وكالة إيرانية: مصر تصفع الولايات المتحدة للمرة الثانية.... والصين كلمة السر
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
قالت
وكالة «مفتاح» الإيرانية، أن الصين قد نجحت خلال العامين الماضيين في
الاستفادة من الانتفاضة في مصر، وذلك لتوسيع نفوذها في البلاد.
وأشارت
الوكالة، على أن صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم في فترة من الفترات،
قد أثر بالسلب على مصالح الولايات المتحدة في البلد الأكثر أهمية في
المنطقة – حسب وصف الوكالة.
وسلطت
الوكالة الضوء على ما فعلته بعض دول الغرب من سحب استثماراتها في مصر،
الأمر الذي لعب دورا إيجابيا لصالح التطور التجاري بين مصر والصين، حيث
اتجهت الثانية إلى ضخ العديد من المشروعات الاقتصادية إلى مصر ومن ثم عملت
على نمو غير مسبوق في العلاقات التجارية بين البلدين.
وركزت الوكالة، على حرص الرئيس المعزول محمد مرسي على استمرار العلاقات الطيبة بين مصر والصين طوال فترة حكمه.
وترى
الوكالة، أن هذه العلاقة التي حاول مرسي الحفاظ عليها، قد ظهرت في أول
زيارة دبلوماسية قام بها الرئيس المعزول إلى الصين، كما يذكر أنها لاقت
تغطية إعلامية وصحفية واسعة، كما أن بداية الصفقات الاستثمارية التي سعى
إليها «مرسي» منذ توليه الحكم كانت مع القوى العظمى الآسيوية.
ومن
ناحية أخرى، قالت الوكالة أن الإطاحة بمرسي كانت من الممكن أن تهدد بتغيير
هذه «الديناميكية» في طبيعة العلاقة بين البلدين ، كما أن العديد من
المحللين قد رأوا أن سقوط مرسي سوف يكون نكسة للاستثمارات الصينية في
الأسواق المصرية والصناعات التحويلية وقطاعات الطاقة.
ولكن
على عكس الولايات المتحدة ، فقد سعت الصين للحفاظ على العلاقة الاقتصادية
مع مصر بالرغم من تدهور الأوضاع في البلاد ، فقد تجنبت الصين تدهور
العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الحكومة المصرية.
وقالت
الوكالة أنه في حين أن المصريين أخذوا يرددون يوميا أشياء عن طبيعة
التواطؤ بين الولايات المتحدة و حكومة الإخوان المسلمين، إلا أنهم لم
يلحظوا الدعم الذي وفرته الحكومة الصينية لمرسي خلال عام كامل من حكمه.
وتساءلت
الوكالة، كيف استطاعت الصين القيام بهذا الأمر؟، ورأت أن الجواب يكمن في
المساعدات والاستثمارات غير المشروطة، حيث أنها من أكثر العوامل التي ساعدت
على بقاء العلاقة بين البلدين قوية ومستمرة.
وقالت
الوكالة، أن الصين استطاعت أن تخوض اللعبة ببراعة ، حيث أنها لم تتدخل
يوما في السياسة الداخلية لمصر، كما أنها أكدت استمرار احترامها للعلاقة
التجارية مع مصر بالرغم من تحولات القيادات.
ورأت الوكالة، أن هذا السلوك من الجانب الصيني قد قوبل بالاستحسان من قبل الجانب المصري ، وخاصة قطاع رجال الأعمال.
وأضافت
الوكالة، أيضا أنه كثيرا ما يُنظر للمساعدات الخارجية الأمريكية لمصر على
أنها تدخل في الشئون المحلية للبلاد، على عكس ما كانت تفعله الصين، وأشارت
الوكالة إلى أن المساعدات الأمريكية على وجه الخصوص تشكل حساسية لمصر حيث
أنها تشعرها بأنها مستعمرة أمريكية في الشرق.
ومن
جانب آخر قالت الوكالة، أن أحد العوامل التي ساهمت في قوة العلاقة
الاقتصادية بين مصر والصين هو أن المصريين يفضلون نوع العلاقات الاقتصادية
التي يكون لهم السيادة فيها والتي تضمن عدم التدخل في شئون البلاد.
وأشارت
الوكالة، إلى أن المصالح السياسية بالنسبة للولايات المتحدة تأتي في
المرتبة الأولى، وبذلك تكون مصر قد صفعت الولايات المتحدة للمرة الثانية
بعد المرة الأولى التي لجأت للجانب الروسي كحليف بدلا منها.
وفي
النهاية قالت الوكالة، أنه وفقا لدراسة عن المصريين فإن 45 % منهم لديهم
أراء إيجابية في الأساس عن الصين، الأمر الذي من الممكن يكون تفسيره هو
طبيعة العلاقة الاقتصادية الجيدة بين البلدين، فالصين تركز في الأساس على
أن تجعل مصر سوقا جيدة لها بدلا من التركيز على المعاهدات السياسية
والإستراتيجية.