حالة من الغضب انتابت مجموعة من السيدات المسلمات بعد صدور قرار جديد يعني بالفصل بين الجنسين خلال الصلوات التي تقام في المسجد الكبير بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفي أول رد فعل لهن على هذا القرار، طالبت السيدات اللواتي يصلين بهذا المسجد، الذي يعتبر الأقدم والأكثر أناقة في البلاد، بحقهن في الصلاة جنباً إلى جنب مع الرجال.

هذا وقد بات يتعين على السيدات عقب صدور هذا القرار أن يُقمن الصلاة داخل غرفة منفصلة تقع أسفل قاعة الصلاة الرئيسية. وأشار تقرير بثته محطة "تي إف 1 " التلفزيونية الفرنسية إلى أن القرار أحدث صخباً بين أفراد الجالية الإسلامية في فرنسا.

وحاولت العشرات من السيدات قبل بضعة أيام دخول قاعة الصلاة الرئيسية بالمسجد، لكن تم منعهن من جانب رجال الأمن المعينين للمسجد ومجموعة من المصلين هناك.

من جانبه، أشار حسني معاطي، محامي السيدات المتضررات من هذا القرار، إلى أن الناشطات أرسلن خطاباً لمسؤول المسجد الكبير في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وطالبن فيه بضرورة السماح لهن بالصلاة داخل القاعة الرئيسية مرة أخرى.

وحاولت السيدات الدخول بأنفسهن إلى القاعة، بعد أن ظلت طلباتهن والتماساتهن بلا إجابة. وقالت حنان كريمي وهي الناطقة باسم السيدات "أتصور أن صدور قرار بنقل مكان السيدات هو أمر غير مبرر. ونحن نريد أن نفتح باب النقاش بهذا الخصوص".

وفي المقابل، كانت هناك سيدات أخريات أقل انتقاداً لذلك القرار، حيث قالت سيدة تدعى إلهام "آتي إلى هنا 5 مرات أسبوعياً في المتوسط، وأرى أن تلك الغرفة الجديدة التي تم تخصيصها للسيدات هي غرفة كبيرة ومميزة، كما أنها تتواجد داخل المسجد".

وقالت سيدة أخرى تدعى سهام وتبلغ من العمر 34 عاماً "الشيء السلبي الوحيد هو أنه يتعين علينا أن نمر من أمام المكان المخصص لوضوء الرجال". ونقلت صحيفة لو فيغارو عن عبد الله زكري رئيس المرصد الوطني لمكافحة الاسلاموفبيا قوله "يسمح المسجد للمؤمنين بتأدية الفرائض بهدوء. وهو ليس مكاناً للجدل والخلاف". 

ووصف زكري التصرفات التي تقوم بها السيدات المعترضات على القرار بأنها "حملة يديرها بعض المتشددين". وقال متحدث باسم المسجد في نفس السياق "لمنحهن قدر أكبر من الراحة، خصصنا للسيدات غرفة كبيرة، ليست في الطابق السفلي وإنما في الطابق الأوسط. وهو ما بدا مرضياً لكل السيدات. ورغم عدم قدرتهن على رؤية الإمام، إلا أن ذلك هو ما كان حاصلاً من قبل، حيث كُنّ يقفن وراء ستارة".