بعد أكبر عملية لتطهير صفوف الشرطة من العناصر المعارضة للنظام والمساعي الحثيثة لإحكام السيطرة علي السلطة القضائية‏حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي سيلتفت الآن إلي وسائل الإعلام التي خرجت عن نطاق السيطرة‏

 وكانت مسئولة عن نشر العديد من الوثائق المسربة حول فضيحة الفساد الحكومية التي هزت تركيا خلال الأسابيع الماضية. وأشارت الصحيفة إلي أن أردوغان اتهم الصحفي المسئول عن نشر هذه الوثائق بأنه خائن, ولم يكتف بذلك, بل عمد أيضا إلي مقاضاة صحفي آخر لتغريداته المعادية لحكومة رئيس الوزراء الإسلامي. ولكن يبدو أن هذه التحركات عجزت عن وقف سيل الوثائق التي يتم نشرها سواء في الصحف المحلية أو علي موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.

وأغلب هذه الوثائق عبارة عن تسريبات من التحقيقات مع كبار المسئولين في فضيحة الفساد الكبري, الأمر الذي أصاب الشعب التركي بحالة من الذهول, خاصة وأنه اعتاد علي الحياة في ظل حكومة تحكم قبضتها علي الإعلام بكافة أشكاله, كما أنه من المعروف عالميا أن تركيا تتصدر قائمة الدول التي ترهب وتعتقل الصحفيين.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية خروج الإعلام عن سيطرة أردوغان بأنه مؤشر جديد تراجع نفوذ أردوغان في البلاد بشكل ربما يهدد مستقبله. يأتي ذلك في الوقت الذي وصفت فيه صحيفة تودايز زمان التركية- الموالية للحليف السابق لأردوغان فتح الله جولن- التدخل السافر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في السلطة القضائية بأنه انقلاب مدني. وأضافت الصحيفة الموالية لجولن أن هذا الانقلاب المدني من السلطة التنفيذية يأتي عن طريق خطف القضاء.وعلي صعيد مساعي السلام مع الأكراد, حذر زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان من أن عملية السلام الحالية مع تركيا لا يمكن أن تظل عالقة إلي الأبد, وحث أنقرة علي التدخل سريعا من خلال تبني الإجراءات التي طالب بها الأكراد.وصرح أوجلان في رسالة نشرها نواب مؤيدون للأكراد بأنهرغم كل التداعيات فإن رغبتنا في السلام لا تزال بالقوة نفسها, لكن يجب أن نعلم أن عملية السلام لا يمكن أن تظل عالقة إلي الأبد.