نبيل فهمي: خرجت بانطباع إيجابي حول تصور روسيا للوضع المصري واستعداد لبدء إعداد جيد لتعاون مثمر

نستهدف عقد اللجنة الوزارية المصرية الروسية في الربيع المقبل
نبيل فهمي وزير الخارجية نبيل فهمي وزير الخارجية

أكد وزير الخارجية نبيل فهمي، أنه خرج من زيارته لروسيا بانطباعات إيجابية للغاية فيما يخص تصورهم للوضع المصري حيث طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صراحة بأهمية تفعيل الدور المصري حتى في الجامعة العربية وليس فقط على المستوى الثنائي.

وقال "فهمي" الذي يختتم في وقت لاحق اليوم، زيارة لروسيا استمرت يومين، إنه وبالنسبة للعمل الثنائي فهناك استعداد لبدء الإعداد الجيد لتعاون مثمر فيما بيننا، كما اتفقنا على بدء عمل سكرتارية اللجان المشتركة فيما بيننا قبل أن ندعو لاجتماعات تبدو عليها قامة كبيرة دون أن يتم الإعداد لها بشكل جيد كما شهدنا العام الماضي حيث تم عقد قمة واقتراحات مختلفة لم يخرج عنها شيء على الإطلاق.

وأوضح أن الدول الكبرى مثل روسيا لا تتحرك بهذا الأسلوب ولكن لها منهجها وأسلوبها ومؤسساتها، وبالتالي فعندما يتم تقديم مقترح معين يجب دراسته حتى تتم اجتماعات القمة أو المستوى الوزراي وتخرج بنتائج ولا تكون بداية للحوار وإنما تكون نهاية الحوار.

وأشار "فهمي"، إلى أنه وفي نفس الوقت سيتم تدعيم التعاون في مجال الاستثمار والبنية الأساسية ومجال التكنولوجيا الروسية والتعاون الثقافي بيننا حيث اتفقنا على تعاون بين مؤسستي وزارتي الخارجية في البلدين، وقال "إننا نستهدف عقد اللجنة الوزارية المصرية الروسية في الربيع المقبل".

وحول تقييمه لنوايا روسيا تطوير علاقتها مع مصر لمستويات أكبر تصل لشراكة، أوضح "فهمي" أنه كانت هناك ثلاثة محاور أساسية في تفكيره لدى وصوله إلى روسيا أولها أن هناك حراكًا روسيًا سياسيًا تم ترجمته في مسألة سوريا والأسلحة الكيماوية ونجده أيضا في العلاقة الروسية الأمريكية التي تمر بمرحلة حساسة، مشيرًا إلى أنه كان مهتمًا بالاطلاع على المنظور الروسي للمرحلة المقبلة لأن العلاقات الروسية الأمريكية ، والحراك الروسي في الشرق الأوسط يؤثر على مصالحنا.

وأضاف أن المحور الثاني يرتبط بتقييم روسيا للأوضاع في الشرق الأوسط؛ لأنها طرف فاعل فيها، وكان هذا مفيد بالنسبة لنا في مصر وخاصة التفاصيل المرتبطة بالوضع في سوريا وما يتعلق بالأسلحة الكيماوية، أو الوضع السياسي السوري السوري وما يسمى "جنيف 2".

وأشار الوزير إلى أن المحور الثالث يرتبط بتصور روسيا لعلاقتها مع مصر، موضحًا أن لافروف ذكر أكثر من مرة في الجلسات الخاصة والمؤتمر الصحفي أن مصر دولة محورية وأن استقرارها وتحقيق تطلعات شعبها ينعكس تلقائيا على استقرار المنطقة ككل ومن ثم على المصالح الروسية.

وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك تردد من جانب روسيا في تطوير علاقاتها مع مصر بشكل أكبر بعد ثورة 30 يونيو، قال فهمي "إنني لا أصفه بالتردد فمن يتابع المنهجية الروسية يجد أن التحرك الروسي دائما تحرك محسوب بدقة وتحرك فيه تراكمية"، وأوضح أن روسيا منذ 25 يناير2011 وليس منذ 30 يونيو تترقب الأوضاع في مصر بدقة فلم نشهد تطورًا ملموسًا في العلاقات وإنما كل ما استمعنا إليه كان اقتراحات عديدة من الجانب المصري فيما يتعلق بالقمح والقروض أو بمشروعات استمع إليها الجانب الروسي ولم يرد بمواقف محددة.

