كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أمس عن أن وكالة الأمن القومي
الأمريكية تقوم بجمع قرابة200 مليون رسالة قصيرة في اليوم من مختلف أنحاء العالم بهدف
استخراج معلومات مخابراتية منها.
استنتدت الصحيفة
علي معلومات حصلت عليها بفضل تحقيق اجرته بالاشتراك مع قناة' تشانل4 نيوز' ومستندات
سربها العميل الأمريكي السابق بوكالة الأمن القومي إدوارد سنودن. وجاء نشر تحقيق' الجارديان'
عشية خطاب للرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعلن فيه سلسلة من الاصلاحات لوسائل التجسس,
ردا علي الجدل الذي يحيط ببرامج التجسس الأمريكية التي كشفها سنودن.
وذكرت' الجارديان' أن برنامج وكالة الأمن القومي- الذي يحمل
اسم' ديشفاير'- يجمع' كل ما يقدر عليه تقريبا', بحسب وثائق وكالة' جي سي اتش كيو' التي
توازي وكالة الأمن القومي في بريطانيا, بدلا من الاكتفاء بالاتصالات بين أشخاص خاضعين
للمراقبة.
وأشار التقرير الصحفي إلي أن المخابرات الأمريكية تقتنص من
بين الرسائل القصيرة معلومات مثل خطط السفر ودليل العناوين والتحويلات المالية, بالإضافة
إلي أن هناك بيانات تجمع عبر المكالمات عن دائرة معارف شخص ما.
وأضافت الصحيفة أنها تستند في تحقيقها إلي وثيقة لوكالة الأمن
القومي تعود إلي2011 بعنوان' الرسائل الالكترونية القصيرة: منجم ذهب لا بد من استغلاله',
مشيرة إلي أن البرنامج اتاح جمع ما معدله194 مليون رسالة قصيرة في اليوم خلال أبريل
الماضي. وتستخدم وكالة الأمن القومي الأمريكية قاعدة البيانات هذه لتحليل رسائل تلقائية
مثل الرسائل التي تنبه بحصول اتصال غيابي أو عن تكلفة الهاتف المحمول في الخارج, بالإضافة
إلي الرسائل القصيرة التي ترسلها البنوك.
علي الصعيد نفسه, بحث أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون أمس مراجعة أنشطة المخابرات الأمريكية لجمع المعلومات.
وقال البيت الأبيض- في بيان-' اطلع الرئيس أوباما رئيس الوزراء
البريطاني علي المراجعة الجارية للأنشطة الأمريكية لجمع المعلومات من خلال الإشارات..
ولاحظ الزعيمان الحوار المكثف الذي أجراه البلدان في هذه القضايا علي كل المستويات'.
ومن المقرر أن يدلي أوباما بتصريحات حول إصلاحات لبرامج المراقبة الأمريكية بناء علي
مراجعة صدرت أوامر بها وسط غضب من جانب الكثير من الحلفاء والمشرعين والمدافعين عن
الحقوق المدنية بشأن الجمع الواسع النطاق لتسجيلات هاتفية وبيانات لمستخدمي الإنترنت
والتجسس علي قادة وزعماء أجانب من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية. وأوصت لجنة المراجعة-
التي يدرس أوباما نصائحها- بتمديد حماية الخصوصية ضد أنشطة المراقبة الواسعة علي غير
الأمريكيين.