بنفس تملؤها الشجاعة والمثابرة، وقلب يفيض بالإيمان والرضا، تجده رابطًا في موقعه، شاهرًا سلاحه في وجه العدو؛ لا يعتمل في نفسه شيء وقت الحرب إلا حماية الوطن، فلا يهمه حرارة الجو ولا يؤثر في نفسه التعب.

هو جندي مصري قابع بصحراء الوطن إبان حرب أكتوبر؛ يدافع عن أرضه ويحميه من هجمات العدو الغاشم، ينظر تجاه زميله ليتحدوا سويًا فهم في رباط إلى يوم القيامة، بخطوات منظمة وتكنيك محترف وقلب ينفطر على الأراضي المحتلة، استطاعوا جلب النصر للوطن وتضميد جراحه فقط في 6 ساعات.
غدًا هو ذكرى حرب أكتوبر، وذكرى انتصارنا الغالي ضد العدو الصهيوني، واسترداد أرضنا المنهوبة بدون وجه حق، استطاعت فيه مصرنا الحبيبة بأيدي أبنائها تحطيم الأسطورة الإسرائيلية، التي ادعت عقب الحرب أن النصر جاء بمحض الصدفة، فقد خلقت أكذوبة وصدقتها وحدها، فالعالم كله شهد ببراعة الجندي المصري آنذاك.

سجل الجيش المصري إبان حرب أكتوبر ملحمة عسكرية تاريخية، فتمكنا من عبور قناة السويس في الجهة الجنوبية وتدمير خط بارليف، وعبور مرتفعات الجولان وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلي، وكسر شوكتهم على امتداد الهضبة وصولًا إلى جبل الشيخ.

وتوحدت في تلك الحرب الجبهتان الجنوبية والشمالية، كما توحدت الأمة العربية معهما في واحدة من أعظم المواقع التي شهدت تلاحم عربي غير مسبوق.

وحينما تجدد القتال مرة أخرى بشكل محدود على خطوط وقف إطلاق النار بين إسرائيل و مصر، بما يسمى حرب الاستنزاف، مما دفع الولايات المتحدة إلى اقتراح خطط لتسوية سلمية في الشرق الأوسط، تم رفضها في بداية الأمر حتى وصلت إلى اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس الراحل أنور السادات.

ونجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، ودمرت التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان.

وحقق الجيش المصري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل "الشيخ" مما أربك الجيش الإسرائيلي، كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب "النابالم" بخطة محكمة.

"الجيش الذي لا يقهر"، تلك الأكذوبة التي ابتدعها الاسرائيليون وعاشوا على أحلامها فقط، وفي ذكرى النصر لا نحتفل بانتصارنا على العدو فقط ولكن أيضًا بتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

الأسطورة التي خدع بها العدو الصهيوني شعوب العالم لسنوات عديدة؛ ليبث في قلوبهم الرعب من الدفاع عن أراضيهم المحتلة ورفض الاستعمار.