يقيم في مصر أكثر من بلده الكويت منذ 30 يونيو للقاء المسؤولين والشباب والاطلاع على كافة احتياجات الشعب المصري وتقديم الدعم اللازم، بدأ نشاطه بوفود من المثقفين والكتاب ونشطاء المجتمع المدني الكويتيين زارت أغلب العواصم الأوروبية لشرح حقيقة الأوضاع في مصر، بعد أن التقى خلال زياراته بالفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ومعظم وزراء حكومة الببلاوي، وخاصة وزراء السياحة والمالية والاستثمار، وفي كل زيارة إلى مصر يحرص على تدشين حملة أو مهرجان للترويج للسياحة المصرية، وبعد أيام سيستكمل ذلك بمهرجان سياحي برعاية أعضاء من العائلة الحاكمة في الكويت، ثم سينظم أسبوعًا مصريًا في الكويت بعد شهرين تزامناً مع احتفالهم باليوم الوطني للترويج للسياحة أيضا. هو يوسف العميري، رئيس البيت الكويتي للأعمال الوطني، الذي أكد لـ"الوطن" أنه طالب الفريق "السيسي" ليس فقط برئاسة مصر ولكن بقيادة الأمة العربية كلها التي لم يبق لها سوى الجيش المصري.

.. وإلى نص الحوار:

- ما هي نتائج لقاءاتكم الأخيرة مع وزراء الحكومة المصرية؟

التقيت معظم وزراء حكومة "الببلاوي"، بالإضافة طبعا لرئيس لجنة الخمسين عمرو موسى ووزير الدفاع عبدالفتاح السياسي، خلال الزيارة الماضية، وتحدثنا في كل ما يهم مصلحة مصر وعلاقتها بالكويت، ونحن بيننا علاقة قوية ومتينة. والتقيت وزير المالية لوضع الخطة التنفيذية للقمة الاقتصادية للشباب العربي، وهو اقتراح كويتي بعمل قمة شبابية لعلاج مشكلاتهم الاقتصادية لتشجيع وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإيجاد فرص عمل للشباب.

وضعت مع "زعزوع" برامج لتشجيع السياحة العربية إلى مصر

وهذه القمة العربية سوف يحضرها أكثر من 300 شاب من جميع بلدان الوطن العربي، ونتمنى أن تلاقي نجاح يدعم الشباب المصري بشكل جيد. ووضعت مع الوزير "النقاط فوق الحروف"، وسيتم قريبا لقاء بين المنسقين للقمة سواء من الجانب الكويتي أو من الجانب المصري. ووزير المالية تبنى الفكرة، وأكد أنها ستكون قائمة بالأساس على جهود الشباب المصري والكويتي، وهدفها هو المساعدة على تقليل نسب البطالة في دول الربيع العربية، وخاصة مصر. وسنتعاون مع العديد من رجال الأعمال وصناديق المساعدات الكويتية لتمويل المشروعات الصغيرة للشباب المصري، حيث سنفتح باب التقديم في منتصف يناير لعرض مشروعات الشباب على الأمانة العامة لقمة الشباب العربي، كما سنتواصل مع كل الشركات الكبرى بمنطقة الخليج العربي لتوفير فرص عمل للشباب المصري.

- ماذا عن لقائك بوزير السياحة.. هل اتفقتم على خطوات محددة لتشجيع السياحة الخليجية لمصر؟

أما لقائي مع وزير السياحة هشام زعزوع، فهو لقاء هام جدا لأن وزير السياحة من أنشط الوزراء في حكومة "الببلاوي"، وهو "ابن الوزارة"، حيث تقلد الكثير من المناصب فيها، وهو يعمل ليل نهار من أجل رفع حظر السفر من أكثر من 28 دولة وهذا إنجاز كبير جداً. وقد حضرت وشاركت في تنظيم عدة فعاليات في شرم الشيخ والغردقة والعديد من المناطق السياحية خلال زيارتي لمصر من أجل تشجيع السياحة العربية والكويتية إلى مصر. وفي شرم الشيخ، دشنا حملة "شباب عربي بحب مصر" شارك فيها قيادات شابة يمثلون 17 دولة عربية للتأكيد على أن مصر آمنة ومستقرة ومقصد للسياحة العربية، ما يعطي رسالة للعالم حول استقرار مصر واستعدادها الكامل لاستقبال السياح من مختلف دول العالم، كما اتفقنا مع محافظ جنوب سيناء والعديد من شركات السياحة على وضع برامج مخصصة لجذب السياح العرب إلى مناطق البحر الأحمر السياحية، وتحديداً من فئة الشباب.

