ملابس
فرعونية وأخرى مزركشة تبهج العين، آلاف المسابح المتدلية فى واجهات المحلات من كل
صنف ولون، أوراق بردى تحمل كلمات هيروغليفية من تمائم وقصائد غزلية ونقوش ملونة
بالأرزق تحمل قصص حضارة 7 آلاف عام، توابل وعطور وتحف وعقود وأسوار مرصوصة فى
كرنفال من البضائع تبدأ أسعارها من بضع جنيهات وتصل لبضعة مئات أو آلاف.. هذا ما
ستقابله فى سوق "خان الخليلى" أحد أعرق أسواق الشرق، والذى يعود تاريخ
إنشائه لما قبل 600 عام على يد الشريف "الخليلى" كبير التجار فى عصر
السلطان برقوق.
ما
زال معمار السوق الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن، بأزقته
الضيقة المتداخلة والتى لا سبيل لحصرها والذى ربما لا يعرف الكثيرون أنه كان مقبرة
قبل أن يأمر "الخليلى" بنقل المقابر إلى أماكن أخرى وتأسيس سوق للتجار.
رغم
أن معمار السوق وبضائعه بقوا على حالهم إلا أن الحال لم يعد كما كان، فقديما كان
السوق يعج بزحام أسطورى من البشر والمقاعد الخشبية التى رصها أصحاب المقاهى لجذب
الرواد، لكنك إذا ذهبت إلى السوق هذه الأيام لن تقابلك كلمات الترحيب المعتاد
عليها من التجار الذين جلسوا أمام محلاتهم يقرأون الجرائد أو يتحدثون عن الحال
الذى تبدل والسياح الذين لم يعودوا يرونهم إلا كل حين.