وأكد أنه الأن وفي المقابل، نجد أن هناك موقفا رسميا روسيا واضحا يدعم الاستقرار في مصر ويدعم تطلعات الشعب المصري ويريد أن يتحرك بشكل ملموس منهجي، وقال إن مواقفهم فيها استمرارية واضحة، موضحًا أن استقباله على مستوى سكرتير عام مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية الروسي يعكس رغبة منهم في التعاون مع مصر حيث أشار لافروف إلى أهمية الدور المصري الإقليمي من حيث أن مصر دولة محورية وكذلك فالجانب الروسي يترقب التطورات في الشرق الأوسط ومصر تحديدا ولا يبدو عليه استعجال - وكذلك نحن - لعقد لقاءات مظهرية لا تخرج بنتائج وإنما يهمهم أكثر من ذلك الإعداد الجيد للاجتماعات ومتابعة الموقف والخروج بنتائج ملموسة عندما يكون هناك اجتماع على مستوى عال.

روسيا تراقب التطورات في الشرق الأوسط ومصر حتى لا تتعجل عقد لقاءات مظهرية لا تخرج بنتائج

وأعرب "فهمي" عن اعتقاده بأن هذ الزيارة أنجزت ما كنا نأمل فيه وكان هناك اطمئنان متبادل من الجانبين بأن هناك جدية في التعاون والعلاقات، مشيرًا إلى أنه لم يحضر إلى موسكو بطلبات خيالية غير منطقية، قائلا "بل إنني لم أطلب أي شيء بالتحديد"، ومن الناحية الأخرى فقد تحدثنا عن قضايا محددة فنية وعن حلول لمشاكل عالقة .. ووعد الجانب الروسي بدراستها.

وأضاف أن مسألة تبادل الزيارات بين مسؤولي الجانبين ستتم، وإنما في التوقيت المناسب بالإعداد المناسب وفي الوقت الذي يكون فيه الجانبان مستعدين لذلك.

وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم تبديد بواعث القلق الروسية تجاه التطورات في مصر ودول الربيع العربي بعد ثورة 25 يناير، أعرب "فهمي" عن اعتقاده بأن هناك تحركا في الموقف الروسي، لكنهم لا يزالون يترقبون الموقف، وأضاف "أن الربيع العربي بالنسبة لهم يشكل تغييرًا غير واضح المعالم، وينتهي إلى نتائج إيجابية ويتعاملون معه، لكن لا يستعجلون النتائج، وحتى الآن الربيع العربي والتطورات العربية لم تصل إلى الهدف المنشود منها وبالتالي فليس غريبا أن يترقب الجانب الروسي الموقف.

وأوضح "فهمي" في هذا الإطار أن هذا الترقب لا يعني توقف العلاقة ولا يعني توقف الاتصالات ولا يعني عدم تطلع الجانبين لتطوير العلاقة، مشيرًا إلى أنه إذا نظرنا إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي، وكذلك تصريحاتي في موسكو ستجدون أن لافروف رغم ترقبه للموقف كان يؤيد تنشيط الدور المصري وتحدث عن أن مصر دولة جوهرية وطالب بأن تلعب دورها التقليدي بالجامعة العربية وطالب بأن تشارك مصر في مؤتمر "جنيف 2" الخاص بسوريا وبالتالي إذا كان هناك قلق روسي لم يكن ليطلب ذلك بل إن لافروف كان يتمنى استعادة مصر لدورها ومكانتها ، مضيفا أن الرغبة كانت موجودة والاستعداد كان موجودا وكذلك الترقب.

تبادل الزيارات بين مسؤولي الجانبين ستتم في التوقيت الذي يكون فيه الجانبان مستعدين لذلك

وحول نجاح مصر في تطوير الموقف لإعادة طرح أهمية عقد مؤتمر دولي لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بعد الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، قال "فهمي" إن هذا أمرا مهما أيضا فكما تعلمون أن مصر لها موقف محدد ومعروف فيما يتعلق بحظر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط منذ عام 1974 ثم حظر كافة أسلحة الدمار الشامل منذ عام 1990.

وأوضح أن الجانب الروسي نفسه أكد من جانبه خلال اجتماعات الأمس قبل أن أطرح الموضوع أن ما يتم في المنطقة يجب أن يكون داعما لسرعة انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل الذي كان مقررا عقده العام الماضي، وقال "فهمي" إنه رحب من جانبه بهذا الموقف الروسي، وأكد مجددا أن ما يتم في سوريا يجب أن يكون حافزا إضافيا لتنشيط الجهود الرامية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.

وقال إن هناك تحركا وتعاونا في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن التحدي ليس في دفع الجانب الروسي أو المصري لعقد هذا المؤتمر فكلانا مؤيد لهذا الهدف ولكن التحدي يكمن في إقناع الجانب الإسرائيلي وأطراف إقليمية أخرى والولايات المتحدة للانضمام لهذا الجهد واتفقنا على مواصلة التشاور فيما بيننا في نيويورك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سأتوجه إليها مطلع الأسبوع المقبل.