واتفقت مع وزير السياحة على وضع برامج سياحية لتشجيع السياح العرب من دول الخليج على العودة إلى مصر مجدداً؛ باعتبارهم أحد أهم روافد السياحة لمصر، واتفقنا على خطوات تشجيعية لزيادة عدد السياح الكويتيين ليصل إلى أكثر من 150 ألف كويتي سنوياً كما كانت المعدلات قبل الثورة.

- هل هناك فعاليات كويتية يمكن الترويج خلالها للسياحة في مصر.. كالعيد الوطني المقبل على سبيل المثال؟

صحيح بالفعل، اتفقت مع وزير السياحة على تخصيص أسبوع مصري يتزامن مع الأعياد الوطنية وعيد الاستقلال وعيد التحرير في الكويت، حيث ستكون مصر ضيف شرف هذه الاحتفالية وستقوم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بعمل برامج في هذه الأيام في الكويت لتشجيع أهلنا في الكويت على زيارة مصر، والوزير كلف بالفعل لجنة في وزارة السياحة لإعداد هذا البرنامج لتنشيط السياحة الكويتية إلى مصر. كما ننظم زيارة وفود كويتية كبيرة لمصر، بالتعاون مع وزارة السياحة، خلال رحلتين تشمل الأولى (سهل حشيش والبحر الأحمر) والثانية (شرم الشيخ وسانت كاترين). وخلال الشهر الجاري سيتم تنظيم مهرجان سياحي تحت بحضور كبار الشخصيات النسائية بالمجتمع الكويتي في محافظة البحر الأحمر بعنوان "سلام من مصر"، وكذلك مهرجان "مصر أم الدنيا".

150 ألف كويتي ينتظرون تنفيذ وعود وزير السياحة لزيارة مصر سنويا

- ما انطباعك عن الدستور الجديد؟

التقيت برئيس لجنة الخمسين برفقة نشطاء من المجتمع المدني الكويتي واطمئنانا على عمل اللجنة، ورأينا أن الاختلاف والتنوع داخلها صحي ومفيد لخروج دستور متوازن يستحقه المصريون وهو ما تم بالفعل، وأتوقع أن تنتهي عملية الاستفتاء بالموافقة على صدور الدستور لتستكمل مصر خطواتها نحو الاستقرار والتقدم.

ونرحب بانتهاء اللجنة من عملها في الوقت المحدد، لأنه جاء في وقت قياسي وفي وقت تحتاج فيه مصر أن تثبت للعالم أنها جادة في تنفيذ خارطة الطريق.

- كيف ساهمتم في نقل الصورة الإيجابية عن مصر للمحافل الدولية؟

حملنا على كاهلنا القضية المصرية ودافعنا عن تطلعات الشعب المصري وموقف جيشه البطل الذي تدخل حقنا للدماء وحفاظا على الأمن القومي، وتصدينا للعديد من المتشككين المتربصين سواء في الخليج والكويت تحديدا أو في بقية العالم، وقد وقمنا بإقناع الفئات الشابة في الخليج بأن الجيش المصري قام بواجب وطني كبير لحماية مصر، وكان من الضروري إقناع الشباب لأنهم وقعوا بادئ ذي بدء تحت تأثير الدعاية الإخوانية المسيئة التي تصف تدخل الجيش بأنه "انقلاب عسكري"، أما إخوان الكويت فهن من المستحيل إقناعهم بغير ما هم مقتنعون به ويدعمونه. وكان ثمرة جهدنا أن أصدرت جمعية حقوق الإنسان الكويتية بيانا تؤيد فيه ثورة 30 يونيو وتعتبرها تصحيح لمسار ثورة 25 يناير. وفي الخارج قمنا بجولة في فرنسا وعدد من العواصم الأوروبية لشرح حقيقة الأوضاع في مصر وكنا ظهير للدبلوماسية المصرية كدبلوماسية شعبية عربية ولوبي عربي للدفاع عن مصر.

