد السفر من والى العراق الى الانتظام مجددا. ولعل تحسن العلاقات في ظرف 3 سنوات فقط يعد انجازا تاريخيا يكتب في سجل انجازات صاحب السمو في اطاره حرصه على الأمن والسلام الاقليمي. واستكملت تحت ادارة صاحب السمو الخطوات الإيجابية المتواصلة في تعزيز التواصل والتنسيق والتشاور وتبادل الزيارات على كل المستويات بين البلدين.

العلاقات الكويتية - العراقية كما يراها وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد شهدت خلال العامين الماضيين بفضل توجيهات سامية من أمير البلاد تطورات إيجابية ملموسة مما جعلها الأبرز والأكثر إيجابية
في خضم التداعيات والمستجدات الإقليمية الراهنة.

وتمكن العراق بفضل تجاوب صاحب السمو مع مطالب التعاون المشترك من الخروج من طائلة الفصل السابع، وذلك يحسب ايضا لحسن نية سيمو امير البلاد في علاقات حسنة مع العراق.

إشراك الشباب في القرار ودعم تمكين المرأة


منذ تولي سمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم تعددت الانجازات لصالح الشباب والمرأة. فصاحب السمو يعتبر الشباب عماد الوطن وذخيرة المستقبل. من هذا المنطلق يؤكد سموه ان الشباب الكويتي هو الثروة الحقيقية للوطن وهو مركز الاهتمام وأمل النهوض بالبلاد الى مزيد من الرفعة والتقدم. ولذلك فان الدولة قيادة وحكومة لا تدخر وسعا في سبيل توفير مراحل التعليم المختلفة للشباب سواء التعليم العادي او الفني مع ابتعاث المتفوقين منهم في بعثات خارجية لاستكمال دراستهم العليا كما انها تعمل على توفير الوسائل والبرامج اللازمة لتدريب الشباب للاسهام بكل جهوده وطاقاته الابداعية في تلبية احتياجات مختلف الوزارات والادارات الحكومية، بالاضافة الى سوق العمل في القطاع الخاص. وكلما توجه صاحب السمو بكلمة للشباب ركّز على موضوع العلم كأفضل سلاح في المستقبل ومن اقوله المأثورة «إن ثروة الكويت الحقيقية في أبنائها، وهي ثروة لا تعادلها أي ثروة، فهم عماد المستقبل وأمل الوطن، وعلى سواعدهم تبنى الإنجازات وتحقق الطموحات، وعليهم أن يتسلحوا بسلاح العلم الحديث في عصر الثورة المعلوماتية، الذي تتسابق فيه الأمم لتأخذ لها مكاناً في مسيرة التقدم. ولذلك فلا بد أن يكون لنا نصيب من هذا التطور من خلال نقلة نوعية في نظامنا التعليمي».

وانطلاقا من هذا الاهتمام شمل سموه برعايته السامية مؤتمر الشباب العام الماضي لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن وجهة نظرهم، وكلّف مجلس الوزراء اتخاذ الإجراءات العملية الجادة لترجمة توصيات المؤتمر وإخراجها إلى حيز التنفيذ، واعتبار الوثيقة الوطنية للشباب، المتضمنة عشر توصيات تمثل انطلاقة لشراكة شبابية في اتخاذ القرار.

أما بالنسبة للمرأة الكويتية، فقد اولاها صاحب السمو رعاية خاصة تمثلت منذ توليه مقاليد حكم البلاد في دعم حقوقها السياسية والمدنية والاجتماعية حتى تحققت انجازات تاريخية لصالح المرأة الكويتية في عهد سمو الشيخ صباح تمثلت أهمها في وصول المرأة في عهده الى مجلس الأمة في 2009 بنجاح 4 نساء في الانتخابات البرلمانية، كما أصبح للمرأة حضور واسع في المجالس الانتخابية والحكومة واصبحت فاعلة في دوائر القرار. كما اكتسحت المرأة الكويتية مجالات جديدة في العمل بفضل توجيهات صاحب السمو في دعم تمكين المرأة. ودخلت المرأة لأول مرة مجال الخدمة الشرطية النسائية، وعدت هذه الانجازات نصرا للمرأة في عهد صاحب السمو.

أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم العربي


يعد سمو الشيخ صباح الاحمد احد ابرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم العربي، وصاحب المكانة المرموقة ذات التقدير الكبير على الصعيدين الاقليمي والدولي، وذلك لما يتمتع به سموه من رؤية سياسية عميقة وحنكة جعلته رجل مصالحة في كثير من الدول ولدى العديد من الجهات المتنازعة، الامر الذي أدى الى نجاح الكثير من المبادرات التي اطلقها او الخلافات التي ازالها وأدت الى مصالحات ناجحة، وقد حفلت العقود الماضية بالكثير من الانجازات المهمة التي حققها سمو الأمير في مسارات المصالحة العربية ولم الشمل وتوحيد الصفوف.

وقد شكل مؤتمر القمة الاقتصادية التنموية الاجتماعية الذي عقد في الكويت في 2009 منعطفا تاريخيا في مسار القمم العربية، حيث كان للشيخ صباح الاحمد الدور اللافت والفاعل في اطلاق مسيرة المصالحات العربية، بالاضافة الى رصد الصندوق المالي لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي، والتي تبرعت له الكويت بنحو 500 مليون دولار.

كما تبقى مساهمات الكويت بقيادة أميرها الشيخ صباح الاحمد منارة يحتذى بها في دعم الجهود لنبذ الخلافات وتوحيد الكلمة والصف العربي، وفي دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة والمحتاجة من مختلف الاقطار من دون تمييز بين لون وعرق ودين، وحاملة لواء القضية الفلسطينية والحرص على تعاون جميع الفصائل مع بعضها البعض وتقديم المصالحة بينها على ما عداها وتغليب مصلحة القضية والشعب الفلسطيني ووضعها فوق كل اعتبار.