رفض البيت الأبيض، القول إذا كانت الولايات المتحدة تجسست في السابق على اتصالات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك في أوج أزمة دبلوماسية مع برلين.

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض إنه لن يعلق على اتهامات محددة وجهت إلى واشنطن، وذلك غداة إعلانه أن "الولايات المتحدة لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة" في صيغة استخدم فيها المضارع، بحيث لم يؤكد أو ينفي ما إذا كان التنصت قد حصل في الماضي، كما اتهمته بذلك برلين.

وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تنصت المخابرات الأمريكية على الهواتف في بلدها، مؤكدة أن "التجسس على الأصدقاء أمر غير مقبول"، وقالت في تصريح للصحفيين لدى وصولها لحضور قمة الاتحاد الأوروبي "لقد قلت للرئيس أوباما أن التجسس بين الأصدقاء ليس مقبولا بالمرة، كررت ذلك في محادثة الأمس، وأقوله لمصلحة المواطنين الألمان وليس شخصيا، ونحن بحاجة للثقة بين الحلفاء والشركاء".

وأعرب الرئيس الألماني يواكيم جاوك، أمس، عن قلقه العميق إزاء تقارير عن احتمال قيام وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتنصت على الهاتف المحمول لميركل، معتبرا أنه "لا تبرير لقيام الشركاء بالتنصت على بعضهم البعض سواء تأكدت هذه التقارير أم لا".

ومن جانبه، أدان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، "فضيحة التنصت على الهواتف التي مارستها الولايات المتحدة في أوروبا" وأكد أنها "تدعو لليقظة"، مضيفا في اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي "الآن هناك أدلة على أن سفارات الاتحاد الأوروبي والبرلمانيين الأوروبيين ورؤساء الحكومات والمواطنين قد تجسست عليهم الولايات المتحدة الأمريكية على نطاق واسع".

ودعا شولتز البرلمان الأوروبي لتعليق اتفاق تبادل البيانات المصرفية مع الولايات المتحدة، وذكر في هذا الصدد "ندعو لتعليق تبادل البيانات المصرفية مع الأمريكيين مؤقتا".

وقال رئيس وزراء السويد فريدريك راينفلد، أن "التجسس الأمريكي المزعوم على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غير مقبول" ووصفه بأنه "نموذج سيء للاستفادة من القدرة على تحليل المعلومات"، مضيفا "حسنا، هذا غير مقبول بالطبع واعتقد ان من المهم للغاية أن نفهم أن هناك قدرة على فعل اشياء يجب أن نضمن عدم استخدامها بطريقة لا ينبغي استخدامها بها. وهذا نموذج لما لا ينبغي استخدامها من أجله".

وأضاف "لن ينتهي الأمر إذا لم نناقش كيف نضمن في إطار القوانين وبضمانات مختلفة عدم حدوث هذا في المستقبل".

من جانبه، قال رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي روبو "يجب اتخاذ إجراءات"، مضيفا أن "القمة يجب أن تنظر في اتخاذ إجراءات أوروبية"، لكنه أكد أنه لا يتوقع صدور قرارات فورية.

وشكك رئيس الوزراء الفنلندي يركي كاتاينن في القدرة على تقديم رد أوروبي. وقال "لا أعلم ما يمكننا القيام به على مستوى الاتحاد الأوروبي".

وافتتح قادة الاتحاد الأوروبي أمس قمتهم في بروكسل، التي يهيمن عليها الخلاف مع الأمريكيين حول التجسس الذي استهدف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.