- المشككين في ثورة 30 يونيو بالكويت.. من هم؟

المتشككون هم من الشباب الواقع تحت تأثير الدعاية الإخوانية، وهؤلاء تمكنا من إقناعهم جميعا بأن الجيش المصري انحاز لإرادة الشعب، أما إخوان الكويت ليس من الممكن إقناعهم بما يخالف وجهة نظر إخوان مصر.

- هل الإخوان بالكويت هم من كانوا وراء رفع دعوى قضائية تطالب بوقف المساعدات الكويتية لمصر؟

كل الكويتيين بما فيهم الإخوان يحترمون قرار الأمير ولا يمكن لأي أحد مراجعة قرار سيادي يتعلق بعلاقة مع دولة كبيرة وهامة مثل مصر، والمحامي الذي رفع تلك الدعوة أراد من وراءها الشهرة والدعوى رفضت وليس لها تأثير إطلاقا.

- ما انطباعك عن الفريق "السيسي" خلال لقاءك به؟

هو رجل متدين إلى درجة كبيرة جدا وهو رجل يخاف الله، ويحب بلده وهو عاشق لمصر، وطالما لديه مخافة الله وحب الوطن وشعبه فهو إنسان عظيم، فضلا عما يتمتع به من كاريزما خطيرة وقوية جدا، فنحن دخلنا نلتقي به وخرجنا عاشقين له، وهذه الكاريزما ليست موجودة في أي شخص على الساحة، وطالبنا الفريق "السيسي" ليس فقط بأن يترشح لرئاسة مصر، بل نحن قلنا له نحتاجك لقيادة الأمة العربية؛ لأن الزعامة خلقت لكي تكون في مصر، ولا يمكن أن يكون هناك زعيما يمكنه قيادة الأمة إلا أن يكون مصرياً، و"السيسي" به كل الصفات التي تمكنه من قيادة هذه الأمة.

- وماذا كان رده على طلبكم؟

ابتسم، وقال لي إن هذا الحديث سابق لأوانه. ونحن أعطيناه أمثلة كثيرة على رؤساء ناجحين ذوي خلفية عسكرية، في الولايات المتحدة وفرنسا والعديد من الدول الأسيوية المتقدمة. وأكدنا عليه ضرورة أن يقود مصر والأمة العربية، لأن الأمة العربية الأن في أشد الحاجة إلى زعيم لأنها في خطر شديد، ولكنها في غفلة من الزمن، وأصبحت في قتال مستمر وفوضى يقتل فيها العربي والمسلم أخوه العربي والمسلم. وهذا مخطط خارجي لتدمير هذه الأمة بيد أبناءها ولم يبق لنا سوى الجيش المصري لحماية هذه الأمة، وإذا سقط الجيش المصري سقطت هذه الأمة العربية بأكملها، فمطلوب من العرب جميعا أن يحافظوا على هذا الجيش لأنه السد المنيع لحماية الأمة كلها.

- ما مدى قوة الإخوان في الكويت الأن؟

الإخوان في الكويت لديهم كيان راسخ هو "جميعة الإصلاح"، ولهم أعضاء كثيرين في مجلس الأمة الكويتي، ولكنهم غير مشاغبين وليس بينهم وبين النظام خصومة، بينهم وبين النظام "عمار"، ويمكن أن يختلفوا في جميع المسائل، لكنهم لا يختلفون مع الأمير رئيس الدولة.

إخوان الكويت "غير مشاغبين" لكنهم يدعمون التنظيم الدولي

- ما مدى علاقتهم بالتنظيم الدولي؟

هم يدعمون إخوان مصر والتنظيم الدولي فكريا ومعنويا ويؤثرون على قطاع من الشباب الكويتي لتأييد وجهة نظرهم من 30 يونيو، وقد يدعمونهم ماديا، ويستضيفون أعضاؤهم الفارين من مصر. ولكنهم لا يمكنهم التأثير مطلقا على موقف الكويت الداعم لمصر ولثورة 30 يونيو.