من المرجح أن يؤدى الاتصال الهاتفى التاريخى بين الرئيس الإيرانى حسن روحانى والرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مقاومة من المتشددين الذين يتمتعون بنفوذ كبير فى الجمهورية الإسلامية، ويتمتعون بما يحظون به من تأييد استنادا إلى العداء للغرب.

وكان أول ما فعله روحانى عقب عودته إلى طهران فى مطلع الأسبوع هو التصريح بأنه تصرف فى نطاق إرشادات الزعيم الأعلى آية الله على خامنئى، عندما شارك فى أرفع اتصال بين إيران والولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود.

ودفعت المحادثة الهاتفية القصيرة الكثيرين إلى توقع أن تتحسن العلاقات بين واشنطن وطهران بعد انتخاب روحانى المعتدل رئيسا.

ويبدو استناد روحانى إلى خامنئى صاحب السلطة الأعلى فى النظام السياسى الإيرانى المعقد محاولة للتصدى لردود الفعل المعاكسة من قبل مراكز القوى المتشددين وأنصارهم الذين كان بعضهم ينتظرونه لرشق موكبه بالبيض عند عودته.

غير أن هتافات "الموت لأمريكا" التى رددها المتظاهرون من المرجح أن تكون مجرد بداية لحملة على روحانى من جانب المؤسسة السياسية والعسكرية المحافظة التى تعارض الغرب بشكل عام والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.

وقد بلغ انعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة درجة أن من العقبات الكبرى التى تعترض سبيل مفاوضات النزاع النووى الخلاف حول من الذى ينبغى أن يتخذ الخطوة الأولى.

وتصر إيران على أن تخفف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى العقوبات قبل أن تقدم أى تنازلات فى مجال تخصيب اليورانيوم بينما تطالب القوى الغربية بالعكس.

ويرى المتشددون الإيرانيون أن المحادثة الهاتفية بين روحانى وأوباما سابقة لآوانها ويقولون إنه يتعين على واشنطن الآن اتخاذ خطوات ملموسة لتبديد انعدام الثقة.

وقال حسين نجفى الحسينى وهو عضو كبير فى لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى فى الموقع الإلكترونى للمجلس يوم الأحد "على الأمريكيين إثبات حسن نيتهم باتخاذ خطوات عملية (مثل) إنهاء العداء للشعب الإيرانى ورفع العقوبات".

وبادر قائد الحرس الثورى وهو مؤسسة يدعمها مجمع صناعى وعسكرى ضخم يتبع مباشرة للزعيم الأعلى بالإشادة بكلمة روحانى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التى قال فيها إن إيران مستعدة للمشاركة فى محادثات نووية "محددة زمنيا وموجهة نحو تحقيق نتائج" لكنه ألحق بها تحذيرا مبطنا.

وقال محمد على جعفرى قائد الحرس الثورى لوكالة تسنيم للأنباء "خيرا فعل بعدم إتاحة وقت لمقابلة أوباما وكان يجب أن يرفض إجراء محادثة هاتفية إلى أن تظهر الحكومة الأمريكية صدقها".