وجه رجل الدين فتح الله جولن زعيم حركة خدمة أمس تحذيرا إلي
رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من مغبة إعادة محاكمة ضباط الجيش المتهمين بالتآمر للانقلاب
علي الحكومة,
وأكد أن السعي لإعادة هذه المحاكمات يأتي بدوافع سياسية أكثر
منها الرغبة في إقرار العدالة.
وقال جولن في تصريحات من منفاه الاختياري بالولايات المتحدة
لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن إعادة المحاكمات تمثل انتكاسة درامية لجهود كبح
جماح الجيش, وينسف جهود إنهاء نفوذ علي المؤسسات الديمقراطية.
وأوضح أن طيفا واسعا من الشعب التركي ومن بينهم أعضاء في
حركة خدمة دعموا حزب العدالة والتنمية من أجل الإصلاحات الديمقراطية وإنهاء وصاية الجيش
علي السياسة ودفع تركيا للأمام علي مسار الانضمام للاتحاد الأوروبي.
تزامنا مع ذلك, بدأ أردوغان أمس أول زيارة للاتحاد الأوروبي
منذ خمسة أعوام, وسط ترقب لما ستسفر عنه الزيارة في خضم الأزمة السياسية الحادة التي
تواجهها حكومته. وفور وصوله إلي بروكسل مساء أمس الأول, توجه ما بين ألفين إلي ثلاثة
آلاف من مؤيديه إلي الفندق الذي يستضيفه رافعين أعلام البلاد. وأكد أردوغان أن عام2014
سيكون نقطة تحول في علاقات بلاده مع بروكسل بعد قرار الاتحاد استئناف محادثات انضمام
تركيا إليه منهيا ثلاث سنوات من الجمود, لكنه أوضح أن حكومته لن تتراجع عن خططها لإصلاح
المجلس الأعلي للقضاة وممثلي الادعاء.
وأضاف أن زيارته لبروكسل تمثل فرصة أمامه لكي يوضح للنظراء
الأوروبيين ما يجري في تركيا بالطريقة الأكثر دقة والأكثر حيادية, حسب وصفه, كما أنه
سيكشف لمحادثيه الأوروبيين شبكات الخيانة, علي حد تعبيره. في المقابل, أوضح شتيفان
فوله مفوض شئون التوسعة في الاتحاد الأوروبي أنه يتعين علي تركيا التي تسعي إلي الانضمام
إلي الاتحاد إدراك أن استقلال القضاء من مبادئ دولة القانون التي يتعين أن تضمنها كل
دولة في الاتحاد الأوروبي. من جهة أخري, أوضح مصدر أوروبي أن المفوضية الأوروبية طلبت
أن تتم مشاورتها مسبقا حول مضمون هذا الإصلاح, وأوضح أن الحكومة التركية أرسلت نسخة
من قانون السلطة القضائية المقترح, مؤكدا أن هذا التصرف يمثل إشارة ايجابية للغاية.
وفي أنقرة, اتهم حزب الشعب الجمهوري المعارض حكومة العدالة
والتنمية بزعامة أردوغان وعددا من مسئوليها بأنهم مجرمو حرب ويجب تقديمهم لمحكمة العدل
الدولية في لاهاي لنقلهم السلاح إلي المنظمات الإرهابية في سوريا.
ونقلت صحيفة ميلليت التركية أمس عن محرم إينجة نائب زعيم
الكتلة البرلمانية لحزب الشعب أن حكومة العدالة والتنمية تنقل الأسلحة لسوريا عن طريق
جهاز المخابرات التركي الذي بدأت تستخدمه لهذه الأغراض غير القانونية والتي تتعارض
تماما مع المهام التي أنشئ من أجلها هذا الجهاز.
وفي هزة جديدة, داخل صفوف العدالة و التنمية, ذكرت صحيفة
حرييت التركية أمس أن50 عضوا من مجلس رئاسة الحزب في أضنة تقدموا باستقالات جماعية
من مناصبهم تضامنا مع ضياء الدين ياغجي رئيس مكتب الحزب في المحافظة الذي استقال اعتراضا
علي ترشيح الحزب لـ15 اسما لرئاسة بلديات المحافظة دون مشورة المكتب.