رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الصراع القاتم والوحشى
المحتدم حاليا فى جنوب السودان يضغط على الإدارة الأمريكية، لكى تندفع نحو منع تفكك
وضياع أكبر إنجاز حققته الولايات المتحدة فى أفريقيا، معتبرة أن دولة جنوب السودان
تعد "صناعة أمريكية"، حيث انفصلت عن السودان التى مزقتها الحرب باستفتاء
شعبى واسع أشرفت عليه الولايات المتحدة، كما قامت واشنطن بإنفاق مليارات الدولارات،
فى صورة مساعدات، على مؤسساتها الهشة.
وأشارت الصحيفة، فى تحليل إخبارى نشرته وبثته على موقعها
الإلكترونى مساء أمس السبت، إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يواجه احتمالا حقيقيا
بأن تصبح جنوب السودان الدولة القادمة الآيلة للسقوط فى أفريقيا، حيث قتل ألف شخص على
الأقل فى الحرب الدائرة بين الحكومة والقوات المتمردة هناك حتى الآن، كما تؤكد تقارير
مثيرة للقلق ارتكاب الجانبين فظائع ذات دوافع عرقية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما ليس لديه الكثير من الخيارات
الجيدة، كما هو الحال مع سوريا وغيرها من مناطق التى تشهد صراعات طائفية، مشيرة إلى
أنه فى الوقت الذى لا يوجد به خطط أمريكية للتدخل العسكرى، تقوم الولايات المتحدة بشكل
فعال بالتوسط لعقد محادثات سلام بين الفصائل المتحاربة، وتعقد مشاورات مع أوغندا وإثيوبيا،
اللتين يمكنهما التدخل لمنع المتمردين من الاستيلاء على جوبا، عاصمة جنوب السودان.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بعد أيام من الضغوط التى
مارسها مبعوث أمريكى خاص، بدأ الجانبان مؤخرا مفاوضات فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
واستدركت الصحيفة بقولها، "على الرغم من تهديدات البيت
الأبيض بقطع المساعدات عن أى جهة تستخدم القوة، وبعدم مواصلة تدريب جيش جنوب السودان،
إلا أن القتال لا يزال محتدما هناك، مما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى سحب المزيد
من موظفى سفارتها فى جوبا، كما أجلت بالفعل مئات من الأمريكيين وطوقت السفارة بـ45
جنديا أمريكا لحمايتها من أى هجوم مماثل للهجوم الذى وقع على مبنى السفارة الأمريكية
فى مدينة بنغازى الليبية فى سبتمبر 2012".