في تصعيد للأزمة التي تمر بها تركيا, شن فتح الله جولن
زعيم حركة خدمة الاسلامية التركية أمس حربا كلامية جديدة ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وهاجم جولن, حليف أردوغان السابق في تسجيل صوتي بث علي شبكة
الانترنت, رئيس الوزراء التركي قائلا من يطلقون علي المسلمين إنهم عصابات وقطاع طرق
وشبكة, ويعتبرونهم غوريلات وقردة لجأوا إلي المخابيء, هذا ليس سوي انعكاس لفكر فاسد
ولا يفلح معهم تقويم. وأضاف جولن ـ المقيم في الولايات المتحدة وتحظي حركته بنفوذ كبير
في الشرطة و القضاء و المخابرات بتركيا ـ: الله يري من الذي في المخبأ.
ويأتي ذلك ردا علي تصريحات لأردوغان اتهم فيها عناصر خارجية
بـ نصب أفخاخ الشر و الظلام في بلادنا, مستخدمين أذنابهم المحلية لتخريب وحدة تركيا
و سلامة أراضيها, مضيفا سندخل مخابئهم ونكشف تنظيماتهم داخل الدولة.
وفي المقابل, نفي جولن ما يتردد حول وجود صلة بينه وبين مسئولي
الشرطة وممثلي الادعاء الذين يقفون وراء تحقيقات في فضائح فساد. وألقي زعيم حركة خدمة
باللائمة علي الآخرين الذين يصفون التحقيق في الفساد بأنه مؤامرة, في اشارة الي الحكومة.
في غضون ذلك, أكد جمال اوساك نائب رئيس مؤسسة الصحفيين والكتاب
ـ المقربة من جولن ـ أن خطوات حركة خدمة تعد مبادرة مدنية تستخدم حقها بقوة لمعارضة
الاجراءات التي اتخذتها السلطة السياسية.
واعتبر أن تشدد لهجة رئيس الوزراء يعد أمرا غير سليم, معتبرا
أنه من غير الملائم استهداف أحد زعماء الرأي للمرة الاولي في تاريخ تركيا السياسي.
يأتي ذلك وسط شكوك المراقبين حول قدرة حزب العدالة و التنمية
الحاكم علي اجتياز الانتخابات المحلية المقررة في مارس المقبل, وخاصة وأن حركة خدمة
طالما كانت عاملا حاسما في فوز الحزب بالانتخابات.
من جهة أخري, دافع بنك خلق ـ الذي يقع في بؤرة التحقيقات
حول شبهات فساد لرموز في حزب العدالة والتنمية ـ عن سجله, مؤكدا في بيان له أن ممارساته
كانت قانونية تماما. وأوضح أنه توقف عن مبادلة الغاز الايراني بالذهب التركي, في شهر
يونيو الماضي قبل نفاذ الاجراءات الخاصة بمنع التجارة مع طهران.
وأوضح البنك أن مصادر التمويل لهذه المبادلات والأطراف الضالعة
بها, تتمتع بمعايير الشفافية والانفتاح ويمكن تعقبها.
في غضون ذلك, تدنت عملة الليرة التركية في مبادلات أمس الأول,
لتسجل أدني مستوي لها, وسط تفاقم الأزمة.