على الرغم من تراجع عمليات الشراء وتقلص الكميات التى تعود على شرائها العديد من الزبائن والعملاء للسلع والمواد الغذائية بالأسواق المختلفة، إلا أن ارتفاع الأسعار واستمرارها فى التزايد كان هو العامل الأبرز فى إحداث حالة الركود والكساد للعديد لمختلف الأسواق التى سئم أصحابها والعاملون بها من حالة الخمول التى إصابتهم بعد ثورة 25 يناير زادت بشكل تدريجى حتى تفاقمت حدتها الأمر الذى جعل بعض التجار يغلقون محالهم والبعض الآخر يسرح عدداً من العمالة والكثير يمنى بخسائر لم يتعرض لها من قبل، وذلك بحسب ما ساقه عدد من الباعة والتجار بأسواق التجزئة وكذا الجملة.

ومن خلال جولة بأحد الأسواق بميدان الجيزة والتى رصد من خلالها أجواء غير مرضيه عبر عنها العديد من التجار بقولهم "إحنا ملينا من الحالة دى ووقف الحال اللى مبينتهيش"، نظراً لتقلص الحركة التجارية بنسبه تتعدى 40%.

قال محمد عز بائع خضروات، أن الأسعار أصبحت أضعاف ما كانت عليه من قبل وأصبح الزبون عمله نادرة ويطلب ربع الكمية الأساسية فبدلاً من 3 كيلو يأخذ كيلو واحد فقط، نظراً للضعف المادى الذى أصاب المصريين وكثرة المتطلبات الأسرية التى أصبح من الصعب الوفاء بمعظمها.

أضاف عز، أن سعر كيلو الطماطم وصل 3 جنيهات وسعر البامية 10 جنيهات، كما ارتفع سعر الفاصوليا إلى 8 جنيهات وكذا الكوسة 6 والبطاطس 5 جنيهات، أما الباذنجان 3 جنيهات والخيار 4 جنيهات والفلفل البلدى 7 جنيهات والملون 15 جنيها الأمر الذى جعل إقبال الزبائن اقل وتراجع معه عمليات السحب مما سبب خسائر كبيرة.

أوضح عبد المنصف السيد تاجر فواكه، أن الإقبال على شراء الفاكهة فى شهر رمضان وفى ظل الظروف الصعبة للبلد أصبح ضعيفا وزاد منه الارتفاع بأسعار مختلف الأنواع، حيث بلغ سعر كيلو المانجو السكرية والزبدية 12 جنيهاً أما السنارة 14 ووصل الكيلو من صنف المانجو "صديقة" 15 جنيهاً و"تومى" 16 جنيهاً، بينما بلغ سعر كيلو الكمثرى 10 جنيهات، إما التفاح المصرى 9 جنيهات والتفاح الأخضر المستورد وصل 20 جنيها أما السكرى 18 جنيها والأمريكى 17 جنيهاً، لافتا إلى أن الارتفاع فى الأسعار بلغ من 20 إلى 25%.

واتفق العديد من التجار بسوق ميدان الجيزة على أن استمرار حاله عدم الاستقرار التى تعيشها مصر والتى بدأت بعد ثورة 25 يناير أدت إلى التفاقم والزيادة والمبالغة فى الأسعار والتى أخرجت تجار من الأسواق وغيبت الزبائن الذين يخشون النزول للأسواق والتسوق فى أى توقيت، نظرا للتظاهرات التى تمتلئ بها الميادين خاصة "ميدان النهضة" الذى تسبب فى شلل الحركة المرورية بالدقى والجيزة.