(أ ش أ)

أنقد الطفل المصرى, عبد الرحمن جامع, البالغ من العمر عشر سنوات, حياة سيدة نمساوية مسنة وحال دون مواجهة مصيرها المرعب أمام عجلات مترو أنفاق مدينة فيينا, بعد أن دفعها رجل مخمور عمدا وأسقطها على قضبان مترو الأنفاق, قبل ثوان معدودة من دخول القطار السريع إلى محطة (لاند شتراسر), وسط حالة من الذهول سيطرت على الركاب ومنعتهم من اتخاذ زمام المبادرة لإنقاذ السيدة المسنة.

وقد سارع الطفل, عبد الرحمن, إلى مقبض الطوارئ, الذى يوقف القطار فى حالات الخطر, وقام بالتعلق فيه لجذبه إلى أسفل بعد أن فشل فى تحريك المقبض, بسبب ضعف قوته الجسمانية لصغر سنه, وذلك بعد أن شاهد سقوط السيدة المسنة من أعلى رصيف الركاب, الذى يرتفع بنحو مترين, إلى مجرى قضبان مترو الأنفاق وإصابتها بشكل جعلها عاجزة عن الحركة.

وبنفس سرعة رد الفعل قام, عبد الرحمن, بالاتصال بالشرطة, من تليفونه المحمول, الذى أعطته له والدته للاطمئنان عليه أثناء رحلته المدرسية ذهابا وإيابا, وطلب من متلقى المكالمة سرعة الحضور للقبض على الجانى, بعد أن وصف لهم الحادث, وهرع بعد ذلك إلى مساعدة شاب اشتبك مع الجانى محاولا تقييد حركته على الأرض حتى حضور قوة الشرطة. 

وقال عبد الرحمن، "لقد شاهدت ما حدث وسارعت لوقف القطار قبل تعرض السيدة للدهس" لافتا إلى أن القطار توقف بالفعل فى منتصف المحطة, قبل الوصول إلى السيدة, التى ظلت ممدة على قضبان المترو حتى حضور رجال الإسعاف الذين حملوها إلى أقرب مستشفى.

وأعرب عبد الرحمن من جانبه عن سعادته لمساعدة السيدة المسنة, موضحا أنه سارع إلى مساعدة الشاب الذى اشتبك مع الرجل المخمور, قائلا، "ضربت الرجل فى وجهه بكعب حذائى وجلست على قدميه للمساعدة فى السيطرة عليه حتى حضور رجال الشرطة", واستطرد "رجال الشرطة قاموا بتوجيه الشكر لى", فى إشارة إلى تصرف الطفل المصرى الشجاع والذكى, كما أكد عبد الرحمن أنه تابع طريقه إلى المسجد الذى يتلقى فيه دروس اللغة العربية خلال عطلة نهاية الأسبوع ولم يستجب لرغبة رجل الشرطة الذى طالبه بالانتظار للحصول على مكافأة مالية إزاء تصرفه مؤكدا "المهم أننى أنقذت السيدة الكبيرة".